المقرئ المصري الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي».. في المغرب أصوات رائعة تتقن أكبر المدارس في القراءة

حاوره: عبد المجيد بنهاشم

من أبناء أرض الكنانة، وبالضبط من قرية مجاورة لمحافظة المنصورة، التي تبعد عن القاهرة بـ 120 كلم . علّمه والده القرآن وحفظه في سن العاشرة ، تابع دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، أما مرحلتا الاعدادي والثانوي فقد كانتا بمحافظة المنصورة، وبعد حصوله على شهادة «الباكالوريوس»، حط الرحال بالقاهرة، وبالضبط بجامعة الازهر الشريف، قضى بها ست سنوات، نال خلالها الإجازة و شهادة الماستر، ليتفرغ بعد ذلك لقراءة القرآن.
تتلمذ على يد شيوخ كبار وأسماء متميزة من مشاهير القراء، تمكن من دراسة قواعد وأحكام التجويد والقراءات السبع، كما درس المقامات الصوتية… مسار جعله يسجل حضورا قويا، نال عبره إعجاب العديد من القراء الفطاحلة. كما تعلّق بكبار المشايخ، كالمرحوم محمد رفعت، والشيخ مصطفى اسماعيل ، والشيخ محمد صديق المنشاوي، رحمهما الله، والقارئ المتميز كامل يوسف البهتيمي… لمع نجمه وأصبح من بين الأسماء المعروفة في مجال القراءة ، ليحضر صوته في الاذاعات العربية، وبالخصوص المصرية، والقنوات التلفزية…
إنه القارئ المتميز، محمد عبدالوهاب الطنطاوي، الذي زار المغرب، مؤخرا ، وبالضبط مدينة الدار البيضاء بدعوة من صديقه القارئ عمر القزابري ، الذي تعرف عليه بمكة المكرمة، وقد أمتع المصلين بمسجد النسيم بتراب سيدي معروف ، قبل صلاة الجمعة ، بقراءة رائعة، بصوته الشجي. نهج في قراءته ، التي دامت 35 دقيقة، ثلاث مدارس كبيرة، تمثلت في قراءة محمد صديق المنشاوي، مصطفى اسماعيل وكامل يوسف البهتيمي.
كانت جريدة الاتحاد الاشتراكي حاضرة ، فكان معه هذا الحوار.

> أولا، نريد معرفة مدرستكم الخاصة بالقراءة؟

< أشكر الصحافة المغربية، وخصوصا جريدة الاتحاد الاشتراكي، على هذه الالتفاتة و هذا الاهتمام ، فمدرستي عتيقة لها أصول و طرق أداء، ولها ارتباط بأسماء مميزة، وقراء مشاهير، كالقارئ محمد رفعت، مصطفى اسماعيل، محمد صديق المنشاوي، كامل يوسف البهتيمي، مصطفى راغب غلوش، محمود علي البنا… هؤلاء قدموا لنا الشيء الكثير من خلال تعليمهم لنا ، بل علموا عددا مهما من القراء في مختلف بلدان المعمور ، حيث توجد أصوات رائعة تخرجت من نفس المدارس، هنا بالمغرب، في مصر، وسوريا وكل الدول الاسلامية .

> هل لديكم معرفة بقرّاء متميزين بالمغرب؟

< بطبيعة الحال، هناك الشيخ عمر القزابري الذي استمعت إليه بالحرم المكي، ونال إعجابي وإعجاب الجميع، بصوته العذب، وقراءته المتميزة، وأدائه الرائع، ويعتبر بالنسبة لي، من أعز الأصدقاء و من القراء الكبار، وقد سمعت عنه قبل أن أتعرف عليه، وعلمت أنه من بين أبرز القراء الذين يؤمون آلاف المصلين خلال شهررمضان ، حيث يغصّ بهم مسجد الحسن الثاني، المعلمة العمرانية الكبيرة، الذي بلغت أصداؤه مختلف أرجاء العالم الإسلامي وغيره.

> كيف تنظرون للقراءة في المغرب؟

< المغرب، والحمد لله ، يزخر بقراء كبار، منهم من قضى نحبه ومنهم من لايزال على قيد الحياة، أطال الله في عمرهم ، ومازال يكشف عما في جعبته من طاقة وعطاء، ونتابعهم عبر الفضائيات، ولهم ميزة خاصة في الأداء من خلال القراءة، ونلمس من خلال قراءتهم ، أن لديهم إلماما كبيرا بقرّاء مصر، وعلى ارتباط دائم بما يحدث هناك ، والتعلق والحب ذاته نُكنه نحن أيضا لهم.

> ماهي برامجكم في شهر رمضان بالقاهرة؟

< برامجنا كثيرة، هناك لقاءات مع القراء والجمهور ، من خلال حفلات ليلية بالمساجد والفضاءات التي تعرف حضورا قويا، وذلك بعد صلاة التراويح، ونطلب من الله التوفيق.

> هل هذه الزيارة مقتصرة على الدار البيضاء فقط؟

< هي زيارة بطلب من صديقي وأخي الكريم الشيخ عمر القزابري، همت الدارالبيضاء، ومدينة مراكش ومدينة الصويرة، وآمل أن يُيسر لي الله تعالى ، زيارة بلدي الثاني المغرب الشقيق ، مرات أخرى قادمة إن شاء الله .

> كلمة أخيرة؟

< أدعو الله تعالى أن يفيض على الشعب المغربي الطيب الخيرات، وأن يحرسه بأمنه وأمانه، و أن يجعل المغرب بلادا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ مصر وأن يقيها من الفتن .

7/18/2013

‫شاهد أيضًا‬

ماجد الغرباوي: إشكالية النهضة ورهان تقوية الشعور الهوياتي العقلاني لدى العربي المسلم * الحسين بوخرطة

الدكتور ماجد الغرباوي، مدير مجلة المثقف الإلكترونية، غني عن التعريف. كتاباته الرصينة شكلت …