وسنرى ..
جموع العاملين تسوق الفجر
إلى المعامل
والسجان إلى سجنه
وتسوق
الأثرياء إلى
عزلتهم
في تهويمات الإيماء..
سنرى ولا شك
ألف لوحة جديدة
وألف يد تعيد تركيب المساء:
هاهنا بيت جارتنا
وهناك مصطاف للجنيات
غير بعيد عن يسار التبانة
مزار لأمنيات
ورصيف للملائكة…
وسننسى يأسنا كما تعودنا
ننسى القتلة
وسننسى الخيانة وباعة الأوهام الساحرين
ولصوص الذهب
سننسى أننا أمضينا سنة أخرى في طريقنا إلى الشيخوخة
ونجازف
ونقطف قبلة
ونجازف نعطيها
******
أو اسم خوخة..
وهذه السنة سنلمس
بأيدينا رائحة البرتقال
في أولى
قطرات المطر
كلما قشرنا واحدة
فاكهة
أو بشر
في منتصف القيظ
أو ساعة السحر..
في هذه السنة أيضا
سنشم شكل الكرز
في غيب الشجر
وندل بحواسنا
على طريق الشرف الجماعي
وعلى حنين الذين ماتوا
بعزة النفس
أو
بفقر مشاعي…
سنواصل ما بدأناه ونعطي لبعضنا
سببا آخر
لا الأخير كي يكونوا بشرا
ويعودوا إلى ضمائرهم
نادمين
متفقدين أصابعهم
ومتفقدين حواسهم
ويفرحون أنه لم ينبت لهم ذنب
و لم تعل على رؤوسهم
قرون الوحيش..
وهذه السنة أيضا سنحلم
بأن الحاكمين سيتوبون عن
تعذيب الشعوب
وعن الهروب
******
إلى البنوك الغريبة
وعن كل العيوب..
وإذا خسرنا
وساد في الناس
أديم الطغيان
فلن نيأس
وسنصلي مؤمنين
بأن غدا
سيتوب الشيطان ..!