كمواطن عربي مسلم يؤلمني ما يجري في الشرق الأوسط من دمار وتشريد لشعوب ودوّل كانت مهدالحضارات عريقة عرفتها دولة الإسلام ،منهم الأمويون مرورا بالعباسيين،إلى يومنا الحاضر
كانت العراق مهد الحضارة البابلية ،وكانت سوريا عبر العصور دولة قوية ،تميزت بمعالم لحضارات كانت قائمة ،
لم يستطع المغول تدمير العراق ،ولم تستطيع إسرائيل كسر عظام سوريا التي وقفت سدا حصينا في وجه إسرائيل ،ولم تستطع الحرب الباردة كبح جماح الوحدة بين الشمال والجنوب في اليمن
تفتت العراق إلى طوائف ،وغرقت البلاد في دوامة الحرب بين السنة والشيعة والمسيحيين والزرادشتيين وغيرهم من الأقليات الأخرى ،الحرب الطاحنة التي عرفها العراق هجرت أكثر من عشرة ملايين عراقي ،والحرب التي شنت على سوريا بتمويل عربي ،دفعت أكثر من ستة ملايين مغادرة سوريا والعيش في الشتات ،والحرب التي تعيشها اليمن وبتمويل عربي ،سالت فيها دماء غزيرة ،وذهبت وحدة اليمن إلى الأبد،وأصبح اليوم ليس فقط اليمن مهدد بالإنقسام بل دول عديدة في المنطقة
ما يجري في المنطقة بكاملها هي نتاج مؤامرة عربية إسرائيلية أمريكية ،لتقسيم المقسم ،لنهب المال العربي ،لهدم قوة الردع العربي
التقارير الواردة في صحف عديدة ،تؤكد نمو العلاقة بين إسرائيل والعديد من الدول العربية ،والهدف تدمير سوريا واليمن والعراق بالمال العربي ،أكثر من 1500مليار دولار فقط لنسف الحضارة في اليمن وتجويع شعبها،وتقسيمها إلى سنة وشيعة كما قسموا العراق
من صنع داعش والنصرة ومولهم بالسلاح هو الذي كان يسعى لتقسيم سوريا ،وتصريح وزير الخارجية القطري السابق يؤكد ذلك
إذا الذي كان يقاتل ضد تقسيم سوريا هي إيران التي وقفت مع سوريا في حربها ضد داعش والنصرة،والذي يعارض التقسيم في اليمن هي إيران
ماذا فعلت الدول العربية باستثناء قطر لإعادة إعمار غزة بعد حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل ؟
لماذا عرقلت الدول العربية مشروع التسوية الذي قاده المبعوث الأممي بن عمر؟
ما ارتكب من مجازر في حق الشعب اليمني أسوء بكثير مما ارتكبته إسرائيل في الفلسطينين في غزة
اليمنيون أصبحوا أعداء للدول العربية في المنطقة
ابحثوا عمن دعم الإنقلاب على الشرعية في مصر ،وابحثوا عن من ولع الحرب الطائفية في العراق
ماذا عملت الدول العربية في وجه إسرائيل في مجازر جنين وغزة ،ولماذا صرفت أكثر من 1500مليار دولار على الحرب على اليمن وسوريا
من يهدد الأمن القومي العربي ،اليمن أم إسرائيل ،من الذي يهدد الدول العربي بالتقسيم ،ومن أحبطه
أليس موقف روسيا من الحرب على سوريا التي شنتها داعش والنصرة بتمويل عربي وغربي
إنشاء جيش عربي يذل إسرائيل كان حلم القوميين العرب ،هذا الحلم أصبح كابوسا على الأرض بالمال العربي ،والذين أفشلوا الحوار في اليمن ودمروه كما دمروا العراق وسوريا ،سيعيشون نفس الدمار الذي تعاني منه شعوب المنطقة .

 

الاربعاء 25 صفر 1439 هجرية / 15 نونبر  2017.

‫شاهد أيضًا‬

ماجد الغرباوي: إشكالية النهضة ورهان تقوية الشعور الهوياتي العقلاني لدى العربي المسلم * الحسين بوخرطة

الدكتور ماجد الغرباوي، مدير مجلة المثقف الإلكترونية، غني عن التعريف. كتاباته الرصينة شكلت …