تصريحات وزير الخارجية تلمس فيها نبرة التحدي ،وهو مدرك مسبقا على وهن الاقتصاد الجزائري وعدم قدرته على مجاراة الذكاء والعقل المغربي في تدبير المرحلة ،صراحة التصريحات الصبيانية التي أطلقها الوزير المحشش ،والمهووس بقدرة الجزائر على قيادة إفريقيا رغم الوهن الذي أصابها ،كان يتطلب ردا حاسما وليس محتشما بل قويا ومزلزلا يعيد به كرامتنا المهانة كشعب من خلال اتهامه لثمانية وثلاثين مليون .
مغربي بمؤسساته بعصابات المخدرات التي تعتمد تبييض الأموال في الاستثمارات التي تقودها في إفريقيا ،نعتبر تصريحات الوزير الجزائري خطيرة تستهدف المغاربة قاطبة وكل المؤسسات ،وبيان وزارة الخارجية المغربية باستدعاء القائم بالأعمال الجزائري غير كاف وحتى استدعاء السفير المغربي للتشاور،في نظري لا يلبي رغبة الشعب المغربي ، بل الإهانة التي أحسسنا بها داخل المغرب وخارجه يدعونا لوقفة حازمة ،ولا مجال من الآن للتنازل عن تصرفات معتوه تفرض الرد الصارم لاسيما وأننا على أبواب الملتقى الإفريقي الأروبي ،والذي تسعى الجزائر فيه لفرض مشاركة الجمهورية الوهمية .
إن السياسة التي تواجه بها بلادنا خصومنا ومن يساندهم في المحافل الدولية يتطلب دبلوماسية قوية ولها مواقف حاسمة ،وبصراحة بيان وزارة الخارجية المغربية محتشم ،في الوقت الذي كان المغاربة ينتظرون تلقين هذا الوزيردرسا يبقى للتاريخ ،وعلاقتنا مع هذا النظام المستبد يجب أن تعرف النهاية ،ونطوي صفحة مظلمة من تاريخ العلاقات المتوترة مع نظام قدمنا له تضحيات جسام في سبيل استقلال الجزائر .
لا يمكن أن نترك الإهانة التي تعرضت لها كل المؤسسات التي وردت على لسان الوزير الجزائري ،من دون أن تفند تصريحاته بالحجة والدليل وفضحه أمام الرأي العام العالمي وفضح حقيقته ومحاولة تضليل الرأي العام الإفريقي ،لزعزعة الثقة التي بنيناها مع الشعوب الإفريقية .
إذا كان الوزير الجزائري قد تجرأ بتصريحاته للمس بالدولة المغربية وإهانتها فيجب أن يكون الرد حازم وتفنيد تصريحاته وكشف حقيقته ،لا يمكن أن تمر هذه النازلة دون ردع ،،لا أدري هل لعبد القادر الساهل والذي أصبح بقدرة قادر واعر باللهجة المغربية القدرة والإرادة على مجاراة بوريطة صاحب الذكاء الثاقب والوجه الوسيم ،إن المعركة التي تنتظرنا في الأمم المتحدة بتواجد العمامرة كمساعد للأمين العام والإجتماعات التي تنتظر المغرب في الاتحاد الإفريقي تتطلب الإستعدادات الكافية لتفنيد تصريحات هذا الأحمق وعلى وزير الخارجية عدم الإكتفاء بالبيان الباهت الصادر هذا اليوم .
فإذا كانت العودة القوية للمغرب لإفريقيا وتوقيع اتفاقيات مع العديد من الدول قد أفاضت غضب وحقد المسؤولين بالجزائر ودفعت وزيرخارجيتها لمهاجمة المغرب واتهامه بتبييض الأموال من خلال فروع الأبناك التي فتحها في العديد من الدول الإفريقية ،واتهام شركة الخطوط الملكية المغربية بنقل المخدرات عِوَض المسافرين ،وهي الشركة التي كانت حاضرة في الأجواء الإفريقية في فترة انتشار الإيبولا فعلى المغرب والمؤسسات التي أهينت مواجهة الوزير الجزائري بكل حزم من خلال بذل المزيد من الجهود لإبراز قدرة هذه المؤسسات على المنافسة العالمية في كسب السوق الإفريقي ،وبالتالي لا بد من التوجه لكل المؤسسات المعنية ومحاسبة هذا الوزير في كل التصريحات التي التي أطلقها ،ومن دون ذلك لن يرتاح ضمير كل المغاربة.