تنظم من حين لآخر ندوات على مستوى الدول الإسكندنافية على يد جهات شرق أوسطية ،تمتلك المال دعما ،لمواطنين ليست لهم علاقة بها ،ولاتربطهم بها وشائج الدم ،وتجمع في هذه الندوات أشخاص من مختلف الأقطار ،يأكلون ويشربون ،دون أن يشارك غالبيتهم في النقاش بجدية ،في أمور عدة وإكراهات كبيرة نعاني منها في الغرب ،المغرب يلعب دورا في توجيه مغاربة العالم من الناحية الدينية ويسعى باستمرار لإرسال بعثات دينية لنشر الإسلام الوسطي ومحاربة التطرّف والفكر الوهابي ، والدعوة للإندماج الإيجابي في المجتمعات التي نعيش فيها .لكن ما الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص كانوا محسوبين في السابق على الشأن الديني المغربي يتمسكون بأفكار ومشاريع لا تخدم مستقبل الجالية المغربية ،بل تخدم أجندة دول شرق أوسطية،؟ وما الأسباب التي دفعت الجالية المغربية أن يكون لها موقف منهم وترفض تدخلهم في الشأن الديني وسط الجالية المغربية ؟ .
المجتمعات الإسكندنافية لها موقف ثابت من العديد من الأنظمة في الشرق الأوسط لأنها غير ديمقراطية ،دول تتحمل جزء من المسؤولية في المجازر التي ترتكبها داعش في سوريا والعراق دول زرعت الموت والدمار وسفك الدماء ،دول تمتلك المال وتستعمله لهدم القيم التي يتمتع بها الإنسان في الدول الإسكندنافية ..
هل نحن بحاجة لتدخل دول الخليج في تدبير الشأن الديني في الدول الإسكندنافية ؟
هل أصبحنا غير قادرين على تدبير أمورنا واستغلال حرية المعتقد المصونة في الدستور الدنماركي ؟
أليس من حق السياسيين الدنماركيين متابعة أشغال هذه الندوات ويكونوا شريكا فيها لمعرفة ما يجري فيها أومنعها، لأنها تنظم بعيدا عن مراقبة الدولة الدنماركية ولسنا في حاجة إليها بأجندة عربية ؟
هل نحن بحاجة لمثل هذه الندوات التي يجتمع فيها أشخاص يعتبرون من دعاة الفكر المتشدد ؟
أسئلة كثيرة نطرحها وتحتاج لمتابعة وتدقيق ،وقد يتفاجأ بعض أصدقائي من جرأتي للخوض في هذا الموضوع ،ولاشمئزازي من هذه الندوات التي يحاول منظموها في العديد من المرات طرح مواضيع للنقاش بعيدة كل البعد عن اهتمامات مسلمي الدول الإسكندنافية في الوقت الذي كان عليهم ،البحث عن شراكة مع المتتبعين لواقع الإسلام في الغرب في الجامعات الإسكندنافية عِوَض صرف الأموال الباهضة في توجيه دعوات لأشخاص لا يقدمون ولا يؤرخون وغير قادرين حتى على مواكبة النقاش الجاري حاليا في الدنمارك على سبيل المثال لا الحصر ،ومايصطلح عليه بالمفهوم الحقيقي تصادم الحضارات .لقد وصلنا اليوم لنقطة تحول خطيرة في علاقة المسلم بالمسيحي والعلماني في الغرب ..
وبالتالي كان لزاما أن يفكر من نصبوا بالقوة في مراكز تدبير أمور المسلمين حتى يلقوا الله الذي خلقهم ،وبسبب كبريائهم وتشبثهم بالكراسي وعدم إيمانهم بمصطلح الديمقراطية والشفافية في التدبير ،يتناولون في موائدهم وليس ندواتهم ،مواضيع على شاكلة دور الوقف في التنمية المستدامة في الدول الإسكندنافية ،ونحن نعيش في دول تتمتع بمستوى عال من النمو في التعليم وفي الصحة وفي البحث العلمي وفي الإقتصاد وفي حرية التعبير وحرية المعتقد واحترام حقوق الإنسان وووووو…
كوبنهاكن /الدانمارك
السبت 28 صفر 1439 هجرية / 18 نونبر 2017.