منذ ثلاثة سنوات أطلق المستشار السابق في المجلس البلدي لكوبنهاكن حميد الموستي مبادرة لتكريم الحاصلين على الباكلوريا من طرف السفيرة السابقة ،بغية تشجيع الفائزين على مواصلة دراستهم العليا ،والمبادرة في حد ذاتها صيحةمتواصلة لم تحقق لحد الساعة ،علها تصل الآذان لتدارك ما يمكن تداركه، فصورة الجيل المزداد ،ليست على أحسن مايرام ،بل نسبة الفشل الدراسي مرتفعة ونسبة كبيرة لا تتجاوز السنة التاسعة بل نسبة محدودة حسب الإحصائيات المنشورة ،التي استطاعت الولوج إلى الجامعات ومتابعة دراستها في تخصصات متعددة .
إذا بحثنا في أسباب تذيل المغاربة قائمة الإحصائيات ،الرسمية ،الصادرة خلال سنة 2016 ،فسوف نجد من بين عواملها ،طبيعة التركية الأسرية ،ومستوى الوعي ،وغياب المتابعة للأسرة لأبنائها في كل مراحل الدراسة ،وصعوبة الإندماج ومسايرة النظام الدراسي والسياسة التي تنهجها البلديات والحكومات المتعاقبة ،بالإضافة إلى غياب الدور الفعّال لجمعيات المجتمع المدني المغربية ،لتدارك مايمكن تداركه من خلال حوار مفتوح مع الآباء والأمهات .
وأعتقد أن الدولة المغربية قد انخرطت منذ سنوات من أجل دعم الجيل المزداد بدول الإقامة من خلال إرسال بعثات ثقافية لتدريس اللغة العربية ولعب الدور الإيجابي من أجل دعم الجيل المزداد في الدنمارك
إذا فكرة تكريم الطلبة المغاربة الحاصلين على الباكلوريا من طرف السفارة هي في حد ذاتها أحسن وسيلة لتشجيع النخبة التي نجحت ودعمها لمواصلة المشوار الدراسي لتشريف وجه المغرب في الدنمارك ،وفِي نفس الوقت هؤلاء ،يمكن ،أن يكونوا الصورة النموذج للأجيال المقبلة ،وبالتالي يبذلون مجهودا لكي يكونوا بدورهم محط تكريم في المستقبل
وأحسن ما نقتدي به ما يفعله الدنماركيون لتشجيع الأجيال في متابعة دراستهم فعلينا أن نتخذهم النموذج ،
نواجه تحديات كبرى في الدنمارك وعلينا أن نعمل يدا في يد من أجل تصحيح الصورة النمطية التي أصبحت ملتصقة بالمغاربة ،العمل البناء والإيجابي ،يرتكز على التشاور ،وتشجيع كل المبادرات الهادفة عوض إهمالها وتهميش أصحاب من أطلقوها ،فهم أدرى بواقع البلد ،وأصحاب تجربة طويلة في تدبير الشأن ويحملون من الثقافة الدنماركية مالا يحملونه من الثقافة المغربية وقادرون على المساهمة في تغيير الأوضاع .
إذا حتى نقدم الصورة الحقيقية عن وضعية الجيل المزداد في الدنمارك فعلينا أن ننطلق من الدراسات التي قام بها مركز الإحصاء الدنماركي الذي جعل المغاربة في المؤخرة ،وهي حقيقة صادمة يجب أن نكثف الجهود جميعا في تغييرها ولتكن مبادرة تكريم الحاصلين على الباكلوريا من طرف السفارة انطلاقة حقيقية لتصحيح الصورة وتشجيع المغاربة على التحصيل والمتابعة .