في حوار إذاعي مع المفكر أحمد عصيد ،بمناسبة السنة الأمازيغية ،لم أترك الفرصة تمر  لمناقشته في كل الأمور،فكان مدافعا شرسا عن الأمازيغية ،وعن تماطل الحكومة في إخراج القانون التنظيمي لترسيمها  ولتفعيل ماورد في الدستور بشأنها .وعندما قلت له ،أنت وأنا والآخر يلمس فعلا غياب الإرادة السياسية ،وغياب المبررات المقنعة ،كان حواري معه شيقا وصريحا ،أبان فيه كالعادة عن جرأة في طرح كل القضايا التي لا يجرأ البعض الحديث فيها ،بنبرة المفكر العلماني ،الذي يستغل اللحظة ،للدفاع عن مشروعه وعن الحقيقة التي  هو مقتنع بها .

لم أترك الفرصة تمر  دون أن أستفز الأستاذ عصيد بأسئلة ترتبط بموقف له من شخصية تاريخية ،يعترف بها المغاربة بمختلف مشاربهم السياسية ،ولم يخرج هو كذلك عن الإجماع الوطني حول شخصية وطنية ،قدمت الكثير من أجل الوطن ،قال سي عصيد …إن عبد الرحمان اليوسفي مناضل كبير ، أنجبه المغرب… وكانت فرصته  ليقدم اعتذارا لكل الإتحاديين والإتحاديات ،في ان استعماله لمصطلح  خيانة الديمقراطية  في غير موضعه عندما ربطه في تحليله لفترة تدبير كل من عبد الرحمان اليوسفي وَعَبَد الإله بن كيران .. ويؤكد أن لا مجال للمقارنة بينهما.. .

عندما  يعترف المفكر عصيد بما قدمه الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي أطال الله في عمره كقائد وطني  لبلده المغرب ويعترف بأنه مناضل كبير ،فهو اعتراف كاف لتجاوز زلة لسان  صدرت منه …وعندما يقول بأن الاتحاد الاشتراكي ،تم استغلاله في شخص سي عبد الرحمان وفي فترة صعبة من تاريخ المغرب لقيادة سفينة البلاد ،ونجح في ذلك ،بنية تصحيح المسار الديمقراطي ،وبناء دولة المؤسسات ،لكن  الورش الكبير الذي فتحه سي عبد الرحمان لم يكتمل ،ولا يتحمل مسؤولية تعثره ،

إن الذين عرقلوا مسلسل الإصلاح ،هم الذين يتحملون مسؤولية ما يجري اليوم ،والذين تحملوا المسؤولية بعد القائد عبد الرحمان اليوسفي  ينطبق عليهم مصطلح خيانة الديمقراطية ،ولا مجال للمقارنة بين ماقام به عبد الرحمان اليوسفي وَعَبَد الإله بن كيران ،حسب تعبير أحمد عصيد 

لا قواسم مشتركة تجمع الرجلين …إن  شخصية سي عبد الرحمان التاريخية بمواقفها النضالية وماقدمه  من تضحيات في سبيل الديمقراطية مهمة جدا …الا أن تاريخ عبد الإله   السياسي لا يرقى لمستوى ماقدمه الزعيم الاتحادي لبلده المغرب ولا قياس ….

  كوبنهاكن الدنمارك 
الاربعاء 17 يناير 2018./ 29 ربيع الثاني 1439 . هج

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…