في يوم 23يوليوز الماضي كتبت مقالا تحت عنوان “قطر و البيلدربيرغ” يوجد فيه تفاصيل اللقاء السري بين دولة ترامب و الدولة العميقة بامريكا و الاتفاقات النهائية لهذا الاجتماع.-يمكن للقارىء ان يعود للمقال لمعرفة كل التفاصيل.
اولا : ان قرار نقل السفارة الامريكية للقدس ضل مجمدا منذ 1989 لا شيء سوى خشية غضبة الشعوب الاسلامية واذ هم شغلوا هذه الشعوب في ثورات “عبرية”يتقاتلون فيما بينهم ظنا ان فلسطين ستصبح ذكرى في طي النسيان، فها هي الشعوب تنتفض من جديد.فشكرا لترامب الذي احيى النفوس من جديد.
ثانيا: بعد ما قام ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس اصبح من الضرورة اشراك الكتلة الشرقية في القضية الفلسطينية ،خصوصا الصين وروسيا لوقف الغطرسة الامريكية.
الصين تنفتح على العالم اليوم باستراتيجية جديدة اسمها طريق الحرير وانها بأشد الاحتياج ان يبقى لديها السوق السياسي في منطقة الشرق الاوسط،كما انها لم تعترف بإسرائيل حتى ما بعد توقيع اتفاقية اسلو، لكنها ستكون الرقم الصعب في المعادلة خلال السنوات القليلة المقبلة.
اما من الجانب الروسي فهناك علاقة تاريخية مابينها وبين القدس في الجانب الديني الارثودوكسي و إهتمام هذا المذهب بكنيسة بيت لحم.وهنا رسالة واضحة للعالم ان روسيا معنية بالقدس مثل المسلمين.
يبقى السؤال،لماذا اعلن ترامب على قرار نقل السفارة للقدس؟ علينا ان نفهم ان الولايات المتحدة الامريكية في هذا التوقيت تحولت الى دولتين متناحرتين .الاولى الدولة الترامبية-نسبة لترامب-و الثانية الدولة العميقة الامريكية القديمة وهي اجهزة الاستخبارات ومجمع الصناعة العسكرية والانجلوساكسون و المحافظين الجدد، باختصار صراع بين الدولة الترمبية ووليمة المال العالمي.
هذا الصراع وراء قرار ترامب الاخير حول القدس لان وليمة المال العالمي في حالة حرب مع ترامب و تريد ان تطيح به من سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية و الزج به خارج اسوار البيت الابيض.
ثالثا: التحقيق مع مدير الحملة الانتخابية لترامب الذي استعان بروسيا يشكل نقطة ضعف او لي الذراع للدولة الترامبية تزامنا مع الموجة العالية ضدها داخل امريكا.فان ترامب محتاج جدا ان يكون بجانبه اقوى تيار داخل الرقعة الامريكية وهو اللوبي الصهيوني حيث كان -ترامب-يشدد في حملته الانتخابية لليهود انه سينقل السفارة الامريكية للقدس.
هذا القرار هو بمثابة طوق نجاة ترامب في صراعه المرير مع الدولة العميقة ،خصوصا ان كسب دعم اقوى لوبي في دولته -اللوبي اليهودي- في توقيت دقيق و حرج بالنسبة لأمريكا.
اما الدولة العميقة فهي على عكس ترامب تتحدث باستراتيجيات و مصالح الولات المتحدة الأمريكية في المنطقة. هذا القرار يضر بمصالح الدولة العميقة في العالم الاسلامي كله و يسيء باستشماراتها ومصالحها وسفاراتها وحتى شركاتها.اما حسابات ترامب مختلفة كليا عن الدولة العميقة التي تحكمت في المنطقة منذ عقود.