العالم أصبح مسرحا لعمليات يذهب ضحيتها أبرياء والفاعلون إما يعانون من خلل عقلي ،أو مسلمون أغبياء تحركهم أجهزة المخابرات مستغلة ظروفهم الاجتماعية،لتجنيدهم بقليل من المال للانتقام من منظومة اجتماعية ،في الغرب والشرق .وإذا تمعنا قليلا في بؤر التوتر في العالم والمآسي التي عاشتها شعوبا متعددة ،فدور دول وأجهزتها أضحت واضحة ،على سبيل المثال لا الحصر ،أمريكا صنعت القاعدة في أفغانستان لتتافاذى مواجهة مع الجيش الروسي آنذاك ،وانقلبت القاعدة على أمريكا بعد انسحاب القوات الروسية من أفغانستان ،واستمر الدمار والقتل والإنتقام المتبادل في هذا البلد إلى يومنا هذا ،واليوم فقط يعلن الرئيس الأمريكي قرارا بعودة القوات الأمريكية لأفغانستان ،واعترافه بارتكاب الولايات المتحدة خطءا بالانسحاب من هذا البلد ،لم يحدث الاستقرار ،وازداد الفقر والدمار في هذا البلد ،وتتجدد أخطاء وتدخل الدول الغربية في العديد من الدول في العالم ،فتم تدمير العراق كقوة كانت قبل حرب الخليج قد خطت خطوات كبيرة نحو التنمية ،فأصبحت الأمية منعدمة واستطاع العراق بفضل السياسة التي نهجتها قيادته أن يحقق قفزة نوعية في تكوين الأطر والكوادر والعلماء في مختلف التخصصات ، تكالبت كل القوى ودمرت العراق تدميرا واستباحت أرضه وخيراته ولازال يعني من حرب طائفية ورجع العراق 100سنة إلى الوراء
لم تنجو دول الجوار من مسلسل المؤامرات فدمرت سوريا وعاشت حربا أهلية ذهب ضحيتها مئات الآلاف وشرد الملايين عبر العالم ،ودمر اليمن وأصبح يعيش حربا طائفية أشعل فتيلها الدول المجاورة وإيران ،ليبيا كانت تعرف استقرارا في عهد معمر القدافي ،وتكالبت الدول الكبرى ودمرت ليبيا من أجل تحقيق الديمقراطية ،انتهى عهد القدافي ولازالت ليبيا تعيش حربا أهلية ،ولازال يخيم توتر بين القوى السياسية وقوى خارجة عن القانون التي لم تنضبط لمؤتمر الصلح الذي انعقد في الصخيرات بالمغرب ،
قائمة الدول التي تعرف عدم الاستقراروتوترات اجتماعية عديدة ومنها تونس والجزائر ولم يستثنى المغرب الذي يعرف مؤامرات خارجية دعمت الحراك في شمال المغرب الذي لازال مستمرا والذي أشعل فتيل التوتر في مناطق أخرى التي طالبت بتحقيق نفس المطالَب التي رفعتها ساكنة الريف في كل المظاهرات التي عرفها شمال المغرب
عندما نتمعن فيما يجري في العالم العربي والإسلامي وتدخل الغرب وأمريكا بالخصوص في إشعال التوتر في العديد من مناطق التوتر في العالم فإن المستهدف هو الإسلام ،ماحدث في أفغانستان هي مؤامرة أمريكية والتي صنعت القاعدة ،وتعيد نفس السيناريو مرة أخرى لتخلق داعش في سوريا وتدعمه بالسلاح ضد النظام السوري الذي كان يعتبر القوة القادرة على ردع إسرائيل ،وبدعم القوى العالمية داعش في سوريا فإنها قد أضرت بصورة الإسلام الوسطي الذي يدعو للتسامح والتعايش وينبذ العنف ،
ماذا حصل ،لقد أصبحت سوريا مسرحا تلعب فيه كل قوى الشر والمخابرات العالمية ،لعبت لعبتها القذرة في تشويه الإسلام وانتقل الصراع من سوريا إلى الدول الأروبية وغيرها التي دعمت الدولة الإسلامية فانتقل داعش ألى أروبا لينتقل من شعوبها من خلال تجنيد قواته التي لاعلاقة لها بالإسلام وبدعم من المخابرات لتشويه صورة الإسلام ،وكل ما يجري يخدم مصلحة إسرائيل كدولة تتحمل المسؤولية الكبرى في التوتر الذي يعرفه الشرق الأوسط لأكثر من ستين سنة .
إذا استمرار العمليات الإرهابية في العديد من الدول الأروبية ،وتصفية العناصر المتورطة قبل المحاكمات العادلة ومعرفة الحقيقة يجعلنا نتساءل
لماذا تم في الغالب تصفية العديد من العناصر التي تم تورطها حسب الإعلام وما تخطط له الأجهزة ،على سبيل المثال لا الحصر الإخوان كواشي في فرنسا ،والمرتكب لمجزرة نيس الذي تمت تصفيته في إيطاليا وتصفية العديد في مختلف الدول الأروبية وكان آخرها مقتل خمسة إرهابيين مفترضين في أحداث برشلونة .التحقيق القضائي والمحاكمات العادلة هي الكافي لتوضيح حقيقة مايجري ،هل هو حرب على الإرهاب والذي نجدد القول بأنه ليس له دين ولا وطن ،فالمسيحي النرويجي قتل أكثر من سبعين مواطن ولم يتهموه بالإرهاب بل قالوا عنه أنه يعني من اضطرابات نفسية وحوكم محاكمة عادلة وبالأمس فقط دهس مواطن أمريكي مجموعة من المتظاهرين في إحدى المدن الأمريكية ولم يتهمه أحد بالإرهاب ،لكن عندما يتعلق الفعل بمواطن مسلم فيحضر مصطلح الإرهاب في الإعلام الغربي ،لا نستثني أنا العالم يعرف صراعا حضاريا وحلقة الصراع توسعت بسبب الغبن الكبير الذي تعرفه القضية الفلسطينية ،التي لم تعرف حلا وباستمرار الصراع الإسرائيلي ،سيستمر التوتر في العالم بين العالم الإسلامي من جهة وأمريكا التي تدعم إسرائيل في المحافل الدولية والمنتظم الأممي برفعها حق الفيتو في القرارات المنصفة للشعب الفلسطيني في تحقيق الإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
إذا الحرب على الإسلام لن يتوقف ،وربط الإرهاب بالإسلام في وسائل الإعلام الغربية والعالمية سيستمر مادام الصهيونية العالمية تسيطر على كل وسائل الإعلام العالمية.
وحقيقة اغتيال كل العناصر المفترضة التي تمت تصفيتها في العديد من المناطق في العالم يبقى علامة استفهام كبيرة ،فتموت الحقيقة بوفاة هؤلاء.