تقول آخر الحفريات إن أول إنسان بدائي عاقل، كان مغربيا.
خرج ذات ليلة للصيد، ولقي حتفه بأحد فجاج جبل ايغود باليوسفية، وظل هناك إلى أن وجده الباحثون، في لحظة زمنية لا صدفة فيها كما يبدو….
أذكر أن صديقي الشاعر، كان يسألني باستمرار، من باب المزاح :
-هل تعرف أين نزل آدم أول مرة؟
وعندما أجيب بالنفي يقول :
-بن احمد!
ويبدو أنه أخطأ في التقدير، فآدم، الانثروبولوجي طبعا، كان من اليوسفية.. آدم الصغير، ليس آدم أبانا الذي هبط من الجنة، كما نؤمن جميعا، هذا الآدم الصغير، هو أصل البشرية الثانية، بشرية الحفريات والتنقيب والمستحثات والعظام.
وصار على المغاربة أن يفتخروا – من الفخر لا من الفخار يا جيلالي وساط – بأن
»احمر« هي مهد الإنسان…
منا خرج
الأفارقة
أولا
والأوروبيون
الوندال والبيزنطيون والسيخ
والأمازيغ
والهنود الحمر
والجيش الإيرلندي والاسكيمو
وقبائل الباشتون
والهازارا
وعبد الرؤوف ونورالدين بكر
وهيتشكوك وبيتهوفن
ومن دمنا قطرت قبائل عبدة
والريف
والأزتيك والأنكا
وولد الصينيون والسويديون والفيكينغ وبنو النجران
وقحطان
وكاظم الساهر
ورونالدو وغريمه ميسي
ودوستوفكسي وابن عربي
وباعة الآيس كريم في كاليفورنيا
و لينين وماوتسي تونغ
وباعة الذهب في كونغو
والفلسطينيون
ومكتشف الهاتف النقال
وحراس المقابر في النيبال
والثوار في بوروندي
ومهربو السلاح في الحدود الهندية
والقراصنة
والأنبياء والملاحدة والمجوس والنباتيون
وكل الخلافات بين الشعوب – كما قد يؤكد ذلك وساط عبد القادر أبو سلمى- ما هي سوى تنويعات بيولوجية على نفس الشخص، أي الجد الأول للزميل عزيز الساطوري..!
كم يا ترى عرفت الأرض، فوقا وتحتا، من إنسان منذ مشى الاموسابيان:ماتوا وعاشوا ثم ماتوا ،”أحياهم ثم أماتهم ثم أحياهم”؟
تقول التقديرات إن 80 مليار نسمة مرت بهذه الأرض!
منين فالخوت؟…
هذا السؤال الذي يتداوله المغاربة بتلقائية كبيرة، كلما أرادوا التعرف على مسافر معهم، لا بد أن الحمري الايغودي، الذي تم اكتشافه مؤخرا، واجهه في رحلته عبر بقاع المغرب القديم الذي كان يسمى عند الرومان إفريقيا!
لا بد أنه أجاب بالدارجة المغربية على الأرجح ( إشهار غير مؤدى عنه من طرف عيوش – الكاتب-) : خوكم من حمر…
من سوق ايغود
توال اليوسفية…
يصعب أن نؤمن بالصدفة
يصعب أن تكون القوانين العلمية وحدها التي جعلت الانثروبولوجيين، فقط، يتعرفون على أبي البشرية، المغربي ..
لنرو القصة كاملة للسيد الجد رحمه الله !
آدم المغربي
أو ابنه المباشر
قبل الاكتشاف الذي تحقق بموقع يطلق عليه جبل إيغود بين مراكش وساحل المغرب على المحيط الأطلسي، كانت أقدم بقايا معروفة لجنس هومو سيبيانس قد اكتشفت في موقع إثيوبي يعرف باسم أومو كبيش وتعود إلى 195 ألف عام.
وربما كانت الاستكشافات الحالية تنتظر ظروفا جديدة في السياسة والاستراتيجية حتى تكشف عن نفسها، من باب أن الصدفة هنا قليلة الحظ، فالواضح أن لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي دورا في هذا الاكتشاف..
فقد قرر أبونا الحمري الايغودي السابيانس رحمه الله، أن يشجعنا على طريق العودة، وهو ما يقيم الدليل أن الجد الأول للبشرية، كان ضليعا للغاية في الدبلوماسية الموازية
والانثروبولجيا طبعا..
شخصيا، أقدر إنه مغربي محض، صراحة من عنوان المقالة في وكالة رويترز..
فقد كتبت الوكالة المعروفة بجديتها الانكلوساكسونية أن »كشف بقايا عظمية بالمغرب يزعزع الفهم القديم عن نشأة البشر«..
يزعزع!
لا يمكن إلا أن يكون مغربيا، لأننا بالفعل تخصصنا منذ القدم في الزعزعة..( أي تشابه في الأفعال والسياقات هو بمحض الصدفة طبعا)!
الدليل الآخر أن الجد الأول كان على علم بما يحصل
فقد وجدوا معه بقايا غزال:مرة أخرى كان عندو الزين
عندو الغزال، مما يثبت بأنه اختار تاريخ عودته،
والأساسي في كل متاعه أنهم وجدوا معه أدوات حجرية مصنوعة من حجر الصوان الذي تم استقدامه إلى الموقع!
الشيء الذي يؤكد أنه فعلا من المنطقة التي طال باعها في ميدان الفن الخزفي، وتطويع الحجر ..
ولهذا صرخ العلماء من كل بقاع العالم:

* البقايا الجديدة التي تم اكتشافها وتأريخها تجعل من موقع جيل إيغود أقدم وأغنى موقع يرجع “للعصر الحجري الوسيط” بإفريقيا
*اكتشاف يوثق للمراحل الأولى لتطور الإنسان العاقل…
* لقد انقلب المفهوم المتعلق بأصل الجنس البشري رأسا على عقب
* كشف مدو بمجال علم الأجناس البشرية (الأنثروبولوجيا).
* قدم البقايا العظمية مدهش. لكن اكتشافها في شمال إفريقيا وليس الشرق أو حتى إفريقيا جنوب الصحراء يتحدى التوقعات أيضا…، ولعل أكبرهم اندهاشا كان هو الألماني جين-جاك هابلين الباحث في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا الذي قال: “تعرض هذه المادة أصل جنسنا”. .
صديقنا هابلين “الرسالة التي نود أن ننقلها هي أن جنسنا أقدم كثيرا مما كنا نعتقد وإنه لم ينشأ …في مكان ما في شرق إفريقيا. إنها عملية في كل إفريقيا وسيناريو أكثر تعقيدا مما جرى تصوره حتى الآن”.
واضح أن الأفارقة في شرق القارة كانوا يعادوننا في قضيتنا، عندما كان لديهم الإحساس بأنهم أصل البشرية، واليوم تواضعوا لما عرفوا بأن البشرية رأت النور في المغرب، أعادوا النظر في الملف…
يجب أن نستعد من الآن للحجاج من كل بقاع العالم، الذين سيكون عليهم زيارة ضريح جدهم الأول، سيأتي الروس، والموزمبيقيون والكوريون والصقالبة والأتراك والتتار والبرازيليون و النصارى واليهود والبوذيون والبهائيون والشيعة الإيرانيون والسنة والمورمون والطاويون..
ستأتي البشرية، وعلينا أن نستقبلها، لتلقي التحية على جدها الأول، النائم بين بقايا غزال وطاجين من حجر الصوان..
دليل آخر أن أهلنا في اليوسفية والجوار، خلقوا لكي يكونوا كونيين ومحتضنين للبشر كلهم، يعلمون الناس أصولها..
طوبى لكم!!

 

السبت  : 10 يونيو 2017.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…