كان لهنَّ وطن آخر
وطن يكون الفقر فيه طريقة لتجنب المذلة
حتى يثبت الموت عكس ذلك…
الفقر وطن
وكان وطنهن..
قتيلات الصويرة متن وتركن لنا اللغة بيتا نأوي إليه مخافة أن يعدن ويحدقن في وجوهنا بإمعان..الميتات!
كان لهن وطن آخر
مؤلم …
لا يُرى
وطن بحجم القفة
أو الكفن..
لم يكفرن بالوطن الآخر
واعتقدن بغير قليل من سذاجة الفقيرات أنه يمكن أن يكون رحيما
بهن
وبأبنائهن
وبفقرهن..
بيدين فقيرتين
بكفين لا تلويان على شيء
أردن استدراج الحياة إلى الأجساد النحيلة
والأبناء المنهكين
والأهل الفقراء…
ولأنهن كن يخفن الفقر
لم يرين الموت..
لأنه كان أقل ضررا من فقرهن
ولأنه لا يذلهن…
والفقر مجرد تمرين رتيب على الموت، وتمرين ممل حد الجراح على النهاية
هكذااندفعن، زمرة واحدة نحو الهاوية..
الفقر حياة على شك
والموت نهاية على يقين..
ليس ضروريا أن نلعن الأثرياء الذين لا يتضامنون مع فقراء بلادهم
الذين يتهربون من الضرائب..
فقد ماتوا من زمن بعيد..
ليس ضروريا لكي نلعن السياسة
فقد ماتت من بعيد…
علينا فقط أن نؤجج الحقد الطبقي:صافيا، لامعا، كما كان أول مرة…
متن وهن يستنزلن الرزق،
العابر
بالقفة..
كن غريبات في وطنهن
لهذا سيسألوننا،أقصد أولائك الذين لم يعتادوا علينا بعد:
من هن؟
ولماذا يمتن من أجل قفة ودقيق
لماذا ؟…
الثراء في بلاد تموت الفقيرات فيه من فرط سُكَّرهنَّ سُبَّة!
وقاحة…
صك اتهام…
يموت الفقراء، والأغنياء لا يخافون ضريبة على ثروتهم
ولا سيفا يشهر في وجوههم..
الأغنياء لهم وطن آخر…
فيارب، افتح جناتك، إن الفقيرات قادمات
وبهن جوع رهيب
إنهن صويرياتك ياإلهي… متن على قارعة الحضارة
وعلى قارعة العصر…
وعلى قارعة القرن الواحد والعشرين..
الفقر لم يعد يكاد..
إنه الكفر ياابن أبي طالب..
الفقر أكثر من الكفر: إنه الموت بطريقة عشوائية وجماعية..