أجزم بان المدينة انتزع منها بحرها وبالقوة حد العنف ..ولم يعد للساكنة وزوار المدينة الحق في التمتع بالشاطئ على طوله …فمن سابع المستحيلات ان يجد المصطاف موطئ قدم فوق رمال هذه المدينة المغبونة دون مقابل …فالشاطئ محتل منذ الصباح الباكر من طرف اشخاص /جهة يشرفون على توزيع المظلات الواقية من الشمس على طول الشاطئ ويفرضون الامر الواقع على المصطافين مقابل تسعرة تتوزع على اليوم وبالساعات والدقائق …وسيلاحظ المتتبع للعملية اننا امام شبكة موزعة الادوار بين اطفال يتواجدون قرب الحافلات وسط المدينة يرشدون زوار البحر الى اماكن ومواقع …واخرون مكلفون بتوفير وجبات غدائية بعين المكان من طهي وطبخ لكل انواع الوجبات التقليدية …حتى ان الشبكة تتوفر على الفيدورات مستعدة لاي تدخل ضد اي احتجاج على هذا الاحتلال …
لا مبالغة في الوصف بل ان اللغة عاجزة عن نقل الصورة كماهي والحقيقة المرة ان شاطئ اكادير محتل عن اخره …فكما يتحول كل صباح الى مطاعم ومقاه على طوله يتحول في الليل الى أطول غرفة نوم طبعا باستحضار كل انواع المخدرات والاقراص المهلوسة ..
هو واقع بحر مدينة أريد لها ان تستباح بهذا الشكل البشيع الى حد القناعة بان اكادير تؤدي ضريبة ما…فلا يعقل ان تصرف الاموال الطائلة على كورنيش اريد له ان يكون فضاءا للمشي وتَوادَا ويتحول الى أخطر ممر في المدينة يتعرض فيه المشاة وخصوصا الاطفال والمسنين الى كل انواع الحوادث من طرف اصحاب الدرجات والعربات الصغيرة والمتوسطة التي اجتاحت لا كورنيش على امتداده…دون الحديث عن ما يتعرض له المصطافون وزوار المدينة مغاربة واجانب من مضايقات واستفزازات من طرف مقاه ومطاعم متنقلة وغيره .
نعم المدينة محتلة وعلى مستويات متعددة بدءا بازقتها وشوارعها التي تحولت الى مرائب للسيارات مؤدى عنها بتسعيرة تترواح بين 3 دراهم و20 درهم بالمنطقة الساحلية مستخلصة من طرف اشخاص بدون بدل او علامات تدل على انهم حراس السيارات وبتذكرة غير مؤشرة بخاتم يبرز الجهة/الشركة التي رست عليها صفقة كراء المرائب في غياب تام لمصالح المجلس الجماعي الجهة الوحيدة المخولة قانونيا تتبع ومراقبة دفتر التحملات ومدى احترامه لبنود الاتقاق.بل ان لوحات الحاملة لعلامة المرأب لا تحمل رقم الترخيص.
والعارفون بخبايا تمرير هذه الكعكعة العمومية يتحدثون عن لوبي نافذ وقوي يملك كامل السلطة في اعادة كراء المرائب لمن يكتريه..لمن يكتريه وبأثمنة صاروخية تستخلص من جيوب المواطنين الذين غالبا ما يجدون انفسهم امام شبان (حراس السيارات من نوع خاص) ببنية جسمانية قوية … قسمات وجه مرعبة… بلسان جاف وسليط… واسلوب منحط ووضيع لترهيب كل من يحتج عن غلاء التسعرة والشكوى لله لان المنطقة محتلة بامتياز ويبدو لي ان ذلك منسجم مع شعار صيف هذه السنة (المدينة في حاجة الى العشوائية).
هي العشوائية التى حولت سوق الاحد الى ساحة حرب مفتوحة ويومية بين اصحاب المحلات التجارية والفراشة …
هي نفسها التي أنبتت اسواقا قاريا وشبه اسبوعية بحي الموظفين وقرب مسجد أي بكر بالداخلة …هي نفسها من أججت تبادل التهم بين مؤسستين بالمدينة حول الترخيص لمعرض تسويقي بالحي المحمدي….
هي نفسها –أي العشوائية- من يجعل اصحاب العربات المكلفة بالبحث في قمامات الازبال تتنافس السيارات في شوارع المدينة مع ما يخلف ذلك من عرقلة من جهة وافراغ للقما مة على طول الشارع من جهة ثانية اضافة الى منظرهم المقزز للذوق العام
هذا هو حالة مدينتا وصيفها بالخصوص واذ نتفهم بشكل كبير ضغط الاقبال خلا هذا الشهر وما يترتب عن ذلك من مهن ترويجية مصاحبة لمثل هذا النشاط الصيفي كباقي المدن الشاطئية في المغرب فان اصحاب القرار من سلطات ومنتخبين اعداد خطة استباقية للتنظيم والتتبع والمراقبة كما هو الحال بمدن الشمال …
هو مخيف هذا الانسحاب للمسؤولين مما تعرفه المدينة من فوضى عارمة و سيادة قانون الغاب ….كما هو مريب هذا الرضى الجماعي لفعاليات المدينة جمعوية واعلامية حول حال المدينة .