إليك منا السلام، ومن حقك أن لا ترد السلام، والسلام عليك حتى لو لم نسمع منك السلام، يا قلب السلام:
مثقل أنت بقوة القلق، رحل عنك الذي سرق، تجاوزك الذي نطق باسم القلق، ومد اليد إلى خريطة الحدود فاخترق، عذرا سيدي الطفل، في الغد لن يكون هنالك فرق….
مجنون هذا الذي يراك، يرى عنوة الغبش على محياك، ويبكي السراب في عين الغراب، يرسم لك حظا في الغياب، ويهرب عن وقعه الخراب…
غياب من؟
هروب من؟
نقف لذكراك يوم تسمع، على الخشبة قصة أوراق، تبني لك صرحا ومجدا، وفي الحين غاب المجد وتهدم الصرح، بامنية ضاقت من فرار بلا خيل، بلا حذاء، هذا انت الواقف، تربع يداك إلى الوراء، راعيا لسوق الرياح، والأشواك ترسم جنتها تحت أقدامك، وتواسيك في فقدان أمك النسخة الأصل، تكسوك أثواب الشاة، التي تشرب منها قطرة حليب جاف، يغني طوال اليوم في أمعائك التي تنتظر رغيفا وحلوى، وزبدا رغم بعد البحر عنك، ها أنت الواقف، مسلما ، باكيا ، ومعذبا، كما أنت، رماك الخريف خلفا، ودعاك الصيف ضيقا، وجاء الشتاء شنقا، وتب يدا من يصنع الرحيق لعبا، في دربك، والعطش يصاحب رغم صغر سنك لسانك، لا تشقى يا طفلنا، فالغلاء كساء، والجوع رجاء، والموت سماء، في جلبابك ألوان الخلاء، دم صامتا، لتكبر صوتا، وتمثل شعبا، يا طفلنا الذي يرجو منا السلام…