في اللقاء التشاوري المنعقد في الدنمارك الأسبوع الماضي ،أشرت إلى نقطة مهمة ،وجعلتها لُب النقاش ،قلت بصريح العبارة أن قضية الصحراء لا يجب أن يركب عليها أي كان ،ولا يجب أن تكون مصدر صراع داخل النسيج الجمعوي ،لأنها مصدر إجماع وطني شعبي وسياسي ،فكل الشعب وراء الملك والحكومة لدعم هذه القضية ،لكن مقصود الرسالة التي وجهتها لم يستوعبها البعض ،ويستمرون،في نفس الممارسات التي تؤدي لاستمرار الصراع وبالتالي استمرار الإكراهات التي عانينا منها في السابق
تدبير القضية الوطنية يتطلب ثقافة سياسية ،وعلى الذين يتحركون لكسب النقط أن يضعوا دائما أمام أعينهم موقف الحكومة المتقدم فيما يخص العلاقة المتميزة التي أصبحت تربط المغرب والدنمارك بعد زيارة وزير الخارجية إلى المغرب وتصريحاته فيما يخص قضية الصحراء ،تصريحات لم يمر عليها أسبوع ،وحضور فعاليات نقاشا داخل البرلمان هو من حق كل مواطن دنماركي ،لمعرفة جو النقاش الدائر داخل اللجان أوفي الجلسات العامة ،وحتى لوكانت الجلسة تتعلق بسؤال يتعلق بقضية الصحراء قدمه نائب معروف بمواقفه المعادية ،فإننا نعرف مسبقا جواب الحكومة ووزير الخارجية الدنماركي،ثم التصريحات التي أدلى بها أحد الثلاثة الذين حضروا الجلسة ولا غير ، وليس وفذا مغربيا كما روج له ،تسيئ لتصريحات أدلى بها عضو المكتب السياسي للاتحاد الإشتراكي الذي شارك في المؤتمر الذي عقده الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،يومي 17و18شتنبر والذي جالس فيه وزير الخارجية السابق ،مونس لكوتوفت ،
فموقف الحزب لم يتغير بل يربطوه بما ستقرره الأمم المتحدة في حين أن تصريح أحد الثلاثة يجمع أحزاب ثلاثة ويعتبرهم يشكلون خطرا ويجب التركيز عليهم ،لا نختلف فيما يخص حزب القىائمة الموحدة وحزب البديل لكننا لا نتفق معه عندما يلحق أكبر حزب لموقف الاثنين المعارضين ،لو كان فعلا يمتلك الثقافة السياسيةفتكتل الأحزاب الثلاثة قد يغير موقف الحكومة من قضية الصحراء ،إن مثل هذه التصريحات تسيىءللدبلوماسية المغربية ،لكل المتدخلين في القضية الوطنية ،للمجهودات التي تبذل من طرف الاتحاد الاشتراكي الذي يسعى لتعميق العلاقة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،والذي يجب أن يتواصل الحوار معهم مادام أن موقف القيادة يختلف عن موقف شبيبة الحزب وقد لمسنا ذلك في مؤتمر الأممية الاشتراكية المنعقد في الدنمارك منذ أربع سنوات خلت ..
لا بديل لنا عن دعم القضية الوطنيةولكن سنعاني من إكراهات في غياب الثقافة السياسية والإنخراط في الأحزاب السياسية الدنماركية ،الدفاع عن القضية الوطنية يمر عبر التواجد داخل الأحزاب السياسية التي تعاكس القضية الوطنية ،ومن دون اختراق هذه الأحزاب لن نحقق تقدم يذكر ،ثم الضرورة تفرض التنسيق مع كل الفعاليات التي انخرطت في معركة الدفاع عن القضية لأنها القضية التي عليها إجماع وطني وليس محط خلاف يسيىىئ للمغرب ويبعثر الأوراق هنا أمام خصوم الوحدة الترابية ..
ثم الذين يواصلون ،،اللعب على هذه القضية لكسب نقاط قد أخطؤوا وعليهم وعلى الذين من ورائهم أن يستوعبوا الخطاب الذي يريد الجميع تمريره ،لأن قضية الصحراء محط إجماع وطني وليس محط صراع جمعوي ،وسياسي وعلينا جميعا ،أن نكون حريصين على وحدتنا وأن نتفاذي كل ما يشتت شملنا كما نقول بالعامية المغربية ،ثم يجب أن نكسب نقاط على مستوى الإعلام هنا في الدنمارك ،وليس في المغرب لتضليل الرأي العام الوطني بتصريحات فيها نسبة من الصحة ونسبة من التحامل .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك