تواصل الجزائر حروبها الدبلوماسية العدائية ضد المغرب.وفي كل محطة تؤكد أن منازعتها المغرب في وحدته الترابية، هي أولى أولوياتها، وأنها نقطة تتصدر علاقاتها الدولية. ففي كل مؤتمر إقليميا كان أو دوليا، ولدى استقبالها لشخصية أجنبية مهما كان مستواها رئيسا أم وزيرا أو مجرد موظف، أو عندما يتنقل مسؤولوها الرسميون إلى عاصمة ما أو مناسبة ما، نجد الموضوع الرئيسي الذي لايعلو على موقعه بجدول الأعمال موضوعا آخر هو : المغرب وصحراؤه.
طيلة أربعة عقود، وهذه الجزائر مصابة بمرض اسمه «مغربفوبيا»، إذ لاتدع منصة خطابة إلا وهاجمت بلادنا ولا مشروع بيان إلا وناورت كي تزج بفقرة تمس بالمغرب، ولا اجتماعا مهما كان مستواه وموضوعه، إلا وسعت إلى وضع جارها الغربي على طاولة المناقشات.
و”مغربفوبيا” الجزائر دفع بها ومنذ أربعين سنة إلى شراء أصوات،أنظمة ومنظمات وأفرادا ، تنطق بنفس أعراض هذا المرض، وتنضبط لإيقاع الدبلوماسية الجزائرية. وقد صرفت أموالا طائلة لهذه الغاية، تفيد بعض الأرقام بأنها فاقت المئة مليار دولار .
مناسبة هذه الرسالة رسالة الاتحاد، هو ما تعرفه اللجنة الخاصة سي 24 التابعة للأمم المتحدة والمنعقدة منذ بداية الأسبوع بنيويورك .فنفس السيناريو، تعتمده الجزائر كما هو الشأن في مناسبات أخرى عالمية أو إقليمية :
أولا، المناورة بكل الطرق، كي يكون المغرب وصحراؤه ضمن مواضيع النقاش، كي تنفث ما اعتادت من تهجمات عليه، ومن تزييف لحقائق التاريخ والواقع .
ثانيا : البحث عن أفواه تنفث نفس المعجم الجزائري،وتردد نفس الأسطوانة الدعائية للأطروحة الجزائرية .
وثالثا، السعي إلى تنصيب مسؤول عن هذه اللجنة أو تلك، يكون شريكا في المؤامرة ضد المغرب ،حتى تتمكن وبتواطؤ معه من تنفيذ مخططاتها .
هكذا،وطيلة أربعين سنة وما يزيد، وما بدلت الجزائر تبديلا : نفس روح العداء لبلد جار لها معه قواسم مشتركة لا مثيل لها بين مختلف دول العالم . تجمعه معها ليس فقط الجغرافيا بل التاريخ والنضال المشترك ضد الاستعمار والروابط العائلية والاجتماعية والدين واللغة و…..
والمثير أن الجزائر تتصرف اليوم بنفس سلوك الماضي بالرغم من أن ملف الصحراء عرف تطورات عدة تجاوزت طرح « تقرير المصير» الذي تتخذه ذريعة .وبالرغم من انفضاح سياستها واستراتيجيتها تجاه المغرب لدى عواصم العالم، فإنها مصرة على أسطوانتها التي تعد بمثابة شجرة تخفي غابة الهيمنة الإقليمية التي تسعى إليها .
في اجتماع” اللجنة الخاصة سي 24″ ضحت الجزائر عن طريق الفنزويلي رئيس اللجنة ب”كتيبة” من العناصر الذين اعتادوا تحت استجابة للعملة الصعبة الترويج لأطروحاتها بعدما أصرت عدة دول على حضور شخصيات تنتمي للصحراء المغربية للإدلاء بشهادتهم. فخوفا من الحقيقة، وتهربا من الفضيحة، أقدم رئيس اللجنة على إلغاء جميع التدخلات بمثابة شهادات …
لكن كان صوت الحق قويا باجتماعات هذه اللجنة من خلال ما تضمنته كلمات دول خاصة الإفريقية منها، والتي استعرضت الايجابيات في ملف الصحراء، ومبادرات المغرب، وجهوده التنموية، وكشفت عن جوانب عدة من هذه ال«المغربفوبيا» التي تبدو جلية للعيان على جسم الدبلوماسية الجزائرية وسلوكها… شافاها لله منها من أجل صالح شعوب المنطقةالمغاربية واندماجها الاقتصادي ومواجهتها للتحديات .