اعتادت الأحزاب السياسية الدنماركية في الحكومة والمعارضة عقد لقاء في جزيرة بارنهولم الجميلة ،ومايميز تجمعهم هو النقاش الهادئ في أمور وقضايا تهم المجتمع ،
،والقاسم المشترك الذي يجمعهم هو خدمة الشعب الدنماركي بمختلف مكوناته ،هي فرصة تتاح مرة في السنة لمناقشة كل القضايا كانت موضوع خلاف بين الحكومة المشكلة من ثلاثة أحزاب وباقي الأحزاب الأخرى ،هي فرصة كذلك للمهتمين من الشعب لحضور النقاشات ،التي تدور وتغطيها وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والورقية .
وفي ظل مايجري في المغرب ،أتمنى من كل قلبي أن تتابع الجالية المغربية هذا النقاش على الأقل في وسائل الإعلام ،حتى يكتشفوا الفرق الشاسع بين النقاش الذي يدور بين السياسيين وبحضور عامة الناس ،وكيف يتفاعل الجمهور مع مواقف السياسيين من القضايا التي تهم الشعب الدنماركي وبالخصوص القضايا الإقتصادية والإجتماعية ،والقابلية التي لدى السياسيين في النقاش دون تعصب ،بعكس ما لاحظته بالأمس في الندوتين المنعقدتين في شمال المغرب لمناقشة الحراك وتبعاته، الوزير في الحكومة عندهم لا يخرج عن التواضع اللازم أمام جموع المواطنين ،واحترام الشعب للوزير واجب مهما بلغت المشاكل وصعوبة تدبيرها .
ومالاحظته بالأمس بعيد كل البعد عن آداب الحوار في المغرب وما يتطلبه من احترام لوزير في الحكومة ينتمي للمنطقة وكانت له الشجاعة في إبداء موقف طالب فيه بإطلاق سراح المعتقلين يجب أن تكون لدينا قابلية للإستماع لكل الآراء والمواقف البناءة والتي تساهم في تذويب الإختلاف والتخفيف من الإحتقان ،أما وأن تطرح سؤال تهين به مسؤولا في الحكومة فهذا من آداب الحوار ويسبق ملاحظه في حوار السياسيين الدنماركيين في لقائهم السنوي في جزيرة بورنهولم الإختلاف بيننا وبينهم يشمل أوجها كثيرة وأبرز ما يميزه الإحترام الواجب بين كل الفعاليات السياسية سواءا كانت تتحمل المسؤولية في الحكومة أو في المعارضة أومواطنين عاديين يستمعون للنقاش في هدوء ويبحثون عن حلول متوافق حولها دون تعصب ،والقاسم المشترك الذي يبحث عنه الجميع خدمة الوطن.
كوبنهاكن/ الدنمارك