ستسجل أدبيات المرحلة أن الملك محمد السادس دعا إلى سقف عال، هو القيام بزلزال سياسي إذا اقتضي الأمر، لأنه ملازم للدفع بعجلة التطور إلى الأمام:

وضع قاتم، قال بأن الجميع مسؤول عنه أمام الله والشعب والملك…

وأنه لابد من خلخلته ولو بزلزال، ومن مقومات هذا الزلزال:
«التحلي بالموضوعية، وتسمية الأمور بمسمياتها، دون مجاملة أوتنميق، واعتماد حلول مبتكرة وشجاعة، حتى وإن اقتضى الأمر الخروج عن الطرق المعتادة أو إحداث زلزال سياسي..».
لكن الملك نفسه، ذكر، منذ بداية الخطاب، بأنه يتكلم من موقعه الدستوري،.. وأن الزلزال المحتمل لكي نسمي الأشياء بمسمياتها، لا يمكن إلا أن يكون تحت سقف الدستور:

– الملك قال “إن ما نقوم به يدخل في صميم صلاحياتنا الدستورية، وتجسيدا لإرادتنا القوية، في المضي قدما في عملية الإصلاح، وإعطاء العبرة لكل من يتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام”.

– الملك تحدث بصفته الضامن لدولة القانون، والساهر على احترامه، وأول من يطبقه.

– الملك خاطب المؤسسات الدستورية، أكثر من مرة، لكي تفهم رسالته عن المدى الذي يجب أن يصله الإصلاح.
فهو تحدث إلى المجلس الأعلى للحسابات..
وتحدث عن الحكومة والبرلمانيين
ومختلف المؤسسات والهيئات المعنية

– الملك تحدث عن الأوراش الدستورية، المفتوحة أو التي لم تكتمل بعد: الجهوية، اللاتمركز الخ….
الزلزال لا بد له من أن يكون ارتدادا لدستور 2011…
أي امتدادا لما هو تعبير عن تعاقد كبير بين مكونات الأمة الحية..التي دافعت عن الضرورة القصوى لتطور البلاد..
وليس القوى التي غادرت مركب الإصلاح إلى أن أعلن عنه ملك البلاد في تجاوب فاق كل التوقعات مع الشعب والقوى المصلحة والإصلاحية….
وليس صدفة، في ملتي واعتقادي، أن التنصيص الملكي على العبارة التالية :

وسيرا على المقاربة التشاركية، التي نعتمدها في القضايا الكبرى، كمراجعة الدستور، والجهوية الموسعة، فإننا ندعو إلى إشراك كل الكفاءات الوطنية، والفعاليات الجادة، وجميع القوى الحية للأمة…
كان صدفة أو من المحسنات البلاغية!
يقتضي المنطق التفكير في المستحدثات التالية:
– توقيت الزلزال، هو أهم شيء، لاسيما عندما لا يكون مرتبطا باستحقاقات منظورة، في أفق منظور أو عبر جدولة زمنية دستورية..
– رئيس الدولة قال إنه لا بد من تغيير التعابير
وطريقة الفعل والتفكير
وتسمية الأشياء بمسمياتها…
والسؤال الخلاصة هو :هل المجتمع السياسي ناضج لهذا الزلزال؟

* الخطاب تحدث عن الفساد والرشوة والزبونية: وهي آفات تنخر النظام السياسي في البلاد!
ومن سماته هو أن الحقل السياسي صار ساحة مختزلة للتنافس والتواطؤات والمؤامرات (الملك تحدث عن الخيانة) بدون رهانات وطنية كبرى.. وكثير من مؤسساته الدستورية بدون شرط أخلاقي كبير!
هل علينا أن نذكر بالتعريف الجيولوجي للزلزال؟

خلاصة: تعريف الزلزال جيولوجيا، هو هزة ناجمة عن انعتاق مفاجئ للطاقات التي تراكمت بفعل الضغوطات الممارسة عليها…، ومن المفيد أن نعرف أن تحرير الطاقات التي نحن بصددها يتم على طول…….. شرخ موجود سلفا!

 

الثلاثاء26 محرم1439 هجرية /17  أكتوبر 2017.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…