حلول الذكرى الثانية لإقرار دستور 2011
تمهيد سياقات الملكية البرلمانية وأفقها عبد الجليل طليمات شكل الحل الدستوري في المغرب جوابا سياسيا واقعيا وعقلانيا متميزا ضمن مسارات الحراك العربي المطالب بالديمقراطية والحرية والكرامة.فقد كانت لحظة الإعلان الملكي عن المرتكزات السبعة للإصلاح الدستوري يوم 9 مارس 2011 مدخلا لمرحلة سياسية جديدة ونوعية,تحصلت بفعل ذاك التفاعل بين الشارع المغربي المنتفض بقيادة حركة 20 فبراير, وبين إرادتي المؤسسة الملكية والقوى الوطنية الديمقراطية اليسارية التي وضعت في صدارة برنامجها السياسي طيلة سنوات مطلب الإصلاحات السياسية والدستورية والمؤسساتية.ومنذ ذاك التاريخ انطلقت دينامية سياسية جديدة , مازالت البلاد تعيش على إيقاعها وإفرازاتها , منها على الخصوص فوز حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية بأول انتخابات تشريعية تجري وفق مقتضيات الدستور الجديد وقيادته , بالتالي للائتلاف الحكومي . ليس الدستور مجرد منتوج قانوني ينظم السلط وعلاقة الدولة بالمجتمع، إنه ,أيضا ,وبالدرجة الأولى تعبير عن رؤية سياسية ,ومشروع مجتمعي ,وتصور لطبيعة الدولة ,التي تقع على عاتقها مسؤولية ترجمة تلك الرؤية وذاك المشروع إلى سياسات عمومية ومؤسسات محددة الصلاحيات والوظائف ,التشريعية منها والتنفيذية والقضائية ,وغيرها من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية … مع إقرار دستور 2011 دخل المغرب مرحلة سياسية جديدة ونوعية في تجربته الدستورية التاريخية ,مقدما بذلك جوابا سياسيا على رسالة الحراك المغربي , ومجترحا مخرجا مؤسسيا من الوضعية المأزقية للانتقال الديمقراطي الذي توقفت عجلته عن الدوران منذ خرق «المنهجية الديمقراطية « عقب فوز الاتحاد الاشتراكي بانتخابات 2002 ,وتشكيل حكومة بوزير أول تكنقراطي .ودون الإسهاب في رصد الآثار السلبية لإجهاض تجربة «التناوب التوافقي» التي فتحت للبلاد أفقا أوسع للانتقال إلى الديمقراطية، أكتفي هنا بالإشارة إلى أربع نتائج أفرزتها عملية إجهاض تلك التجربة هي : في أفق الملكية البرلمانية في النقاش العمومي الذي رافق الإعلان عن مشروع دستور 2011 , والذي ما زال مستمرا بعد إقراره , نقف عند وجهتي نظر داخل الصف الديمقراطي اليساري بشكل خاص حول مدى استجابة هذا الدستور لمطلب الملكية البرلمانية , وقد ذهب جزء من اليسار إلى حد مقاطعة التصويت على الدستور الجديد لأنه لا يحقق مطلب «الملكية البرلمانية هنا والآن» فكل دستور يسود فيه الملك ويحكم ? حسب هذا الموقف – هو مرفوض من الأساس مهما تعددت مكتسباته, التي يقر بها أصحاب هذه المقاربة المستعجلة للملكية البرلمانية , بينما الموقف الآخر يعتبر الدستور الجديد وإن كان يجسد « التغيير ضمن الاستمرارية» فإنه فتح أفقا واضحا نحو نظام الملكية البرلمانية يقتضي بلوغه إنجاز تراكمات أقوى على الصعيد المجتمعي العام . ولاشك في أن أسئلة كبرى تواجه كل ديمقراطي يتبنى استراتيجية الملكية البرلمانية منها : _ هل المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد اليوم هي مرحلة ثورة وتفكيك للمنظومة «المخزنية» وإرثها المعيق للتقدم الديمقراطي ؟أ م مرحلة تعميق الإصلاحات الشاملة ومراكمة وإنضاج شروط التغيير في إطار من التوافق على أسس تعاقد سياسي واجتماعي جديد؟ أي دور للمؤسسة الملكية بشرعيتها التاريخية والدينية المؤسسة للدولة المغربية في هذه السيرورة؟ أليس دورها حاسما في تأمين الانتقال إلى نظام برلماني ديمقراطي ومراكمة عناصره ؟ كيف ترفع الأحزاب السياسية الديمقراطية التقدمية التحدي الذي يضعه أمامها الدستور الجديد في ظل تعددية حزبية عقيمة ؟ وكيف تساهم وتشارك بفعالية في إنضاج الشروط السياسية والثقافية والتنظيمية الضرورية لأي انتقال إلى الملكية البرلمانية ؟ أليس تحديث وتجديد الثقافة السياسية المؤطرة للوعي والموجهة للسلوك والفعل ,العنصر الرئيس لتفعيل ديمقراطي وحداثي للدستور ,يحول «المؤجل (اي الملكية البرلمانية ) إلى إمكان قبل للتحقق الواقعي في أمد قريب ومنظور ؟ > هوامش: 1الدفتر الثالث من مذكرات عبد الرحيم بوعبيد _ جريدة الاتحاد الاشتراكي _عدد 8 يناير 2013 _ |
||
7/3/2013 |
بيـــان المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش): يرفض الزيادة الهزيلة في الأجور التي اقترحتها الحكومة على المركزيات النقابية، ويشجب بأقصى عبارات الاستنكار الإجهاز الممنهج على مجانية التعليم العمومي من خلال القانون الإطار
تدارس المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل في اجت…