مشروع الدولة الكردية يعود في الأساس إلى عهد اتفاقية سايكس-بيكو، ووضعت أهم ملامحه في مؤتمر سيفر سنة 1920. كانت فرنسا في هذا التوقيت تجند الأكراد من قبيلة ميليس لسحق الثورة القومية العربية التي اندلعت في الرقة وحلب بسوريا وتم اجهاض المشروع حينما رفض الرئيس الأمريكي وودر ويلسون اقامة دولة كردستان في جنوب شرق الأناضول.
في سنة 2011، وقع وزيرا الخارجية، الفرنسي آلان جوبيه، والتركي أحمد داود أوغلو اتفاقا يقضي بإنشاء دويلة كردية، ليس في تركيا، بل في شمال سوريا. وقد قبل الرئيس أردوغان، الذي كان يعارض دائما تلك الفكرة، بشرط أن يتمكن من ترحيل أكراد تركيا إلى تلك الدويلة
بارك البنتاغون ذلك الاتفاق. وكانت الخطة الأمريكية تقضي بإنشاء دويلة كردية في منتصف سنة 2014، جنبا إلى
جنب مع دويلة “سنية” “سنستان” لقطع طريق الحرير (وكانت هذه مهمة داعش). وقد نشرت (روبن رايت)، باحثة في البنتاجون، خرائط هاتين الدويلتين في صحيفة نيويورك تايمز الصادرة في 28 شتمبر 2013.
ورغم انضمام (صالح مسلًم) رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إلى الاجتماع الذي ضم رئيسي كل من فرنسا وتركيا الذي جرى في قصر الاليزيه بتاريخ 31 أكتوبر 2014. إلا أن المشروع فشل مرة أخرى بالتدخل العسكري الروسي في سوريا في غشت 2015
عوضا عن ذلك، عادت باريس وتل أبيب لفكرة إنشاء دويلة كردية ولكن هذه المرة في العراق. أعلنت ستون دولة عن موافقتها على الفكرة، ونجح (مسعود برزاني) في جمع أصوات الشعب الكردي بالانفصال عن العراق بالفعل في أكتوبر 2017، لكن المشروع باء بالفشل في اللحظة الأخيرة بسبب انسحاب الولايات المتحدة. وبعدها تخلى برزاني عن الحكم طواعية.
في القمة التي انعقدت يوم 5 يناير2018، وافق الرئيسان ماكرون وأردوغان على العودة إلى المشروع السابق : إنشاء دويلة كردية في شمال سورية، بشرطين أساسيين:
أن يقطع قادتها علنا أي علاقة مع حزب العمال الكردستاني التركي ، وأن لايكون لها منفذ على البحر الأبيض المتوسط.
القرار النهائي بهذا الشأن وفقا لـ(خالد عيسى)، ممثل (وحدات حماية الشعب) في باريس، هو بيد الولايات المتحدة وحدها، التي تمكنت فعليا من تحويل كل من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، من أحزاب ماركسية موالية للاتحاد السوفياتي السابق، إلى أحزاب فوضوية “أناركية”، موالية للولايات المتحدة. وفقا لأدبيات المفكر والفيلسوف الأمريكي الفوضوي موراي بوشكين الذي تأثر بأفكاره قيادات الأكراد وتخلت عن حلم إقامة دولة كردستان الكبرى القومية إلى دويلات لاسلطوية تنفصل بدولها عن الحكومات المركزية للدولة القومية في صورة كونفدرالية ولكن ليس كإئتلاف بين مجموعة دول قومية بل مجموعة دويلات تمثل أحياء وبلديات الدولة الواحدة.وهو ما حدث بكردستان العراق وفي بونتلاند الصومال.
التدخل العسكري التركي في عفرين شمال غرب سوريا جاء ردا على إعلان أمريكا تأسيس وتدريب قوة أمن الحدود المؤلفة من 15 ألف من قوات وحدات حماية الشعب الكردية (الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) + 15 ألف من قوات داعش في عملية إعادة تدوير لهذا التنظيم تحت قيادة (بريت ماك غورك).
(ماك غورك) كان مستشار قانوني في سلطة الإئتلاف الأمريكية في العراق سنة 2004 وقد شارك في وضع مسودة الدستور العراقي سنة 2005 ونقل السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة أياد علاوي ثم انتقل للعمل في مجلس الأمن القومي لإدارة جورج بوش كمدير لشئون العراق.
يعد ماك غورك مهندس تأسيس الدولة الإسلامية في العراق سنة 2006 بغرض تفكيك المقاومة العراقية ضد القوات الغزو الأمريكي بمخطط الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة والتي قادت إلى الحرب الأهلية.
وفي 2007 كان هو صاحب فكرة زيادة القوات الأمريكية في العراق.
عينه أوباما سنة 2009 كمستشار للرئيس ومستشار للسفير الأمريكي بالعراق.
وفي 2013 انتقل إلى وزارة الخارجية الأمريكية كمستشار لمساعد جون ماكين.
وفي 2014 من عمان، كان المشرف على الاجتماع التحضيري لغزو داعش للموصل العراقية كما أشرف من أربيل على عمليات اجتياح داعش للموصل جنبا إلى جنب مع مسعود برزاني. ثم أدار من بروكسيل عملية تشكيل قوات التحالف الدولي ضد داعش.
و منذ 2014 إلى 2016 عمل كمنسق عام لقوات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إلى أن عينه ترامب مستشارا للإئتلاف الحقوقي في البيت الأبيض بغرض القضاء على داعش في سوريا.
وهو من يشرف على عملية إعادة تدوير داعش بالانخراط في قوات أمن الحدود التي أعلنتها أمريكا، وقد صرح أردوغان بعد لقائه بتميم أن وجود هذه القوات المؤلفة من منظمتين إرهابيتين على حدوده ترغب أمريكا من خلاله التدخل لتغيير النظام في تركيا.
ورغم نفي ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية السابق في 17 يناير لتصريحات جوزيف فوتيل قائد قوات المنطقة المركزية الأمريكية (سنت كوم) الخاصة بتشكيل قوات أمن الحدود، إلا أن أردوغان لم يكترث بهذا النفي.
أغلب الظن أن التدخل العسكري التركي في عفرين والمنبج حتى مدينة الباب من شأنه تحقيق القسم الوطني لأخر برلمان عثماني والذي يفسر لنا سر احتلال تركيا الأن شمال قبرص وشمال العراق وشمال سوريا وربما قريبا شمال اليونان.
فوفقا للقَسم الوطني (ملي ميساك-ı) في البرلمان العثماني الأخير في 12فبراير 1920. ذكر فيه تحديدا تراقيا الغربية ودوديكانيز.
في الأول من دجمبر 2017، أعلن (كمال قليشدار أوغلو)، زعيم حزب الشعب الجمهوري ، أن بلاده تخطط لغزو ثمانية عشر جزيرة يونانية في سنة 2019 تماما كما غزا (بولنت أجاويد) قبرص سنة 1974 نظرا لعدم وجود أي وثيقة أنذاك تثبت أن هذه الجزر تتبع لأثينا.