وإن كنتم قد اعتذرتم للمغاربة، اعتذروا للمغرب أيضا،

و أولا وأخيرا..
اعتذرتم للمواطنين، فاعتذروا للوطن،
الوطن الذي حشرتموه في علبة بلاستيك لبعض من مشتقات
الغبار!
للذين كادوا أن يوقعوا بيننا وبين الوطن
بسبب علبة دانون
كاد الوطن يخاصمنا بفعل حك صغير من مشتقات الحليب..
وكنا نعرف الحليب جيدا
ونعرف الوطن
جيدا أيضا
ونعرف أن دانون تجربة سريعة في تعليب اللذة مقابل فائض القيمة الذي تعيش به قوانين الاقتصاد السياسي
لا شي أبعد من درس صغير في كلية الحقوق..
كنا على خطأ…
كنا على وشك أن ندهس الوطن في لحظة احتجاج على علبة المشتقات الصغيرة
كنا على وشك أن نرتكب معصية في حق الوطن..
ففيه كان الوطن، في علبة دانون يجلس القرفصاء وينادي أبناءه:كولوني ..
الوطن في خيمة غوث اللاجئين: جبنة
أو ضانون..(يكتب أيضا بالضاد في ماركوتنغ اللغة المدرَّجة لسهولة المذاق)..
إذا لم تٌشْتَرَ دانون، فقد يضيع الوطن ونحملكم جميعا إلى مخيمات اللاجئين التابع للأمم المتحدة..
واذا لم تعودوا إلى دانون
لن تعودوا إلى الوطن..
وتتيهون في صحراء الآخرين

تسمعون الوطن في النشيد
ومن يقول إن الوطن
لا طعم له يكذب
الوطن
بطعم المشتقات الغريب
اللزج
والأبيض
ومن يقطع صلته بدانون
فقد انقطعت صلته بالوطن
وكل الدراسات
والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة
وعن المراكز المختصة
وكل الاكتشافات تقول إن الوطن له مذاق حليب دانون
وأحيانا يكون مبسترا
وأخرى يأتيكم بكل دهونه..
وما غير دانون
أو ضانون
من مشتقات
طابور خامس..
الدانون هو الذي بفضله تتم الطبقات
لولاه ما كانت لنا
لا طبقة وطنية
ولا بروليتاريا
لخدمة الوطن..
وأنتم لا تعتذروا للمستهلكين،
اعتذروا للوطن عمَّ في التباسكم من هلاك… !

 

الاثنين 07 ماي 2018.

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…