المحمدية : السبت 24 رمضان 1439 هج / 09 يونيو 2018.
نص كلمة المجاهد عبد الرحمن اليوسفي:
شكرا لكم على تنظيم هذا اللقاء الاحتفالي، الخاص بالأجزاء الثلاثة من مُذكراتي وخُطبي السياسية والحقوقية، التي أنْجَزَهَا أخُونا مبارك بودرقة. ولاَ أُخْفِيكُم أن سعادتي مُضَاعَفَةٌ أَنْ أَحْضُرَ هُنا مَعَكُم، لاعْتِبَارَيْنِ أساسيين مِنْ بَيْنِ اعْتِباراتٍ أُخرى مُتَعَددَةٍ.
أولها، أنكم اخترتم أن نلتقي في مسرحِ يَحْمِلُ اسم أخينا وعزيزنا الكبير عبد الرحيم بوعبيد رحمه لله. فهذا لوحده عُنوان اعتزاز خاص بالنسبة لي، كَوْنُنَا نَلْتَئِمُ تحت خَيْمَةِ واحدٍ من رجالاتِ الدولةِ الكبار، ومن مناضلي الحركة الوطنية الأفذاذ، ومن مُؤسسي الصف الوطني والديمقراطي التقدمي والتحرري بمغرب الاستقلال، وَكَانَ في طليعة مُناضلي الحركة الاتحادية، الذي خَلَقَ مدرسةً سياسِيةً في النضال، ظَلتْ تَنْتَصِرُ للأخلاق في الممارسة السياسية، وتَعْتَمِدُ الوُضُوحَ الإيديولوجي وتَلْتَحِمُ بأحلام وطموحات أوسع الجماهير المغربية، مِما مَكَّنَ تِلْكَ الحركةَ الاتحادية من اكتسابِ مِصْدَاقِيَّةٍ في الداخل وفي الخارج، لاَ تَزالُ إلى اليوم مرجعا سياسيا عند كل الأطياف المغربية، سواء في الدولة أو في المجتمع.
ثانيها، أننا نلتقي في مدينةِ المحمدية، المدينةِ العماليةِ المناضلةِ، التي نجح فيها أخونا عبد الرحيم بوعبيد بالبرلمان، والمدينةِ التي ظلت اتحادية لعقود، حيث تمكن إخوتنا من المناضلين الاتحاديين الشرفاء بها، من كسب ثقة الساكنة لرئاسة مجلس المدينة البلدي لثلاث دورات متتالية، في التسعينات، غَيَّرَتْ وَجْهَ المدينةِ بالكامل، وَوَضَعُوا الأساس لما أصبحت عليه اليوم، في مجالات عدة، أكتفي منها بِخَلْقِ المنطقةِ الصِّناعية بِجَنُوبِ المدينة، وكذا فَكِّ العُزْلَةِ عن أحيائها الهامشية، وبناء دُورِ الثقافة والشباب وتعبيد كامل أزقة وشوارع المدينة وبناء هذا الصرح الثقافي والمسرحي الكبير الذي يحمل اسم أخينا عبد الرحيم بوعبيد، الرجلِ الذي اقترن اسمه، أيضا، بهذه المدينةِ منذ بداية الاستقلال، حين هَنْدَسَ وأَنْشَأَ بِهَا معمل تكرير البترول سامير، بشراكةٍ مع الإيطاليين، ضِمْنَ مُخَطَّطِهِ الوطنيِّ وَهُوَ وزيرٌ للاقتصاد والمالية في نهاية الخمسينات، لِوَضْعِ أُسُسِ الاستقلال الاقتصادي والمالي والطاقي للمغرب.
لهذه الأسباب كُلِّهَا أنا سَعيدٌ بالتَّواجُدِ معكم، وأشكركم على جميلِ الاهتمام بِمُذكراتي، التي ليست سوى جزءٍ من سيرتي، أتمنى أن تكون حافزا لتنوير الأجيال الجديدة بتاريخ وطنهم، وبتاريخ الحركة الاتحادية، مدرسة نضالية أسست لممارسة سياسية بالمغرب، ذات سقف وطني، واضحة المنهج والأداة النضالية السلمية البناءة، القوية بمصداقيتها التي تعززت بسيرة رجالها من المناضلين الأفذاذ، الذين كان أبناء مدينتكم المحمدية في الطليعة ضمنهم.
فشكرا لكم، وشكرا للمحمدية وأهلها الكرام من خلالكم، وشكرا للأساتذة الكرام الذين شَرَّفُونَا، جميعا، بِحُضُورِهِمْ الكريم.
والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته.