في ندوة لـ«الاتحاد الاشتراكي»: لماذا يعيش الفكر العربي الإسلامي التباس العلاقة بين التقليد والتحديث؟
مصطفى النحال / لحسن العسبي في سياق ندواته الحوارية، الفكرية، استضاف الملحق الثقافي ل «الاتحاد الاشتراكي»، بمقر الجريدة، ندوة حوارية فكرية عميقة مع الكاتب والباحث والمترجم السوري هاشم صالح، شارك فيها ثلة من الأساتذة والباحثين (موليم العروسي، عزالدين العلام، عادل حدجامي، محمد آيت حنا، بوجمعة آشفري، لحسن العسبي ومصطفى النحال). وهي الندوة التي خُصّص موضوعها لمناقشة مشروع الأستاذ هاشم صالح، الذي كان له الفضل في تعريف الجمهور العام العربي، خاصة بدول المشرق، بأطروحات المفكر الجزائري الراحل محمد أركون. مثلما تشعّب النقاش ليمتدّ إلى واقع الأصولية في العالم الإسلامي اليوم، وسؤال الثورة، بالمعنى الفلسفي الذي طرحه كل من هيغل وكانط وفيبر. وكان الحوار سجاليا، نقديا، جريئا، أنضج تحليلات عميقة بجرأة معرفية رصينة. قاربتْ الأصوليات الفكرية المؤطرة للواقع العربي اليوم، وإيجابيات الثورة في بلورة أشكال تجريب غير مسبوقة لأجوبة سياسية وفكرية، ظلت على الهامش في القرار السياسي للدول، مما أفرز محدوديتها وعطبها الفكري. لحسن العسبي باسم جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ، أرحب بكم في هذه القاعة الرمزية التي مرّت منها أسماء استثنائية، ربما من أبرزها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الذي اتخذ منها مكتبه، وهي أيضاً قاعة المرحوم أحمد باهي ومحمد اليازغي ومحمد الصديقي? كما استقبلتْ هذه القاعة أدباء ومفكّرين لعل أبرزهم الروائي الكبير عبد الرحمان منيف? وحين نستقبل اليوم الأستاذ المفكر والمترجم السوري المقيم بفرنسا، هاشم صالح، فهذا تشريف لهذه المؤسسة ولصحافييها، وأشكره كثيراً على قبوله الدعوة، كما أشكر الأصدقاء الباحثين والمثقفين على حضورهم ومشاركتهم، لأنه فيه تقدير للجريدة. { مصطفى النحال { هاشم صالح { هاشم صالح { مصطفى النحال: { هاشم صالح: { عز الدين العلام { هاشم صالح { بوجمعة أشفري { هاشم صالح { موليم العروسي { هاشم صالح { بوجمعة أشفري { موليم العروسي { هاشم صالح { موليم العروسي (مقاطعا) لأن المهم ليس في الرجوع إلى المادة، وإنما نحن نتحدث عن المنهج، هذا هو المهم، وليس الرجوع في حد ذاتها، فحين أعود لا أقف عند حدود الإيمان، أضع الإيمان على المحك. { هاشم صالح { موليم العروسي { عادل حدجامي { موليم العروسي (مقاطعا): { عادل حدجامي: فالجابري مثلا، أصبح الحديث عنه كأنه جزء من التراث ينبغي الافتخار به وتثبيته والاحتفال به كأنه شيء متحفيّ، في حين أن الثورة التي أرادها لا تكاد تُذكر. ولهذا فإنّ مفهوم «الفاعل» في الإيديولوجيا العربية المعاصرة ضعيف، مفعوله هو مفعول إرادويّ. وأنا شخصيّا استغربتُ، خلال لقاء كان مع الأستاذ عبد الله العرويّ مؤخّرا بمدينة الرباط، تحدث بلغة أكاد أجدها لغة رواقية، أي أنه تحرّر من كلّ لغاته ومعجمه الإرادوي الحاسم، وقال نحن : «نحن أبناء التاريخ، وأبناء الاستعمار، وحاولنا أن نفعل شيئا ما، إنْ حققناه فذاك، وإن لم نحقق شيئا فهذا حكم التاريخ». ربما هذا وعي من عبد الله العروي بحدود النزعة الإرادوية التي تسكن خطاب الإيديولوجية العربية. { موليم العروسي: أودّ العودة إلى موضوع يعرفه كلّ من الصديقين النحال وأشفري، في نهاية هذه السنة أصدرت كتابا عن الفنون التشكيلية «زوم على سنوات الستينيات». ورغم أنه كتاب في الفنون التشكيلية، فإنه يطرح المشكل في عمقه، وهو: كيف وصلنا إلى هذا النقاش الذي ساهمنا جميعا في بلورته، ونحن الآن نتساءل عن جدواه اليوم، سواء بالطريقة التي يطرحها بها أركون أو العروي أو أنت الخ. الطرح الأساسيّ الذي طُرح بعد الاستقلال في المغرب، عند المفكرين المغاربة الذين بخلاف المشارقة لهم رصيد إثنولوجي وأثروبولوجي مشترك، استعماري أساسا، والذي كان محلّ تساؤل، وهو شيء نجده حتى عند بن بركة وعند الكثير من السياسيين، وعند المفكّرين وهم ينشأون، وهم قيْد التّشكّل. نجده عند عبد الله العروي كما نجده في تجربة «أنفاس»، ونجده في تجربة مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، سوف نجده بعد ذلك في تجربة «ناس الغيوان»، ونجده في السينما وفي الفكر (بالمعنى «العرْبيّ) في مجلة «أقلام»، وسوف يتطور شيئا فشيئا مع تأسيس «جمعية الفلسفة بالمغرب»، حيث أصبح الحديث عن نوع جديد من التفكير. ولم يكن هناك حديث عن إبستيمولوجيا لأنّ الفلسفة لم تكن قد عُرّبتْ بعد. سوف يبدأ الحديث عن ألتوسير وعن القراءة الجديدة للماركسية في أوج الصراع حول الماركسية اللينينية والماركسية المتشدّدة. هذا الاتجاه، وعندما طرح سؤال فرانز فانون: «كيف يمكننا أن نأخذ من هذا الغرب المستعمر؟ إذا أخذنا بتقنياته، فكيف نأخذ أيضا بروحه الداخلية؟ أليست لنا روح؟ أي أننا ينبغي أن نعيد النظر وأن نحرّر، وأن نصفّي الاستعمار على جميع المستويات بما فيها المستويات الثقافية؟ في الفنون التشكيلية، تم الاتجاه نحو الرمز الأمازيغي الإفريقي ثم إلى الحرف العربي، ثم الانتقال إلى السؤال النظري، غير أن سؤال عبد الله العروي كان سبّاقا، وهو الذي لخّصه في سؤال «من نحن؟»، وهو أيضا سؤال علال الفاسي والخطاب السلفي عموما. وتحديد من هو الآخر هو المختلف فيه. فيما بعد، ومن خلال القراءات التي صدرت، بدأ الحديث مع الجابري، مثلا، عن «نحن والتراث»، وهو الأمر الذي كان يبدو لنا تقليديا ساعتها، وكان يبدو لنا أركون متميّزا إلى حدّ ما، لكن العروي أفضل منه، والخطيبي أفضل من العروي الخ. وساهمنا في بلورة ذلك من خلال الحديث عن الثقافة الشعبية والتصوف، ولكن المشكل الذي وقع، هو أن هذا الكلام أعطى حججا نظرية للاستبداد، وهو المتمثّل في العزف على مسألة الخصوصية، وعلى أنه يمكن أن نجد في نظامنا الفكري، في «عقلنا الجهوي» كل ما وجده الغرب لكي يتقدّم. وهذه المسألة مطروحة اليوم بحدّة في ضوء هذه الحراكات العربية. { محمد آيت حنا: { موليم العروسي: { لحسن العسبي: { موليم العروسي: { محمد آيت حنا: { لحسن العسبي: { هاشم صالح: { محمد آيت حنا: { بوجمعة أشفري: { بوجمعة أشفري { هشام صالح { موليم العروسي { لحسن لعسيبي { مصطفى النحال: { عز الدين العلام: { بوجمعة اشفري { هشام صالح { موليم العروسي { موليم العروسي: { لحسن لعسيبي { موليم العروسي { بوجمعة أشفري { هشام صالح { عادل حدجامي هشام صالح { محمد أيت حنا { بوجمعة أشفري: { هاشم صالح: المنهج التاريخي في قراءة القرآن «ربما كان أركون الوحيد، من بين مثقفي الإسلام، الذي طبق على القرآن الكريم المنهجية النقدية التاريخية التي كانت قد طبقت سابقا على التوراة والإنجيل من قبل علماء أوروبا وفلاسفتها. وأضاء بذلك النص المؤسس للإسلام بشكل رائع غير مسبوق. عندئذ عرفنا معنى القرآن بالفعل بعد أن تحررنا من النظرة التبجيلية الأسطورية المهيمنة على العقلية الجماعية منذ مئات السنين، وبخاصة منذ عصر الانحطاط. وهو الوحيد الذي درس التراث الإسلامي كله من خلال منهجيات العلوم الإنسانية الحديثة وكشف بالتالي عن خباياه وحررنا من الأفكار المسبقة والتصورات الخرافية أو الهلوسية الخاطئة. ولعله الوحيد الذي تجرأ على الخروج من ذلك المنظور الذي رسخه حديث الفرقة الناجية في الساحة الإسلامية على مدار القرون. وهو الحديث الذي يقول إن هناك فرقة واحدة في الجنة وبقية الفرق في النار. وحررنا بالتالي من النزعات المذهبية والطائفية الراسخة في العقول حتى اليوم. بمعنى آخر فإنه قلب كل المنظور التقليدي للإسلام رأسا على عقب. من هنا الثورة المعرفية أو القطيعة الإبستمولوجية الراديكالية التي أحدثها هذا الرجل في تاريخ الفكر العربي الإسلامي. وهي قطيعة لم يدرك الناس بعد مدى حجمها وخطورتها وأبعادها، بل لم يدرك مغزاها حتى أغلب المثقفين العرب» |
||
…عن جريدة الاتحاد الاشتراكي 5/7/2013 |
الثقافة العالمية والثقافة المعولمة * عبد السلام بنعبد العالي
على عكس الرؤية الميتافيزيقية التي تفترض فكرًا كونيًّا يتعالى على الأحقاب التاريخية والفروق…