اجرى الحوار عن “الحدث ءانفو ” : ذ. مصطفى بن سعيد
في هدا الحوار وجهنا بعض الاسئلة الراهنة الى عضو المكتب السياسي السابق للاتحاد الاشتراكي ،تمحورت كلها حول مسار الحزب قبل و بعد مؤتمره العاشر ،و تطورات المشهد الحزبي.
نص الحوار أدناه:
س (1) : عقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره العاشر ايام 18.19,20، كيف كانت الاجواء داخل المؤتمر؟
الجواب :
أجواء المؤتمر اثناء انعقاده ستعكس بعضا من واقع الحزب وطبيعة الإشكالات المطروحة به و مستوى التفاعل او عدمه او محدوديته مع الاعداد الادبي والتنظيمي والمادي ..وبطبيعة الحال حزبنا تاريخيا يعتز ويتقوى بالتنوع والاختلاف في الراي وفي طرق العمل مادام الهاجس هو التكامل وحسن الاستماع والقبول بالنقد وممارسة النقد الذاتي من اجل تنزيل أفكار الحزب ومبادئه في الواقع لمصلحة الوطن والجماهير الشعبية انطلاقا من هويتنا الفكرية التقدمية والديموقراطية والاشتراكية والحقوقية …المؤتمر المتميز هو الذي يستطيع ان يجعل فضاءاته منبرا ديموقراطيا لطرح كل الآراء بما في ذلك عقد جلسات تتابع فيها وتناقش كل الآراء المؤيدة والمنتقدة على هامش الجلسات العامة وجلسات اللجن وحتى بحلقات النقاش …ولم لا ان يسبق المؤتمر حوار داخلي من جهة و مفتوح حول الحزب ومستقبله واليات عمله وبرامجه ومخططاته وعلاقاته مع الجماهير الشعبية وهذه التجربة عشناها في عدة مؤتمرات ومنها ما قبل المؤتمر التاسع …
عموما المؤتمر انطلق وشهد نقاشا في الجلسات وبعض الحلقات خارجها وانهى اشغاله .. نتمنى ان يتوفق الحزب في مساعيه المتكاملة والمنسجمة مع فكر الاتحاد وطموحات كل أجيال الحزب وخاصة ألاجيال التي بنت هوية ونضالية الاتحاد واكسبته مصداقية وطنية وقارية ودولية …
س (2) : كيف ترون ترشيح ادريس لشكر للكتابة الاولى،مع العلم انه الوحيد الدي ترشح للكتابة الاولى،و لماذا لم يترشح أحد من مجموعة العشرة للمنافسة على الكتابة الاولى للحزب؟
الجواب :
ادريس لشكر مارس حقه طبقا لقوانين الحزب في الترشح لمسؤولية الكتابة الأولى للحزب ..لكن السؤال المطروح لماذا لم يترشح أي ا خ او اخت بما في ذلك أي واحد او واحدة من أعضاء المكتب السياسي ؟ الجواب فيه اكثر من قضية ومنها ان الحزب في حاجة الى المزيد من التامل والبحث والتحليل العلمي النقدي الرصين في علاقة باوضاعه وحصيلة المحطات والاستحقاقات العامة و الداخلية.. بان يجند كل اطره وكفاءاته وخبرائه ومنظريه المبتعدين عن التنظيم او المتبقين من اجل إعطاء انطلاقة جماعية جديدة وعقد مؤتمر لكل الاتحاديات والاتحاديين مع الحاجة الى المصالحة مع الذاث وتقوية الثقة بين الجميع ..
عدم الترشح قد تعني العزوف كما يمكن ان تعني عدم المشاركة او المقاطعة كما يفهم منها وجود قلق وتخوف ..وقد يكون تحصيل حاصل لمسارات الاعداد للمؤتمر ..الا انه قد يفسر البعض وجود مرشح واحد بانه اجماع ..او يفسر بانه لعدم وجود بديل وكل واحدة من هذه الفرضيات فيها ما يقال وللمحللين داخل الحزب وخارجه ان يتعمقوا في الامر ويتاملوا الدروس التي يجب ان تستخلص موضوعيا وعلميا ..
س: (3) تتهمون ادريس بكونه خرج عن الخط السياسي للاتحاد و بكونه يتخد قرارات احادية،و بكونه فشل في استعادة المبادرة و غيرها من التهم ،أليس من الموضوعي كدلك تحميل المسؤولية للقيادة بكافة أعضاءها؟ –
الجواب :
اننا عندما نوجه النقد بالأمس البعيد والقريب لما نشر رسميا او سرب لبعض المواقع الإعلامية او بقي طي الكتمان ..وعندما نختلف لانتوجه بذلك الى اشخاص ذاتيين ومنهم الأخ الكاتب الأول بل نتوجه الى المؤسسات مؤسسة المكتب السياسي ومؤسسة الكاتب الأول ومؤسسة اللجنة الإدارية …الخ، التي تتاثر بطبيعة الحال بطبيعة ومقومات الشخص والأشخاص الذين يتواجدون بها ..وما يؤاخد على الكاتب الأول هو انه وهذا يعلنه امام الملأ وفي لقاءات مفتوحة كما في لقاءات داخلية انه لايمكنه تدبير بعض الملفات بشكل مفتوح مع المكتب السياسي لان المداولات تتسرب للخارج وقد يضر ذلك بتملكنا للمبادرة ولهذا يطلب التفويض الكامل والذي يقدم له لتجنب أي سبب قد يؤدي الى افشال مهمات حزبية يطلب الكاتب الأول تدبيرها شخصيا .. بطبيعة الحال يتحمل المكتب السياسي كامل المسؤولية في كل ما حصل وتقرر وتداولوا فيه او فوضوا ..أو وافقوا دون قيد او شرط ..او صمتوا …لهذا طالبنا قبل المؤتمر واثناءه بجراة نضالية متواضعة بضرورة محاسبة المكتب السياسي على كل التدبير منذ تحمل المسؤولية الى شروط وظروف انعقاد المؤتمر بوضوح و شفافية وصدقية وتدبير اخوي بان يقدم تقرير ادبي يتضمن قراءة نقدية لكل الزمن الانتدابي وطبيعة الإدارة السياسية والعامة لعلاقات الحزب مع الأحزاب الأخرى والدولة والمجتمع المدني و… وكل المشاكل والاكراهات التي حصلت وكيفية معالجاتها .. وقراءة موضوعية تبسط الانكسارات والاخفاقات بالإضافة الى جرد المنجزات التي تم تحقيقها ..فان رأى المؤتمر أيا كان رأيه موافقا لما نقول او متكاملا معه او معارضا له جملة وتفصيلا فنحن ديموقراطيون نحترم ونقدر كل الآراء ولا نعتبر بالمطلق كل من خالفنا بانه خصم او عدو للحزب او طابورا او ماشابه ذلك من النعوت والاوصاف ..بل الجميع معني بان يدلي برايه ويدافع عنه لان المفترض في وجودنا جميعا تحقق حسن النية والارتباط العقلي والعاطفي والمبدئي بالحزب …
س (4) : ما موقع مجموعة العشرة التنظيمي،في ظل الصراع الدائر داخل أروقة الاتحاد بين أنصار ادريس لشكر و بين معارضيه؟
الجواب :
العشرة هم أعضاء بالمكتب السياسي ليسوا فصيلا ولا جناحا ولا ثيارا انهم تتبعوا كل محطات تدبير زمن ولاية القيادة الحالية يعبرون عن رايهم المشترك حول جملة من القضايا تهم حاضر الحزب ومستقبله ويطرحون االأوضاع التي تدعو للقلق الشديد في علاقة الشعب بالحزب ونظرتهم له وعلاقتنا بهم …
اننا لانعارض الأشخاص لذاتهم …اننا نعارض وننتقد بعض الأفكار وبعض السياسات وبعض القرارات ومنهجية العمل ونوعية المسؤوليات ليس بهدف التعطيل او الإلغاء بل بهدف تطوير وتثمين العمل الاتحادي السياسي والميداني والنضالي ..اننا نؤمن بان الذي يقدم لنا عيوبنا واخطاءنا انما يهدي الينا نصائح فيها الخير للحزب ولنا كافراد ونرى ان اصعب ما في المسؤوليات هو ان يكون محيطك ومن معك لا ينصحون ولا ينتقدون بل يبالغون في المدح الذي يضر ويسقط في المزيد من الأخطاء …
فاذا لم نتكلم ولم ننتقد ولم نقترح داخل الفروع والاقاليم والجهات وبالمؤتمرات فاين سنتكلم فالانزعاج او التضايق من الراي الاخر في المؤتمرات قد يعتمد كاسلوب حتى بالقواعد مما سيعطل كل اليات الابداع والخبرات والدينامية اللازمة لتواجد الحزب بالمجتمع ومؤسساته بكل ربوع الوطن ..
س (5) : ماهو افق الاشتغال داخل الحزب بعد انتخاب الكاتب الأول؟
الجواب :
ان الدفع الذي تقدمنا به قبل المؤتمر دبجناه بما معناه ان المؤتمر محطة من المحطات العابرة لكن الحزب هو الأصل والهوية والتاريخ والمستقبل …وانه هو بيت لكل من ساهم في بنائه بالعطاء الفكري والادبي والتضحيات والاستشهاد والصبر على الابتلاءات والمحن … لهذا نحن مع لم شمل الاسرة الاتحادية لان هذا مطلب ليس نحن من طرحه ويطالب به بل نجده في الكثير من ادبيات الحزب ونجده في كل برامج من ترشح لمسؤولية الكتابة الأولى بالمؤتمر التاسع ونجده مدرجا في جمل بأوراق المؤتمر العاشر .. لهذا لايمكن تعطيل هذا المطلب الاستراتيجي النبيل الى ان يعرض كهدف في المؤتمر 11 ..لان ذلك سيؤدي الى استمرار تجميد الاتحاديين والاتحاديات لانشطتهم وفعالياتهم والى ابتعاد اخرين عن الحزب وفي هذا خطر عظيم الله اعلم بمستوى كارثية نتائجه على المدى القريب والمتوسط .. لهذا نطالب الجميع بالالتفاف والاعتصام بالحزب الذي هو امانة في اعناقنا جميعا امام الله والشهداء والشعب و لايمكن القبول باستمرار سياسات الهروب الى الامام او الاقصاءات الممنهجة لطاقاتنا وقوانا محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا …
س (6) : هل ستستمرون بالعمل داخل الحزب،أم تنوون تأسيس تجربة سياسية خارج الاتحاد؟
الجواب :
نحن لانتصور انفسنا الا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ..ولا يمكن ان نعمل الا في صفوفه ..ولا يمكن الا ان نكون أوفياء لقادتنا المؤسسين وشهدائنا وكل من ضحى طوال العقود الماضية بالوفاء للافكار والمبادئ والقضايا المشتركة التي جمعتنا بهم … والاتحاد سيسع بارادتنا واحترامنا للديموقراطية كل اشكال الاختلاف الاتحادي الاتحادي الذين يجب ان يكون فيه ومن ورائه اثراء وتنافس بناء وعقلاني …
س (7) : لشكر و أنصاره يتهمون مجموعة البيضاء بكون معارضتها نابعة من عدم الاستوزار و ليس أي شئ اخر بدليل مشاركتها في اتخاد جميع القرارات داخل المكتب السياسي؟
الجواب :
ملاحظة اذا كنت تطلق اسم مجموعة البيضاء على العشرة نسبة الى المكان فهذا غير صحيح لانها عقدت اجتماعات عدة في مدن مختلفة ..
اما فيما يخص ان التجاء العشرة الى هذه المبادرة نتيجة لعدم الاستوزار فهذا امر غير صحيح فانا شخصيا لم اعبر ولست مستعدا حتى لاكون مشروع فكرة في موضوع له علاقة بالاستوزار ..واما باقي الاخوة والاختين فقد صرحوا انهم لم يتقدموا باي التماس او طلب للكاتب الأول او اية جهة أخرى داخل الحزب للاستوزار وهذا التصريح لم ينفه الأخ الكاتب الأول …
اعتقد ان المطلوب هو الاستماع الى ما طرحه العشرة وما يدعون اليه ودراسته والتجاوب معه لان فيه مصلحة للحزب اما الاستوزار او مناصب أخرى فلا يسعنا الا القول كان الله في عون الجميع لأننا تعرضنا لضربات موجعة همت التنظيم الحزبي والمنظمات الموازية والحركة النقابية والحقل الإعلامي وادت الى تراجعات في علاقاتنا المجتمعية بسبب مشاركات حزبنا في حكومات ما بعد حكومة التناوب ولا نعلم اليوم وغدا كيف سنتعامل مع كون الحكومة الحالية في برنامجها الحكومي هي استمرار لقرارات وإجراءات الحكومة السابقة التي وصفناها بما يناسب نتائجها السلبية الميدانية التي الحقت الضرر بالشغيلة المغربية وبمختلف الفئات الشعبية من طلبة وخريجي الجامعات والمدارس و…
ان الراي العام سيحتج بقوة على حزبنا بمشاركته في الحكومة بطريقة لا تسمح له بوضع وتنزيل اصلاحاته التي يبشر بها لانه من الأحزاب التي قدمت التضحيات الجسام في الدفاع عن مصالحه. ان ما ينتظره الناس منا اكثر مما ينتظرونه من غيرنا ..لهذا ننال حصة الأسد من النقد والتصويت العقابي …
اسمح لي ان اختم بالقول ان الاتحاد ليس في ملك الاتحاديين فقط بل هو ملك لكل الديموقراطيين والتقدميين والمناضلين من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاقتصادية والاجتماعية ونحن فيه على العهد ماضون .
نشر الحوار بالحدث انفو : الخميس 25 ماي 2017.
(*)
الجمعة 26 ماي 2017.