منذ أسبوعين و جبهة البوليساريو تعمل جاهدة على إثارة أزمة جديدة مع المغرب و جره لإبداء رد فعل انفعالي على تحركاتها و تهديداتها التي أطلقتها مفادها عن اقتحامها للمعبر الحدودي الكركارات و العودة لنفس السيناريو السابق الذي عشناه السنة الماضية و كان موضوع إدانة من طرف الأمم المتحدة لجبهة البوليساريو، هذه السنة من خلال متابعة تصريحات القيادات العسكرية لتنظيم الجبهة و مضمون مراسلتها لغوتيريس تريد أن تدفع المغرب ليقوم بأي تحرك عسكري في المنطقة لتبرير بل و إضفاء الشرعية على ” صراخها” المتواصل و على ما يمكن أن تقوم به في النقطة الحدودية خاصة و أن انسحابها السنة الماضية كان موضوع سخرية كبيرة داخل المخيمات و تحول لموضوع تنذر إعلامي و تسبب في سخط كبير على الجبهة و قيادتها.
الآن نعيش شوط ثاني من مسلسل الكركارات و محاولة البوليساريو العودة لواجهة الأحداث بعد سلسلة النكسات التي لحقتها هذه السنة، أي ابتداء من قرار مجلس الأمن إلى الآن وصولا لأبريل المقبل، فالجبهة لم تهضم بعد كيف قام المغرب بتعبيد النقطة الحدودية الكركارات و تشطيبها من المهربين و السيارات المزورة…. كانت البوليساريو تأمل من خلال تحريك مليشياتها نحو تلك النقطة إلى إيجاد مبرر لبقاءها هناك قبل أن تفاجئ بانسحاب المغرب و إدانتها من طرف مجلس الأمن، لذلك فهي اليوم تنطلق من وجود قرار أممي يدينها و ما تقوم به الآن هي مناوشات و محاولات استفزاز المغرب لجره نحو القيام بأي خطوة قد تكون مبررا نحو إضفاء الشرعية القانونية على تواجدها العسكري المحتمل بالكركارات، مازاد من حدة توتر الجبهة و انفعالها هو فشل رهانها على المبعوث الشخصي الجديد للمنطقة الذي كانت تعتقد أنه قد يكون مثل سابقه روس، و اصطدمت بطريقة تحركه الأخير المهني في زيارته للمنطقة مما أفقدها حليفا كانت تعول عليه كما السابق للتحرك ضد المغرب و الانحياز لها و للجزائر و لأطروحتيهما.
و يبقى أكثر ما يحرك البوليساريو هو رغبتها في إجهاض رالي السيارات و الدراجات النارية الذي يمر من الأقاليم الصحراوية و بعد من أكبر التظاهرات الدولية التي تحضى بمتابعة إعلامية، و كل سنة كلما اقترب موعد هذه التظاهرة تعمل الجبهة الى محاولة إفشالها لأنها تعد اعترافا دوليا من المدخل الرياضي بسيادة المغرب على هذه الأقاليم و النقطة بالذات.