شباب 6إبريل وكفاية وعلاقتهم المشبوهة بأمريكا كشفت عنها وثيقة ويكيليكس تحت رقم (08Cairo2572) الصادرة في 30ديسمبر2008، وصنفت بدرجة سرِّي من قبل كاثرين هيل هيرندون تحت اسم ” ناشط 6 إبريل عن زيارته للولايات المتحدة وتغيير النظام في مصر”، والتي كشفت النقاب عن حضور قيادات 6 إبريل للمؤتمر الأول لتحالف الحركات الشبابية، والذي أكد صحته الموقع التنفيذي للمنظمة نفسها، أن أحد قادة 6 إبريل ، كان قد التقى مسئولين ومشرِّعين ومفكرين أمريكيين في زيارته للولايات المتحدة أواخر عام 2008 ، وادعى أن بعض أحزاب المعارضة والحركات المصرية قد اتفقت على خطة غير مكتوبة لانتقال ديمقراطي سنة2011.
حيث تقول البرقية المحررة من السفيرة مارجريت سكوبي إن عضو الحركة، أحمد صلاح قد عبّر عن ارتياحه من اللقاءات التي أجراها مع المسئولين الأمريكيين آنذاك بعد مشاركته في قمة تحالف حركات الشباب في نيويورك قبل ثلاثة أسابيع من ذلك الاجتماع. وتقول البرقية على لسان سكوبي أن أحمد صلاح وصف لها لقاءات واشنطن بالإيجابية حيث تقابل في الكونجرس مع الممثل إدوارد رويس، ومجموعة من أعضاء الكونجرس بمن فيهم أعضاء من مكاتب الممثل الجمهوري عن ولاية فلوريدا روس ليهتينين، والممثل الجمهوري عن فرجينيا وولف، واثنين آخرين من موظفي الكونجرس، والعديد من أعضاء مؤسسات أوعية الفكر.
وقال صلاح: إن مكتب الممثل وولف قد دعاه إلى جلسة استماع في الكونجرس آخر يناير القادم لإلقاء كلمة له عن قرار المجلس رقم 1303 بخصوص الحريات الدينية والسياسية في مصر. وتكشف سكوبي في البرقية، أن أحمد صلاح عضوالحركة، وصف لها كيف حاول إقناع الكونجرس بضرورة ضغط الحكومة الأمريكية على الحكومة المصرية للقيام بإصلاحات قوية عن طريق تهديدها بالكشف عن معلومات عن تورط أعضاء رسميين بالحكومة المصرية في حسابات بنوك غير قانونية خارج البلاد. وتقول سكوبي: فهو يأمل أن تستطيع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تجميد هذه الحسابات، كما فعلت مع بطانة الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي، وهو يريد أن يقنع حكومة امريكا أن مبارك أسوأ من موجابي.
ويمكننا هنا الربط بين وثيقة ويكيليكس وبين تقرير مدعم بفيلم تسجيلي نشرته صحيفة “الدايلي تليجراف” البريطانية بعدد 28 يناير2011، ذكر أن الحكومة الأمريكية تدعم بصورة سريّة شخصيات بارزة وراء انتفاضة 25 يناير. وكشف تقرير آخر للنيويورك تايمز بعدد 14 أبريل 2011، إن الحركة تلقت دعمًا فنيًّا وماديًّا مباشرًا من الحكومة الأمريكية ومؤسسات نشر الديمقراطية، وقد وصل حجم الدعم الأمريكي في مصر منذ سنة 2006 إلى 1.3 مليار دولار ، وأن عددًا من الجماعات والأفراد الذين كان لهم دور مباشر في الثورة، ومن بينهم حركة شباب 6 أبريل تلقوا تدريبًا ودعمًا من منظمات أمريكية مثل المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الوطني الديمقراطي ذوي صلة مباشرة بالحزبين الجمهوري والديمقراطي ومؤسسة فريدوم هاوس، وذلك بحسب مقابلات أجرتها الصحيفة في الأسابيع الماضية لتاريخ التقرير. حيث تنقل الصحيفة عن باسم فتحي، أحد مؤسسي الحركة قوله:
“تعلمنا كيفية التنظيم وبناء التحالفات، وقد ساعدنا هذا بالتأكيد خلال الثورة”. فبالله عليكم لماذا تنفق أمريكا المليارات لاسقاط نظام مبارك؟ وهل حقًا واشنطن تريد لمصر الديمقراطية والحكم الرشيد؟ فكل ما سبق من تقارير صحفيّة دوليّة، ووثائق سريّة، كشفت النقاب عن العلاقه المباشرة وغير المباشرة بين قيادات حركة 6 أبريل والحكومة الأمريكية، وتلقّيها لتمويلات مباشرة من الإدارة الأمريكية، يمكن الرد عليه، بالسلب أو الإيجاب إلا أن اعترافًا صوتيًا من وزيرة الخارجية السابقة “كونداليزا رايس” لأحمد صلاح قيادي حركة 6 أبريل، عن الدعم المباشر لإدارتها لهذه الحركات غير الرسمية، والتي لا يعترف بها القانون المصري، على حد وصفها، في لقائها بهذا الناشط، ووصفها لهذا الإجراء باللطمة على رأس نظام مبارك، هذا الاعتراف الصوتي، يعد أكبر دليل إدانة لهؤلاء، ويثبت انتهاكًا آخر لمبادئ حركة6 أبريل، التي زعمت في بيانها التأسيسي، أن تمويلاتها من تبرعات الأعضاء، وترفض التمويلات الخارجية. ولكن على ما يبدو أن هناك من قياداتها ما لم يستطع التغلب على سحر الدولارات الخضراء، وهم ذاهبون قدمًا نحو تحريرالمصريين من العبودية على حد قولهم.
إن قبضة اليد لحركة أتبور والتى اتخذتها حركة 6 أبريل شعار لها، يظهر زعيمها “سيرجي بوبوفيتش” والذي أصبح واحدًا من المؤسسين لمنظمة “كانفاس”، التى دربت شباب أبريل في الصرب، خلال فيلم وثائقي لتوني كارتلوتشي بعنوان “صناعة الثورات العربية …الحقيقة كاملة” يقول فيه : إننا قمنا بتدريب نشطاء من 37 دولة حول العالم بعد الثورة الصربية، نجح منها خمس ثورات قبل أحداث الشرق الأوسط، لدينا جورجيا وأوكرانيا ولبنان ومولدوفيا، والآن مصر وتونس، والقائمة قابلة للمزيد، وهو ما يجعلنا نتساءل بدورنا، من خطط لاحداث 25 يناير؟ والأجابة داخل الفيلم على لسان الكاتب الأمريكي ويليام إنجدال، وهو مقتنع أن كانفاس تنفذ أجندة مفروضة عليهم من واشنطن لتغيير الأنظمة، ويظن أنهم يحصلون علي تمويل جيد من المخابرات الأمريكية لعمل ذلك، وأن البلاد التي يستهدفونها مثل مصر، هي الدولة الموجودة بالفعل في أجندة البنتاجون، ضمن الدول المطلوب زعزعة استقرارها وتغيير الأنظمة بها.
إن بوبوفيتش، مدرب شباب 6 إبريل، والذي كان حريصًا كل الحرص في كل لقاءاته بوسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، خلال السنوات الماضية على عدم كشف أسماء ضحاياه، أصبح بعد 25 يناير أكثر تحررًا في الكشف عنهم، حينما حاضر في جامعة كولومبيا وقد وقف امام صورة كبيرة وضعت على الحائط لثوّار مصر بميدان التحرير، أمام طلاب الجامعة الكولومبية، وهو يشير ببهجة ونشوة القائد المنتصر على رمز حركة أوتبور في صربيا والقبضة المرفوعة داخل ميدان التحرير بقلب القاهرة. وفي سؤال له من أحد الحاضرين عن التغيرات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط ومَن وراء كل ذلك؟ هذا السؤال الذي يعلم إجابته جيداً السيد “بوبوفيتش”، الآن فقط يستطيع البوْح به للعامة. حيث قال في تحدٍّ ونبرات يغلب عليها التأكيد “لم تكن ثورة الـ18 يومًا هذه ثورة عفوية ..انسوا هذا الوهم، فهذا فهْم ضحْل لأشياء يتم التجهيز لها منذ وقت طويل . الأن حصحص الحق على لسان مولانا “بوبوفيتش”، الثورة تم التجهيز لها داخل جدران المخابرات الأمريكية ولم تكن عفوية ولم يتفاجأ بها أوباما كما أدعى.
كما يقول” توني كارتلوتشي” عن “الموفمينتس” في بحثة المنشور بعنوان” مصنع جوجل للثورات- تحالف حركات الشباب – الإصدار الثاني من الثورة الملونة” على موقع جلوبال ريسيرش الكندى في 19 فبراير 2011 :
ما نراه ليس مؤسسة يستطيع النشطاء العمل من خلالها، ولكن مؤسسة ينتمي إليها مجموعة نشطاء تم اختيارهم بعناية يعملون على مناطق المشاكل التي تريد الخارجية الأمريكية إحداث تغيير فيها.
وفي الفقرة(2) يقول: إن حركة 6 إبريل في مصر هي واحدة من هذه المجموعات، ودورهم البدهي هو نجاح أمريكا في الإطاحة بحكم مبارك من أجل احتمالية أن ترى رجلهم محمد البرادعي رئيسًا لمصر. وهو مثال جيد لكيفية تجنيد جيوش من هؤلاء الشباب. إنه الإصدار الثاني من الثورات الملونة، وتتم إدارتها مباشرة من الإدارة الأمريكية بمساندة الشركات الراعية لموفمينتس.
ويقول” كارتلوتشي” في فقرة(4): ورغم أن إعلان منظمة” موفمينتس” عن نفسها قد يبدو بريئًا أو إيجابيًا، لكن حينما تعلم شيئًا عن المنخرط معهم تظهر لك الأجندة الداكنة لهم، والتي تحمل نيّات شريرة لدرجة يصعب تصديقها. أعضاء من الإدارة الأمريكية، وأعضاء من مجلس العلاقات الخارجية، وأعضاء سابقين ومستشارين حاليين من الأمن القومي، وأعضاء من جامعة كولومبيا ـ كلية حقوق والشركات الراعية للمنظمة، حيث قال كارتلوتشي: إنه من الصعب التصديق أن كل هذا هو شيء ما غير الحصول على جيل يشرب المزيد من” البيبسي”، ويشتري المزيد من السلع سيئة الجودة، ويصدق حكومة الولايات المتحدة في كل مرة تلقي إليهم بأكاذيبها من خلال الإعلام الذي تمتلكه. ولكن أهم ما كشف عنه بحث “كارتولتشي” إن محمد البرادعي قد اجتمع مع شباب6 إبريل بعد انخراطهم في نشاطات” موفمينتس”.
الأمر الذي يمكن ربطه بإحدى وثائق رقم (09cairo2279) بعنوان: ترشيح البرادعي المشروط للرئاسة .وصنفت الوثيقة بدرجة سرِّي من قبل مستشار الوزير للشؤون السياسية والاقتصادية “دونالد بلوم”، وحررت في 20 ديسمبر2009.
كشفت الوثيقة: أن أعضاء الحركة ومنهم الناشط أحمد ماهر، قد أعلنوا أن الحركة ستنسِّق على الإنترنت دعمهم لترشيح البرادعي .وأوضحت البرقية في صفحة (2) ، أن الإدارة الأمريكية حلّلت في تلك النقطة ردود أفعال رصدت لأسامة الغزالي حرب، وأخرى لأيمن نور، وثالثة للوفدي منير فخري عبد النور، ورابعة لعضو كفاية جورج إسحاق، وكل قيادات قوى المعارضة بمن فيها جماعة الإخوان المسلمين، وكذا ناشط حقوق الإنسان أحمد سيف الإسلام عن مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان، أنها دعمت شروط البرادعي للترشح للرئاسة. إن الحقائق لا تعتمد على نظرية المؤامرات، بالقدر الذي تعتمد فيه على وثائق وأدلة ومعطيات، إذا نجحت في وضعهم بترتيب مناسب وبتسلسل تاريخي، فحتمًا ستقود إلى برهان. والبرهان هنا أن كل هؤلاء من كانوا في طليعة 25 يناير رافعين شعار الديمقراطية كانوا يجهزون لتنصيب البرادعي رئيسا على المصريين في أكبر عملية نصب على الشعب المصري.
إذن اقتربت الساعة وتم تحديد شبكة الاسلام المعتدل وتدريبهم ودعمهم وتمويلهم ولم يتبقي سوى تربيط حلقات الشبكة ببعضها ليأتي دور البرادعي الذي هبط بطائرته مطار القاهرة في فبراير 2010 ليقوم بتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير كمظلة تربط شبكة التيار الإسلامي بشبكة التيار الليبرالي الحر على طريقة راند والمجموعة الدولية للأزمات وبإسلام مناسب لهم كما قالها جيمس وولزي مدير المخابرات المركزية الأمريكية سنة 2006 بحضور البرادعي نفسه على المنصه.
وهكذا تجمّعت كل قُوَى الظلام، وتكالب على مصر المتربصون، وتسابقت العديد من أجهزة المخابرات العالمية للفوز بالجائزة الكبرى، مصر وهي في أضعف حالاتها، وجيّشت جماعة حماس الفلسطينية جيوشها المسلحة على الحدود الشرقية لمصر بعد ان ارهقت جماعة دغمش الفلسطينية رجال الأمن وشغلتهم بحادث تفجير كنيسة القديسين.
وهكذا تلبّست أرواح الدولارات الأمريكية أجساد نشطاء البرادعي، لتدفع بهم إلى حالات الصراخ الهستيري من أجل التغيير، دون أي بديل أو برنامج أو هدف وطني واضح سوى التغيير لمجرد التغيير. لتبدأ ساعة الصفر للاحتلال المدني وتفريغ ما بحوذة الدولة من نفوذ، وبدأت حشود المارينز الأمريكي على الاراضى المصرية تتقاطر على الميادين رافعة شعار التغييرعشية 25 يناير 2011 وجهز قناصي الثورات الملونة اسلحتهم لاسقاط الأرواح واتخذوا مواقعهم بالميادين الثائرة، وراحت وسائل الاعلام العالمية تحتفل بهذا الربيع وراح قادة الغرب يمتدحون الجماهير الهادرة واصبح ميدان التحرير وليمة لكافة مخابرات العالم، ورفعت وكالات الغرب مؤشرات التصنيف الائتماني لاقتصاد مصر بالخطر، وصرخ أوباما من شرفته ناو إذ ناو، وبدأت المارينز تقرض مثل الفئران جدران الدولة المصرية تنفيذًا لتعليمات ربهم الأعظم جين شارب لاسقاط مؤسسات الدولة بحجة اسقاط النظام، وتفكيك الجيش المصري بعد حرمانه من موارده، ووضع السلاح في يد كل مواطن مصري، وصياغة دستور على غرار سويسرا يجيز الحكم الذاتي للاقليات لانفصال الأطراف عن الدولة المركزية. والآن يحتفل المصريين باطفاء الشمعة السادسة لنكسة مجيدة العمشه التي انحرفت من غير شرف عن مسارها كما وهموا المصريين في أكبر خديعة للتاريخ المصري.