حتى ولو
حتى ولو كانت السماء ترفل بين قدميك مثل إزار هندي،
لا بأس من أن ترفع رأسك إلى الأعلى لكي تراها،
وتحلم مثل إنسان قديم بأنها تراقبك بحنو
وأنها لن تسقط على رأسك كما بشر بذلك أنبياء مزيفون..
لا يهم هل يتحدثون باسم السماء
أو باسم الأرض
لا يهم هل يتحدثون باسم الأعلى
أو باسم ما تحت الأسفل..
الذي يهم هو أن يكون لك قلب يستطيع أن يهتف بدمك
ويهتف بنبضك
ويهتف بضلعك:
عاش الشعب..
وعاش من آمن به ولو على خطأ…
لا ضرر في أن يسخروا منك وأنت تصلي مع شعبك
ولا يصلون إلا للصف الرابع بعد السلطة
ويسخرون من سجودك
وهم يحبون على معصميهم إلى منبر السلطة…
ويسجدون من أجل حبة رمان تسقط على رؤوس السلالة
أو من أجل التفاتة
قبل نشرة الثامنة..
أو
أحيانا من أجل احتقار يُشعرهم بالسعادة…
حتى ولو كان الذين تراهم الآن يبتسمون للخديعة
كما يبتسم مسافر لرجل يعرفه عن موعد
لا بأس من أن تصدق قلبك
وتصدق غريزتك النقية
وتصدق أيضا ما تبقى فيك من بلادة النضال
لا يهم أن يكون الذين يسترون الفضيحة بأنهم
يتكلمون باسم الدولة
وباسم الذين رحلوا
ولا يهم أنهم دفنوا الشهداء
الواحد تلو الأخرى …
وسخروا من قبورهم
باسم الحداثة حينا
وباسم الواقعية الوسخة حينا آخر
وباسم القرب من منارة السلطة دائما..
وفي الغالب باسم شعب فقد أبناءه في معارك طاحنة..
لا يهم
أترك وراءك وأنت تموت وافر الشماتة
ووافر الشعبوية..
إنهم لن يستطيعوا أن يصادفوا شعبهم
حتى ولو… اغتصبوك في حافلة
واغتصبوا أهل أهلك في فاضحة النهار…
حتى ولو اغتصبوا شعبك في الشارع الرئيسي بالعاصمة
حتى ولو سرقوك
باسم
الاستقرار
ولعن الفتنة
والحج إلى الشانزليزيه
فكر دائما أن قلبك غبي
وأن بلدك غبي
وأن لا ذكي في بلادك سوى اللصوص
ومساحو الأعتاب، هم أنفسهم
سادة المعاطف المقلوبة
وأحيانا يكون الخائن أكثر ذكاء من بلاد تقتل الصادقين..
صدق مع ذلك بلادك
وصدق شهداءك
وصدق مستقبلك
وصدق فقراءك
واترك لهم اللغة العفنة
والركوع المشوب بالسفالة
والوطنية التي لا تقود لغير البنك
ولغير مسابح الله الطوييييييييييييلة!
حتى ولو …
سلقوك
وسلخوك
و سحلوك
قل الأرض أرضي
لا بأس أن أشوى بحطبها
لكي أدفن فوقها
والأرض أرضي
لا بأس أن أشبه جلدها
لكي أسلخ مثلها..
والأرض أرضي
لا باس أن أحرث ترابها بلحمي
وعظمي
وبما تبقى في من كرامة القتلى…
ولا أشبه من”يهرفها”…
الاربعاء 30غشت 2017.