بعد أسبوعين من الآن، ستنطلق عمليةعودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى وطنهم قصد قضاء عطلة الصيف، وصلة الرحم بينهم وبين عائلاتهم وأصدقائهم وبلدهم المغرب. وككل صيف هناك تعبئة للوزارة المكلفة وللمؤسسات المعنية، وأبرزها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج…
لقد عملت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة خلال الأشهر الأخيرة، على تكثيف أنشطتها ومبادراتها لتوطيد عرى وعلاقات مواطنينا بمغربهم، وتوطيد جسور التواصل معهم، متدارسة العديد من الملفات ذات القضايا بمتطلباتهم ومشاكلهم التي يصادفونها وهم في عطلتهم السنوية أو تشغل بالهم وتؤرقهم وهم هناك ببلدان المهجر.ونسجل هنا المنتديات التي تم تنظيمها سواء حسب القطاعات المهنية أو حول مواضيع انصبت بالأساس على جعل المغاربة المقيمين بالخارج بالفعل الجهة الثالثة عشر بإمكانياتها المعرفية والفكرية والمادية…أو كما أعلنت الوزارة:»جهة افتراضية ومجال « ترابي « معنوي، يشكل قاعدة واقعية، تنسج أواصر التعاون والشراكة المثمرة، بين المقاولين المغاربة بالمهجر والمقاولات داخل أرض الوطن، في إطار ائتلاف منظم و معقلن، وفضاء للنقاش وتبادل الخبرات على المستوى التجاري، وكإطار للحوار الاقتصادي وتبادل الرؤى والأفكار الاستثمارية، إضافة إلى اعتبارها مجالا خصبا لتقاسم التجارب المقاولاتية، وتنفيذ المشاريع والشراكات بين المقاولين المغاربة والأجانب»…
إن هناك اليوم أكثر من خمسة ملايين مغربي بالخارج يتوزعون أساسا بالدول الأوروبية، يتسع سنة بعد سنة عدد الكفاءات بينهم ويشكلون ركيزة مهمة في الاقتصاد الوطني، بضخهم سنويا لتحويلات فاقت سنة 2016 الـ 62 مليار درهم، وبلغت خلال الخمسة أشهر من السنة الجارية أكثر من 24 مليار درهم.
إن دينامية الوزارة، يجب أن تجد لها صدى وطنيا وجهويا وإقليميا ولدى الشبكة الدبلوماسية للمغرب بالخارج من سفارات وقنصليات وفي النقط الحدودية حتى يتم بالفعل تضافر كل الجهود ليكون عبور 2018 ناجحا حيث تتوفرالجوانب اللوجيستيكية والإمكانيات البشرية بالموانئ والمطارات لتسهيل انسياب المهاجرين، وهم يلتحقون بوطنهم بعد عناء سفر شاق..وتكون الإجراءات الإدارية ومشاكل العقار وملفات المحاكم و…يتم البتّ فيها من غير مماطلة أو تلكؤ أومتاهات مضنية…
ونسجل كذلك الدور الهام الذي تقوم به مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج خاصة في مجال المساعدة القانونية، حيث يتجلى ذلك في الدفاع عن حقوق المغاربة المقيمين بالخارج داخل أرض الوطن، من خلال معالجة وتتبع شكاياتهم وتظلماتهم بالتنسيق مع القطاعات العمومية المختصة، بالإضافة إلى تقديم خدمات الإرشاد والتوجيه، لتمكينهم من تجنب المشاكل والمنازعات المرتبطة بوضعيتهم كمهاجرين. بالإضافة إلى توفير العشرات من مراكز الاستقبال لهم بمسارات عودتهم وتأطيرها بشريا وماديا.
نتمنى أن تمر عملية عبور لهذه السنة في ظروف مريحة، وأن يقضي مهاجرونا عطلتهم السنوية ببلدهم المغرب دون مشاكل، وأن تجد قضاياهم إدارة تنصت لهم وتيسر لهم ماهو حق لهم وتنصفهم في ملفاتهم باحترام تام لكرامتهم.