ماهي أبرز الخلافات عند أهم الفرق الكلامية والمذهبية الإسلامية:

     التيار السلفي أو أهل السنة والجماعة: لقد اتفق السلفية جميهم (حنابلة وأشاعرة ومالكية وشافعية وما تريديّة, واليوم الوهابية وغيرهم). وأكدوا على صفات الله  وأسمائه كما جاءت في القرآن, بتسليم مطلق دون نقاش أو إبداء رأي فيها. عدا الأشاعرة منهم الذين قسموا هذه الصفات بين صفات خبرية وصفات معنوية, وقالوا إن الصفات المعنوية هي الخلق والقدرة والإرادة والبصر والسمع والكلام, وهي صفات ترتبط بذات الله أو هي عينه. أما الصفات الخبرية فموقفهم منها لا يختلف عن بقية القوى السلفية الأخرى. والسلفية يتجنبون التشبيه, ( ليس كمثله شيء), وفي قولهم بالصفات أرادوا الوصول إلى أن الله وفقاً لصفاته قادر على كل شيء وله الأمر بكل شيء, وبالتالي ليس للإنسان حرية وإرادة على الاختيار والفعل دون أمر الله, على الرغم من أن الأشاعرة حاولوا الخروج عن هذه المسألة قليلاً, أي مسألة القضاء والقدر بطرح شيخهم “أبو حسن الأشعري” نظرية (الكسب), والتي فحواها, أن القضاء والقدر بيد الله وحده, ولكن الناس يمارسون أفعالهم بأنفسهم وفقاً للإرادة التي أجراها الله في نفوسهم.(11) وبما كسبت أيديهم. ممثلة هذه الإرادة بحديث النفس لدى الإنسان وليس تقريراً لعقله أو إرادته الحرة. وهو, أي “أبو الحسن الأشعري” في طرحه لنظرية الكسب كما يقول ابن تيمية: (حاول أبو حسن الأشعري الخروج من الجبر فوقع فيه). كما يرى التيار السلفي أن الخير والشر من عند الله ( وما يصيبكم من شيء فمن عند الله). كما يقولون بان علم الله أزلي أحاط بكل شيء , وكل شيء عنده في لوح محفوظ. وهم يميزون بين المشيئة الكونية والمشيئة الشرعية, فما أراده الله للكون خلقه بكل ما فيه وهو دائماً في خلق مستمر, وما أراده شرعاً فهو أمر فيه الخير وفيه الشر, دعا عباده إليه فعلوه أم لم يفعلوه. وهم يقولون أيضاً بأن الإيمان هو قول اللسان وإخلاص القلب وعمل الجوارح, ولا قول ولا إخلاص ولا عمل إلا بنية, ولا نية ولا قول ولا إخلاص ولا عمل إلا بموافقة السنة. والسلفية عدا (الجهادية ) لا يكفرون أحداً بذنب او معصية إلا أن يزول أصل الإيمان الذي أقرته السنة. ومرتكب الذنب عندهم ومنهم الأشاعرة زنديق حتى يتوب, وهو سيعذب في جهنم بحسب ذنبه. لقد أنكرت السلفية السببية في الظواهر, وقالوا لا وجود لها, وكل شيء يتم بمشيئة الله, وبالتالي كل قوانين الطبيعة والمجتمع تسير  بإرادة الله ومشيئته, أو كما يقول أبو حامد الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين), (بأن الأسباب في الظواهر وراءها ملائكة سخرهم الله لتأدية ما يقوم به الناس, فالشيطان يقوم بدور تأدية أعمال الشر, ويدخل الملائكة هنا كمحررين للظواهر.). ( 12). وبذلك ينفي الغزالي الحقيقة ويجعلها وهماً. والسلفية وفق هذا الإيمان هم يكرسون الفهم الجبري الذي قالت به الجهمية بكل معطياته, وفقاً لرأي “جهم بن صفوان”:(إن الإنسان ليس يقدر على شيئ ولا يوصف بالاستطاعة, وإنما هو مجبور في أفعاله لا قدرة له ولا اختيار وإنما يخلق الله الأفعال فيه على حسب ما يخلق كافة الجمادات.).(13). أما أبو حسن الأشعري فيقول في هذا الاتجاه: ( إن جميع الموجودات من أشخاص (العباد وأفعالهم, وكذلك سائر المخلوقات وحركتها, كلها مخلوقة لله.). ( 14). هذا وأن الزمن عند السلفية هو آنات أو ذرات متقطعة لا وصل بينها, والمتصل عندهم هو الزمن الإلهي فقط بسبب خلق الله المستمر.

     لقد حارب التيار السلفي بعمومه العقل واعتبر دعاته زنادقة, كما جاء في فتوى ابن صلاح المشهور: (من تنمطق تزندق). أو كما يقول ابن حنبل: (الحديث الضعيف عندي أهم من الرأي). و (إن أصحاب العقل زناديق). أما لأشاعرة فرغم أنهم استخدموا العقل وآمنوا به, إلا أنهم استخدموه لتثبيت النص وليس للحكم عليه. واعتبروا أن ما أصل له الشافعي وابن حنبل في تحديد مراجع الدين ومصادر التشريع من قرآن وحديث وإجماع  وقياس , وكل ما تركه السلف الصالح من أثر حتى القرن الثالث للهجرة, هي الأساس والمنطلق لكل ما هو تالٍ, وهي وحدها من يحدد شرعية الحسن والقبيح في أعمال الناس. أي قالوا بالحسن والقبيح الشرعيين وليس العقليين. وبذلك سدوا الطريق أمام الاجتهاد وحكموا على الحلال أوالمباح فقط بما ورد فيه نص مقدس في القرآن أو الحديث أو أي أثر أو إجماع للسلف الصالح حتى القرن الثالث للهجرة, وكل ما جاء بعد ذلك بدعة وضلالة وكفر, إن لم يوجد له شبه أو دليل في هذه المراجع الصفراء التي تحولت إلى نصوص مقدسة. وهذا ما أكد عليه ايضاً الشافعي الذي أصل للفقه السلفي بقوله: (المحدثات من الأمور ضربان أحدهما: ما أحدث يخالف كتباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً فهذه بدعة. ). (15). وبهذا الموقف الفقهي جعل الشافعي ومن سار على دربه من التيار السلفي ومدارسه ومذاهبه, عدا المذهب الحنفي إلى حد ما, أن المصالح المرسلة والاستحسان, وسد الذرائع (حكم هوى), كون العقل يدخل فيها. واخيراً من القضايا التي اتفقوا عليها عدا المذهب الحنفي, هي الأخذ بالحديث وفقاً للسند أكثر من المتن, وذلك لاعتبارات عدة أهمها: إن السلفية تعاملوا مع مسألة الجرح والتعديل وفقاً لأغراض سياسية أو كلاميةأو مذهبية, فكل من لم يقل بآرائهم هو غير ثقة, وبالتالي بموقفهم هذا تجاه الرأي الاخر, اعتمدوا كثيراً على الحديث حتى ولو كان ضعيفاً. أما أبو حنفية, فقد رفض الاعتماد كثيراً على الحديث عدا المتواتر والمشهور منه, واعتبر المتن الذي يتفق مع النص القرآني هو مرجعه وثقته بغض النظر عن قائله, وما تبقى أحاديث آحاد, وهي ضنية, والضن عند الله لا يغني من الحق شيئاً.    

     أما في السياسة فقالوا بالشورى (وأمرهم شورى بينهم), ومع سيطرة الأموين والعباسيين على السلطة بالقوة وتحويلها إلى ملك عضوض واعتبارها أمراً مقدراً من عند الله كما قال معاوية في خطبته عند توليه الخلافة: (الأرض لله … وأنا خليفة الله, ما أخذت فلي وما تركت للناس فبفضل مني.). وكما قال أبو جعفر المنصور أيضاً: ( يا أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة, وعنكم ذادة, نحكمكم بحق الله الذي أولانا سلطانه الذي أعطانا, وأنا خليفة الله في أرضه, وحارس ملكه.). ( 16). ومع تولي الحكام البويهيين والأتراك والمماليك والعثمانيين السلطة بالغلبة أيضاً, تحولت الشورى عند فقاء السنة  ومن في قلوبهم زيغ, إلى غلبة وانتصار بحد السيف, وقبول البيعة للخلافة حتى ولوا بموافقة شخص واحد, كما يقول “الماوردي” بالأحكام السلطانية, و”ابن جماعة” وغيرهما ممن كتب في السياسة, أو من برر ظلم الحاكم وفساده وعدم الاحتجاج عليه كما مر معنا في موقع سابق.

المعتزلة:

     لقد آمنوا بوحدانية الله, وقالوا بأن مشيئته تقع في الكليات, أما الجزئيات فهي من شأن البشر, وذلك لتأكيدهم على حرية الإنسان وإرادته في اختيار أفعاله. (وهديناه النجدين). كما آمنوا بالسببية  واعتبروا أن هناك قوانين موضوعية تتحكم في سير وآلية عمل الظواهر, وهي من خلق الله ويستطيع الإنسان بحريته وإرادته استخدامها. لقد أنكرو التجسيد والصفات وقالوا تأكيداً لقول الله عن ذاته: (ليس كمثله شيء). واعتبروا أن الحسن والقبيح أمران عقليان وليسا شرعيين, وبذلك رفضوا القول بأن يفعل الله الشر, وسموا لذلك باهل العدل. ونظروا إلى مرتكب الكبيرة (الذنب), في المنزلة بين المنزلتين, فهو عاصي وليس بكافر ولا مؤمن وقابل للتوبة. كما قالوا (بخلق القرآن), وأنه ليس قديماً, فالمعتزلة يقولون هو كلام الله, ولكن له حروف وكلمات, وبالتالي هو مخلوق: (إنا جعلناه قرآن عربياً) والجعل عندهم يعني الخلق. بينما السلفية قالوا في هذا الشأن,  إن القرآن كلام الله والكلام صفة من صفات الله , وكل ما هو صفة هو قديم.

     لقد آمن المعتزلة بأهم قضية في الفكر الإسلامي وهي قضية العقل ودوره في تسيير حياة المسلم والإنسان عموماً. واعتبروه منحة من الله للإنسان لكي يتميز به عن كل المخلوقات ويمارس خلافة الله على الأرض, وعلى هذا الموقف من العقل في تعاملهم مع النص المقدس, رأوا ضرورة الوقوف عند هذه النصوص وعدم السماح بتأويلها كما يشتهون, وبالتالي أنكروا صفات الله وقالوا: إن معرفة صفات الله وذاته فوق العقل البشري, وليس هناك من قدرة لدى الإنسان أن يدرك بها كنه أو كيفية هذه الصفات. وقالوا وفقاً لذلك وبناءً على الآية السابعة من صورة آل عمران التي جئنا عليها وهي موضوع هذه الدراسة أصلاً: إن كل ما جاء بالقرآن  هو من عند الله, ولا نتكلم فيما لم يجئ, ولا نبحث فيما إذا كانت صفات الله هي عين ذاته أو غير ذاته. وهم لا ينظرون في كيفية صدور المحدثات عن القديم (الله), ولا كيف يتصل علم الله القديم والمعلومات المحدثة, ولا نحو ذلك لأنها فوق طاقة العقل البشري, هذا العقل الذي مُنح القدرة فقط  في مسألة إدراك البرهان على وجود الله والنبوة العامة ونبوة محمد على وجه الخصوص. (17). كما قللوا من الاعتماد على الحديث مقابل اعتمادهم على الرأي, منطلقين من أن الحديث مرتبط بالأشخاص, والأشخاص بشر لهم أهواؤهم ومصالحهم, وبالتالي ما يقولون به أمر ضني.

الشيعة الجعفرية ومن يلتقي معها من فرق الشيعة:

     لقد التقت الشيعة الجعفرية مع المعتزلة في الكثير من القضايا العقلانية, أهمها: هم يعتبرون صفات الله عين ذاته. وإن القرآن مخلوق. وأنكروا حديث النفس الذي يقول به الأشاعرة (نظرية الكسب). كما انكروا رؤية الله بالبصر في الدنيا أو الاخرة. قالوا بالحسن والقبيح العقليين, وقدرة العبد على الاختيار (نظرية البداء).( 18)., وهي نظرية تقر بالقضاء والقدر من عند الله لكنها تعتبر النص المقدس مفتوح في دلالاته ومخزونه على المطلق, وهو جاء لخدمة الواقع وتطوره طالما أن هذا التطور والتبدل لا يسئ لتعاليم الله ومقاصد الدين. كما قالوا بأن الله عادل ولا يصدر عنه قبيح. وأن أفعال الله معللة بالعلل والأغراض. (19). كما أنكرو الجبر في صيغته الجهمية حيث يقول علي بن ابي طالب في نهج البلاغة: ( إن الله لا يقضي وجوباً, ولا يقدر حتماً. فلو كان الأمر كذلك لما كان هناك عقاب ولا ثواب ولما كان هناك وعد ولا وعيد. إن الله يأمر تخيراً وينهي تحذيراً ولا يقضي وجوباً, ولم يبعث الأنبياء والرسل عبثاً.).

     هذا وللشيعة الجعفرية قضايا فقهية خاصة بمذهبهم منها العصمة لآل البيت, وأن أئمة آل البيت لهم رؤيتهم الخاصة بهم في الخطاب الديني ذاته, وبتكليفهم بأمر الإمامة كما حدده جعفر الصادق بقوله: (خلق الله العالم وانتقل النور إلى نبينا محمد (ص)…ثم انتقل النور إلى غرائزنا ولمع في ائمتنا, ونحن أنوار السماء وانوار الأرض, فينا النجاة ومنا مكنون العلم, وإلينا مصير الأمور, وبمهدينا تنقطع الحجج, فأئمة الأئمة ومنقذ الأمة, وحجج رب العالمين فاليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا, وقبض عروتنا.). (20). هذا مع الإشارة بأن هذا القول فيه مغالاة كثيرة, خاصة وأن الإمام الغائب  (المهدي) جاء بعد جعفر بزمن ليس بالقصير, وأن علي نفسه قد أنكر العصمة بقوله: ( .. فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل فإني لست من نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي.).( 21). كما قالوا بالتقية وفقاً للآية التالية ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم.). النحل- (106). وقد جاءت تقيتهم هذه لكثرة ما عانى الشيعة من الاضطهاد من قبل الأمويين والعباسيين وغيرهم من الأعاجم الذين تسلموا أمور الخلافة بعد انتهاء عصر القوة العباسي وخاصة من المماليك الشراكسة. كما أغرق الشيعة في التفسير الباطني للآيات لتأكيد صحة خلافة علي وآل بيته, وقالوا بأن هذه الآية أو تلك قد نزلت بعلي أو على وفاطمة والحسن والحسين, وأولوا النص القرآني وفقاً لذلك. واختلفوا مع السنة على أحاديث الرسول, ففي الوقت الذي رفض فيه السنة كل الأحاديث التي وردت عن آل البيت, نجد الشيعة يأخذون من الأحاديث التي قدمها السنة والتي تتفق ورؤيتهم للدين وللوصية كـ (حديث الغدير) وغيره. وقال الشيعة بالغيبة (غيبة الإمام الثاني عشر), وعودته ليملأ الأرض عداً بعد أن ملأت جوراً, وعلى الرغم من أن مفهوم العودة ظل مرتبطا بالإمام الغائب, إلا أن هناك تطوراً فكرياً قد حدث على ما يبدوا لدى بعض المجددين في الإسلام بشكل عام والفكر الشيعي بشكل خاص من  علماء وفقهاء الشيعة الذين راحوا يقولن بأن العودة تعني عودة دولة العدل وقيادتها من قبل المحرومين والمضطهدين. كما قالوا بولاية الفقيه, وهذا المبدأ حدث عليه تطور كبيرً بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران, حيث ارتبطت مسألة اختيار الولي الفقيه بمسألة الشورى في حال اختياره, ممثلة هذه الشورى بمجلس من الفقهاء.

الخوارج :

    قال الخوارج بالتوحيد, وإن القضاء والقدر كله من عند الله, وقالوا بشورية الخلافة وهي حق حتى للعبد الحبشي طالما هو مسلم ومؤمن ويؤدي حقوق الله وما يأمره به الإسلام. وقالوا إن الإيمان ليس في القلب فحسب, بل هو في عمل الجوارح, ومن لا يطبق ما يؤمن به فهو كافر. لقد كفروا المختلف معهم فكرياً وسلوكياً وأحلوا قتله وقتل ذريته, فالكافر عندهم لا يلد إلا فاجراً كفاراً: (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27). سورة نوح.  كما قالوا إن مرتكب الكبيرة كافر. وكانوا متشددين في الدين إلى درجة التزمت. لقد شكلوا العديد من الفصائل التي تلتقي كلها في الكثير من تعاليمها مع فرقة الخوارج الأولى (الحرورية), ومن هذه الفرق من ابتعد قليلاً عنها أو اقترب قليلاً منها, وهناك من أضاف إلى تعاليمها أو تخلى عن بعضها. ومن أهم فرقهم الأزارقة ولأصافره والنجدية وغيرها.

ملاك القول:

     إن كل الذي جئنا عليه من خلافات بين هذه التيارات الاسلامية ومذاهبها وفرقها, جاء بسبب تدخل السلطة في الدين أولاً, إما للحفاظ عليها أو للوصول إليها, وثانياً بسبب تسخير رجال الدين ومشايخه لتوظيف علمهم  في تفسير النص أو تأويله, أو حتى وضع الحديث والفتاوى خدمة لمصالح سياسية أو أنانية ضيقة, وبالتالي ظل فقط القلة القلية من تمسك بدينه الصحيح من رجال الدين, على مبدأ (القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار). هذا وقد قدم الكثير من رجال الدين المتمسكين بدينهم حياته على مذبح السلطة من أجل مبادئه وقول الحقيقة, (كجعد بن درهم وغيلان الدمشقي ومعبد الجهني), وهناك الكثير ممن شوه وفق مبدأ الجرح والتعديل, الذي كانت تقاس فيه أخلاق وفكر رجال الدين بناءً على درجة قربهم من السلطة أو الخلافة أو من هذا المذهب أو ذاك. فهذا أبن حنبل  وغيره عاشوا محنة الرأي عندما سيطر المعتزلة على الخلافة زمن المأمون والمعتصم والواثق, كما لاقى, غيره من أصحاب الرأي المحنة ذاتها في عهد الانقلاب السني زمن الخليفة “المتوكل” وبحضور ابن حنبل ذاته ورغبته, حيث ظل قائماً وفاعلاً وخادماً لسلطة المتوكل المعادي لأهل الرأي. ونحب أن نشير هنا أيضاً إلى موقف “أبو حسن الأشعري” الجبري السلفي من المعتزلة وأصحاب الرأي حيث راح يكفرهم ويزندقهم ويخرجهم من دين الإسلام, وهو الذي ظل أربعين عاماً معتزلياً, إلا أنه أصبح جبرياً وتبنى المذهب الحنبلي مع غيره الكثير من علماء ومشايخ الدين, بسبب محاكم التفتيش التي وضعت للقدرية بعد انقلاب المتوكل السلفي. فهذا أبو حسن الأشعري يكتب في (الإبانة في أصول الديانة) رأيه في المعتزلة ومواقفهم الفكرية التي لا تتفق مع الفكر السلفي الحنبلي بعمومه مبيناً: ( إن كثيراً من المعتزلة وأهل القدرية مالت قلوبهم وأهواؤهم ومن مضى من أسلافهم, فتأولوا القرآن على آرائهم تأويلاً لم ينزل به من سلطان, ولا أوضح به برهاناً, ولا تلقوه من الرسول ولا عن السلف المتقدمين, فخالفوا رواية الصحابة عن النبي في:

     1-  رؤيتهم الله بالأبصار.

     2- أنكارهم شفاعة رسول الله.

     3- وإيجادهم عذاب القبر.

     4- وأنكارهم أن الكفار في قبورهم يعذبون. وقد أجمع في ذلك الصحابة والتابعون.

     5- وقالوا بخلق القرآن نظيراً لقول إخوانهم المشركين.

     6- وقالوا بأن العباد يخلقون الشر نظيراً لقول المجوس الذين يثبتون خالقين, أحدهما يخلق الخير, والآخر يخلق الشر.

     7- وزعموا أن الله عز وجل يشاء ما لا يكون, ويكون ما لا يشاء, وذلك خلافاً لما أجمع عليه المسلمون ورداً لقوله تعالى: ( وما يشاؤون إلا أن يشاء الله والله فعال لما يريد.). ( 22).

     فلنتصور معاً كيف يفكر التيار السلفي بشكل عام في قضايا لا تهم حياة الإنسان ومقاصد الدين الحقيقية تجاه هذا الإنسان. فأبو حسن الأشعري ومن يتبعه اليوم من المسلمين الذين يتبنون الفكر الأشعري السلفي بشكل خاص, وهم الذين يشكلون النسبة الأكبر في الساحتين العربية والاسلامية, يفكرون بهذه الطريقة الأسطورية اللاعقلانية بخوضهم في قضايا يعيبون على المعتزلة  إنكارها أو عدم الإقرار بها كون السلف الصالح اعترف به, مثل عذاب القبر ومشاهدة الله وشفاعة الرسول وغير ذلك من مسائل لا يعلم بها إلا الله وحده.

     أما الخلافات الفقهية فهي لا تخرج في الحقيقة عن تاريخ وأسباب الخلافات الدائرة لدى علماء الكلام, حيث ظهر العديد من هذه المذاهب مثل: (مذهب حسن البصري, وأبو حنيفة, والشافعي , وأحمد بن حنبل, والأوزاعي, وسفيان الثوري, والليث بن سعد, ومالك, وسفيان بن عيينة, واسحق بن راهَوَيّه, وأبي الثور, وداود الطاهري, وابن جرير الطبري). (23). وقد ارتبط هذا العلم (الفقه) بعلم الكلام, وكان للسلطة دور كبير في توجهه, فقد عانى بعض الفقهاء من عنت السلطة بسبب محاولتها الدائمة توظيفه لمصلحتها,. فهذا “ابن الحنفية” يقتل مسموماً في عهد الخليفة المنصور العباسي كونه رفض استلام القضاء في عهده, وكذا الحال مع “أنس بن مالك”, الذي قال بحديث لم يرض الخليفة المنصور, فكانت النتيجة أن عراه المنصور من كل ثيابه وصلبه في الساحة وذله أمام العامة جزاءاً لفعلته. بينما نجد في الوقت نفسه فقهاء ومن أتباع ابن حنفية او مالك راحوا فيما بعد يوظفون الدين ونصه المقدس تفسيراً وتأويلاً من أجل تبرير مفاسد السلطة, مثلما فعل الحنابلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم من التيار السلفي المدخلي كما مر معنا في موقف سابق .

     ونظراً لهذه الخلافات الفقهية, جرت وتجري بين الأهالي المنتمين لهذا المذهب أو ذاك حروب أهلية دموية. فهذا الطبري يذكر في تاريخه عن حوادث عام (554) للهجرة, عن صراع دامي جرى في مدينة استراباذ, بين الشيعة العلوي, والشافعية عندما ولي على المدينة والياً شافعياً هو ” محمد الهروي”, وكان قاضيها شافعياً أيضاً, فثار العلوية ومن معهم ضد الشافعية ومن معهم, وقد انتصرت العلوية على الشافعية وسال دم كثير.

ما هو الإسلام الذي نريده؟. أو ماذا يريد منا الإسلام الصحيح؟. 

     يتبين معنا من كل ما جئنا عليه في هذه الدراسة من رؤى وأفكار ومواقف أيديولوجية دينية وسياسية تتعلق بالخطاب الإسلامي وتياراته, طبيعة الصراع الذي دار ولم يزل دائراً بين ممثلي هذه التيارات الفقهية والمذهبية والكلامية حتى هذا التاريخ, والذي كان سببه كما بينا في موقع سابق, السلطة أو الخلافة ومصالح الطبقة الحاكمة وفقهائها ممن في قلوبهم زيغ أولاً, من الذين اتكأوا على الآيات المتشابهات كثيراً, بغية الفتنة وتأويل النص لمصالح أنانية ضيقة, أو لضرب المسلمين ببعضهم, ضاربين عرض الحائط مضمون الآية السابعة من سورة آل عمران التي جعلنا منها منطلقاً لهذه الدراسة, متناسين حديث الرسول أيضاً الذي يؤكد مضمون هذه الآية بقوله: (القرآن ذلول حمال اوجه, فخذوه على وجهه الحسن.). وهذا في الحقيقة ما يبعث فينا التساؤل عن طبيعة الإسلام الذي نريده, أو ماذا يريد منا الإسلام الصحيح؟. وما هي مقاصده وأهدافه التي نطمح إلى تجسيدها, في وعي أبنائنا الذي سيطر عليه الفكر الفقهي السلفي التكفيري الامتثالي الاستسلامي الذي ظل يدور في قضايا الحيض والنفاس لمئات السنين؟. أي الخوضبما هو بعيد عن مشاكل الإنسان الحقيقية, منذ أن رسمه لنا وجذره في وعينا فقهاء ومشايخ القرون الثلاثة الأولى للهجرة. أي مع بداية التدوين في تاريخ الدولة الإسلامية, والذي حقق في معطياته ورجاله صفة التقديس. بل إن النص المقدس نفسه (القرآن) تنحى أمام ما أقره الشافعي وابن حنبل والمالكي وابن حنفية وابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن الجوزي والذهبي والقطني وصولاً إلى محمد بن عبد الوهاب والبوطي, وغيرهم الكثير من مشايخ عصرنا , الذين اشتغلوا ويشتعلون اليوم على هذه المدارس الكلامية والمذاهب الفقهية حتى هذا التاريخ .

     تستوقفني هنا مقولة رائعة في دلالاتها للمصلح الديني الكبير ” مارتن لوثر” تقول: ( لا يمكنني أن اتحمل أية قاعدة أو صيغة جاهزة يُفرض علينا التقيد بها من أجل تفسير الكتابات المقدسة, ذلك أن كلام الله الذي يُعَلِمْ كل حرية لا يمكن أن يكون سجيناً.).

     نعم.. إن مثل هذا القول كان وراء ثورة دينة حطمت كل التفكير اللاهوتي السكوني الجبري المعادي للدين والمتدينين, الذي حَجر على النص المقدس وعلى إرادة وحرية الإنسان معاً مئات السنين, فكان وراء تحرير النص وحرية الإنسان وإرادته تطور العالم الحر ووصوله إلى مصاف التقدم والرقي في مجال استخدام العقل بالرغم من أن هذا التقدم والرقي بنظر رجال الفكر السلفي من مشايخنا لم يزل ينظر إليه فكر زناديق وكفرة, كونه لم يفتتح برضى شريعة الإسلام كما فهموه أو فسروه أو أولوه هم. وهذا في الحقيقة ما يدعونا نحن أمام هذا الحجر ذاته الذي يمارس علينا منذ مئات السنين, أن نحقق ثورة حقيقة في خطابنا الإسلامي التقليدي الوثوقي الذي أوقف باب الاجتهاد وحجر على العقل الإنساني وحرية إرادته وتفكيره, وجعل الواقع مرتبطاً بما حدده لنا فقهاء الفرقة الناجية مهما كانت, هؤلاء الذين اعتبروا كل ما يوافق العقيدة والشرع في خطابنا الإسلامي الذي فهموه هم بأنه حلال وشرعي ومباح, وكل ما يخالف فهمهم حرام ومنافي للشرع ومحرم, وبالتالي هو بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.

     إن أول أسس هذه الثورة التي نريد تجديد خطابنا الاسلامي عبرها, هو رد الاعتبار للإيمان الصحيح المبني على العقل وحرية التفكير والاعتقاد بعيداً عن أي قسر أو إكراه, ( لا إكراه في الدين), أو أي تقليد أعمى يفرض علينا النقل وإبعاد العقل من جهة. او قياس الشاهد على الغائب من جهة ثانية. إن مثل هذا التأسيس سيعمل ويجب أن يعمل على تأكيد أهمية الفرد واستقلاليته الذاتية بعيداً عن أية نمذجة له وفقاً لقياس أو معايير المذاهب والمدارس الفقهية السكونيّة الرافضة للتغير والتطور, والمكفرة للمختلف والداعية إلى قتله وتحليل دمه وماله باسم الفرقة الناجية, فهذه المذاهب الجمودية في رؤيتها التي أوقفت حركة التاريخ لمصلحة فهم محدد للنص المقدس في مراحل زمنية تجاوزها التاريخ نفسه فكراً وممارسة وقضايا, فرضت على وعي المؤمن صورة لخالق هذا الكون, بأنه لا يعرف إلا النار وجهنم والعقاب الصارم في كل لحظة,  صورة الإله الذي يحاصر المؤمن بالخطيئة والذنب إلى درجة لا يترك له أملاً في هذه الحياة, متناسين قوله تعالى:(إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون.). يونس. (44).

     إن التأسيس الذي جئنا عليه هو الذي سيفتح النص المقدس على كل دلالاته الإنسانية بعد أن يتم البحث في مخزونه الإنساني وقيمه الروحية القائمة على المحبة والعدل والمساواة والرحمة واحترام الرأي والرأي الآخر وعدم التفريق في الدين والجنس وبالتالي عدم فرض الوصاية من قبل أي كان على الآخرين ورفض التقديس لأي شخص واعتباره فوق البشر (وما أنا إلا بشر مثلكم). وكل هذا يتحقق بعيداً عن التعامل مع آياته المتشابهات, وبعيداً عن التعامل بمزاجية ومصلحية مع ما نسخ من النص المقدس وما لم ينسخ, كما حاول أصحاب الفرقة الناجية التعامل معه بقولهم بأن الآية الخامسة من صورة التوبة قد نسخت (500) آية, فالذي نسخ الآيات وبدلها هو الله, واهو القائل : (مَانَنسَخْمِنْآيَةٍأَوْنُنسِهَانَأْتِبِخَيْرٍمِّنْهَاأَوْمِثْلِهَا ۗ أَلَمْتَعْلَمْأَنَّاللَّهَعَلَىٰكُلِّشَيْءٍقَدِيرٌ (10). سورة البقرة . وهو القائل في الآية السابعة من آل عمران: (والراسخون في العلم يقولن آمنا بها وكلها من عند الله), ولم يقولوا نؤولها أو ننسخها كما نريد,حيث وصلت الجرأة عند بعض فقهاء السلفية إلى اعتبار الحديث ينسخ القرآن كما فعل أبو حامد الغزالي.

     إن المسلمين الحقيقيين هم منيأخذوا بالآيات التي تدلنا على العدل والمحبة والمساواة  والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما بينا أعلاه. والذين ينظرون دائماً إلى روح النص المشبعة بالإنسانية, واستنطاق هذا النص لمصلحة الإنسانية, لا كما يقول الأشاعرة: (بأن النص ينطق ولا يستنطق.). وهم الذين يفتحون باب الاجتهاد على مصراعيه كي يتفق هذا الدين العظيم مع تطور الواقع الذي نزل أساساً من أجل تغييره, وما تجربة “عمر بن الخطاب ” في الاجتهاد عام الرمادة والمؤلفة قلوبهم وتوزيع أراضي السواد, إلا دليلاً على هذا الموقف العقلاني من النص الديني وإمكانية فتحه على كل مخزونه الإنساني. وهذا حديث للرسول يبين لنا الفهم الحقيقي للدين وقابليته للانفتاح على مصالح الناس, حيث يقول: ( من سن سنة في الإسلام حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان يُنتقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده دون أن يُنتقص من وزرها شيء.).

      من هذا المنطلق العقلاني تجاه النص المقدس ستولد حركة فكرية نقدية تعطي الأهمية الأولى للعقل وللتجربة الحياتية المباشرة للفرد والمجتمع ورجال الدين الورعين الذي يبتغون وجه الله وخير الناس. فعلى مثل هذا التأسيس الذي يرمي في نهاية المطاف إلى بناء الدولة العقلانية القائمة على فكرة المواطنة والمؤسسات والقانون والمشاركة السياسية وفقاً لـ (وأمرهم شورى بينهم), ووفقاً لما قال به أول خليفة وهو “أبو بكر” : (وليت عليكم ولست بخيركم, فإن أحسنت فأعينوني, وإن أسأت فقوموني.). او كما قال الخليفة الثاني “عمر بن الخطاب”: (إن رأيتهم فيّ اعوجاجاً فقوموني.). وليست السلطة القائمة على الملك العضوض وأنها قدر من اللهكقميص قمصنه الله لهذا الشخص أو ذاك ولن يتخلى عنه حتى لو قطع عنقه, أو هي خلافة حاكمية الفرقة الناجية التي تقول بأن أصحابها هم النخبة التي اختارها الله فقط لتحقيق شريعة الله على هذه الأرض.

     إن الإسلام الذي نريده في نهاية المطاف, هو الإسلام المبني على النص المقدس, الذي تتسع فيه دائرة المباح بما يخدم حياة الإنسان وتطوره, وتتقلص دائرة الإلزام التي تحجر على هذه الحرية وتعمل على سجن النص والإنسان معاً بقوالب فكرية جاهزة تجاوز الزمن الكثير منها فكراً وممارسةً. وفي مثل هذا التوجه سيرتفع سقف التكاليف فوق فضاء واسع من الحرية واحترام الآخر, واحترام العقل الإنساني دون أن ينتقص ذلك من حرارة الإيمان بالله شيئاً. والله عز شأنه يريد بالناس اليسر ولا يريد بهم العسر. وبالتالي حد الدين من التنطع في الدين, وهذا ما أشار إليه حديث الرسول أيضاً: ( إن أعظم المسلمين بالمسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم عليه, فحرم عليهم من أجل مسألته.). أي ابتغاء الفتنة أو التأويل لتحقيق مصالح أنانية ضيقة. أو قول الرسول أيضاً : (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها, ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها, وعفا عن أشياء رحمة بكم لا عن نسيان فلا تبحثوا فيها.).

    نعم الأصل في الأشياء الاباحة كما تقول القاعدة الفقهية. وأهم شيء في هذا الأصل هو تأكيد حرية الإنسان من أجل تحقيق مقاصد الدين الحقيقة في بناء الفرد والمجتمع والدولة وفقاً لحاجات الزمان والمكان, وحاجات الإنسان ليس لها حدود, فالإنسان أساساً مركب حاجات مادية ومعنوية/ روحية, وتنميتها تأتي وفقاً لمفاهيم العدل والمساواة التي يفرضها تطور الزمن أيضاً, فجوهر العدل واحد وجوهر كل القيم النبيلة واحد, إن كانت هذه القيم النبيلة قد جاءت  في النص المقدس, أو وفقاً لما يراه العقد الاجتماعي, والناس أدرى بأمور دنياها كما يقول الرسول. نعم إن الناس أدرى بشؤون دنياهم, أي هي شورى بينهم, والشورى في التعبير السياسي المعاصر هي الديمقراطية, والديمقراطية مشاركة وتداول سلطة, وليست قميص عثمان. 

 

كاتب وباحث من ديرالزور –  سورية.

ملاحظة: كنت قد رتبت الهوامش للدراسة كاملة عن طريق أيقونة (مراجع ) إدراج حاشية سفلية. ولكني فوجئت عند تقسيمي الدراسة إلى قسمين قد غابت الهوامش وأرقامها ولم يبق سوى أقواس الأرقام فارغة. لذلك عدت ورتبت الهوامش بشكل يدوي ووضعتها في نهاية القسم الثاني من الدراسة. علماً أن الهوامش من (1 إلى 10 ) هي للقسم الأول من الدراسة وما تبقى هو للقسم الثاني.

أعتذر من الأخوة القراء لهذا الخطأ الفني.

الهوامش:
هوامش القسم الأول من الدراسة:
1-  د.فرج فوده- الحقيقة الغائبة- الهيئة المصرية العامة للكتاب- 1992- ص 65.
 2- عبد الجواد ياسين- السلطة في الإسلام – المركز الثقافي اعربي – ط1- 1998- ص 284.
 3 -عبد الجواد- المرجع نفسه- ص 291.
 4 – عبد الجواد ياسين – المرجع نفسه- ص 291.
 5- حسن ابراهيم حسن – تاريخ الإسلام- ج1-  ص 410.
 6-  عبد الجواد ياسين – مرجع سابق- ص 27.
 7- أبو يعلي الفراء-  الأحكام السلطانية- دار الكتب العلمية بيروت- 1983- ص 20. يراجع أيضاً عزيز العظمة- العلمانية من منظور مختلف-ص 42.
 8 – التفتزاني- شرح العقائد النسفية- ص448.
  9 – التفتزاني- شرح العقائد النسفية- ص448.
 10 – فرج فودة – الحقيقة الغائبة- الهيئة المصرية العامة للكتاب- ص58. نقلاً عن السيوطي –ص82 .
هوامش القسم الثاني من الدراسة:
 11 – فرج فودة – الحقيقة الغائبة- الهيئة المصرية العامة للكتاب- ص58. نقلاً عن الطبري. ج2- ص 108 و109.
 12 – يراجع موضوع القضاء والقدر عند السلفية كناب (القضاء والقدر)- تأليف عبد الحليم محمد قنبس, ووخالد محمد العكك- دار التاب العربي –دمشق دون تاريخ نشر.
 13 – محمد سعيد العشماوي- الإسلام والسياسة-  سينا للنشر – 1987-ص80 وما بعد.
 14 -عبد الجواد ياسين مرجع سابق. ص128.
 15 – جواد ياسين المرجع نفسه- ص128.
 16 – جواد الياسين –  السلطة في الإسلام- مرجع سابق. – ص 69
 17 – قول معاوية وأبي جعفر – عن حسن ابراهيم حسن – تاريخ الإسلام- ج1- 
18-  – أحمد امين فجر الإسلام – ج دار التاب العربي- بيروت -1969- ج3- ص 380 وما بعد.
 19 – يراجع عن مسألة القضاء والقدر وحرية الإنسان (ونظرية البداء) كتاب – آية الله الشهيد المطهري- الإنسان والقدر- منظمة الإعلام الإسلامي 1303هـ.
 20 – أحمد امين فجر الإسلام –مصدر سابق- ص267.
 21 – فجر الإسلام المرجع ذاته- ص 263.
 22 – نهج البلاغة – بيروت- 1982- راجع من ص477 حتى 479.آخر الجزء الثاني.
 23 – أميل توما- الحركات الاجتماعية في الإسلام – الفارابي- بيروت- 1981- ص 101.
لنشرة المحرر من دير الزور سوريا
الكاتب : د. عدنان عويّد
الخميس 12 أبريل 2018.

 

 

‫شاهد أيضًا‬

عمر بن جلون: القضية الفلسطينية ومواقف أُطُرنا * ترجمة : سعيد بوخليط

فقط مع الحالة الفلسطينية،شَغَلَ الالتباس الإيديولوجي أهمية أولية،وترتَّبت عن ذلك نتائج في …