قد نذكر تفاصيل اليوم الأول في المدرسة،..
ولا نذكر تفاصيل المحفظة الأولى ..
أو نذكر تفاصيل اليوم الأول بشرط فردي،
شخصي
ونذكر تفاصيل المحفظة الأولى بشكل جماعي..
شبه طقوسي نلملم من خلاله هندسة الجراب الذي كان يسكننا
في الفصل الأول أو «الأولي«، الابتدائي والتحضيري..
لم تكن المحفظة هي الشرط الأول لأول تعليم..
قبل صناعة الذاكرة الحسية والذهنية،
كانت اللوحة
أو »”السمخ«”
أو…
الصلصال..
وهذا هو أول ما يتراكب في ذهننا، بفارق بسيط للغاية، مع أول آسيوي اكتشف الكتابة المسمارية، أي تلك الكتابة التي تنقش فوق ألواح
الطين
والحجر
والشمع
والمعادن وغيرها…
وقتها، في بداية السبعينيات لم يكن المغرب بعيدا جدا عن الحضارة المسمارية…
كان مغرب الصلصال..
سنوات الصلصال …
قبل أن تحل ..
صورة الغلاف في قراءتي..باعتباره أول فصل جسدي قسري بين إنسان المغرب المسماري وبين أمه الطبيعة وجده الجبل، من حيث نأتي بالصلصال..
المحفظة، إن وجدت، عادة ما تكون متفردة،
ليس مثل النعال
أو الأحذية الرياضية..
لا تشكل مشتركا بين التلاميذ، ولكنه في المحصلة قراب نجمع فيه العلم ..
وعلمه كل سنة عند الله وبائع الكتب ..
ومن تحولات التعليم أن تنفيذ مليون محفظة تكرس اليوم من خلال محافظ التنمية البشرية.. في الخميسات،
ذلك لأن الشرط الجماعي ألغي في الالتفاف حول وعلى المحفظة..
لقراب..
«قل لي أي محفظة تحمل ، أقول لك من أنت» أيها السومري الهيروغليفي في العصر التواصلي الجديد..
لقد دخلت الموضة والتقليعات إلى العديد من المدارس وإلى ساحاتها، من خلال المحافظ ، هذه ظاهرة تجدها عندنا كما قد تجدها في بلدان سبقتنا إلى الموضة والمدرسة معا..
في الانتقاء يسعى التلاميذ إلى التشابه والتماهي مع طراز موحد،
تلك طريقة في الانتماء إلى الجماعة
وقد يريد الأب وتريد الأم غير ذلك، لكن الولد والبنت يصران على ما يجعلهما عنصرين من ضمن الفيلق الأصغر في المدرسة..وتكسير هذه القاعدة تكسير لانتماء جماعي في القسم
وفي الطريق إليه
وفي محيطه..
ناتالي دوبانnathalie debans كتبت مؤلفا سمته «تلامذتي يرتدون برادا«، تتحدث عن الموضوع كالتالي:»إن التلاميذ ، مثلهم مثل المراهقين، يريدون نفس المحفظة التي يريدها أقرانهم لكي ينتموا إلى المجموعة»
وبذلك يبدو مسلسل التماهي طبيعيا
ويبدو غير طبيعي أن تكون أي مبادرة تسعى إلى تمييزهم عن الباقي أو تمييز بعضهم بطريقة ولو كانت «محترمة» عن الآخرين..
مرة كتب أحدهم أن أول ذكرياتنا الجميلة أو الأجمل في ذكرياتنا الأولى في الحياة، هي …رائحة المحفظة الجديدة..
إلي حين تصبح عتيقة برائحة الورق الذابل..
ولا يصلح للذكرى أي تبخيس للمحفظة..
ومن أجل نجاح مهمة المحفظة، تكون كل القضايا قابلة للنقاش: المستوى، التعميم، الدروس الخصوصية، المجانية، الاندماج الاجتماعي، الارتقاء ، المعرفة… …

 

الثلاثاء 12 شتنبر 2017.

 

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…