استهلال لا بد منه:
مع المهدي
وعمر والشهداء
كانت البلاد
وكان من السهل أن تكون شهيدا..
على أن تكون برلمانيا
يحصد الأصوات الواسعة..
أو منتخبا يوحد الرايات والأمم، يسارا و يمينا ووسطا..«…
****
على أرض باريس، حقا ما يستحق المجد..
والحياة معا..
فللجمهورية عاداتها، التي لا تخطئها،
لكن الجمهورية أيضا لا تلد إيمانويل ماكرون لوحده،
ولا تُتوِّجهُ ملكا جمهوريا ، في حفل على أنقاض الهيئات التاريخية، فقط:
الجمهورية أيضا منعت من هم في عمره من أن يكونوا قادة يغيرون أفق بلدانهم وربما أفق العالم «…
ففي ترابها تم اختطاف المهدي وهو في الأربعين..أو بعدها بقليل:
الرجل الذي كان قياديا وهو في العشرين، كان جاهزا لمؤامرة دولية فوق التراب الفرنسي وعمره الأربعيني قد بوأه لكي يدخل التاريخ، بجثة لم تعد له!
باريس أيضا جزء من تاريخ سياسي رفيع: فوق ترابها كان عبد الرحيم بوعبيد يرافع دفاعا عن استقلال بلاده، وعمره 34 سنة فقط لا غير: وكان يجالس رؤساء الحكومات من أجل البلاد واستقلالها
ومن أجل مغرب يخرج من بين الهتاف والزنازن الاستعمارية..
فوق تلك الأرض أيضا كان ينبت جيل غير مألوف من القادة السياسيين..
في بلادي، تكون سن الأربعين، أو أقل قليلا، عمرا مناسبا للاغتيال!
مناسبا للاختطاف…
أو مناسبا لبداية الالتباس الصعب …
هذا الإعجاب العمري بمانويل ماكرون، فيه ما يغري بالحديث..
عمر بنجلون، لما بلغ سن الأربعين، أو 39 بالضبط ، وجدوا أنه أهل للقتل والمجزرة، وليس لكي يكون سياسيا متوجا بأعلام القيادة الحكومية..
هو لم يفكر في ذلك
والدولة أيضا فكرت بشكل مختلف
من
1936 إلى دجنبر 1975، كان مهيأ للغاية:
كان صاحب تنظير
وممارسة،
ومهندسا
ومحاميا
ومدير جريدة..
وشهيدا!
ولم تكن البلاد مستعدة بعد لكي يكون شاب في عمره، هو الذي راوغ الموت وعمره 27 سنة ، عندما حوكم بالإعدام في ما سمي بمؤامرة يوليوز 1963، سيدا في صناديق الاقتراع
لسبب بسيط كانت البلاد
وكان من السهل أن تكون شهيدا..
على أن تكون برلمانيا
يحصد الأصوات الواسعة..
أو منتخبا يوحد الرايات والأمم، يسارا ويمينا ووسطا..
والحقيقة، الآن:»على مَنْ يجب أن نحسب سنوات الرصاص:لا يحسن بنا أن نقتطعها من العمر البشري للقيادات التي كانت تتقدم على سكة ملغومة، وقلبها على كفها، لأن السياسة لا تعرف سوى الموت ..
ولا مجد بدون موت!
أو سجن..
من المهم ولا شك أن نفهم آليات النخبة
وبروزها، ولكن قبلها لا بد من أن نفهم ماهيتها
ودورها …
بل، جدواها حقا في الذهاب إلى الأمام..!
عندما تصبح الاختيارات في التنخيب أقرب إلى التوظيف المقاولاتي منها إلى التنصيب السياسي، يكون هناك ما يدعو إلى الحنين!
وإلى الفهم عبر الشبكات التي يضعها المقاولون أو المستثمرون حتى
كما أن الانتقاء السياسي الذي يحدث بناء على تركيبات ثقافية وتطوعية، لا ينتظر رأي السنين: لقد كانت السياسة تخرج شبابها القيادي منذ المهام الأولى
الزمن السياسي أصبح يميل إلى الديمومة..
والاسترخاء في امتداد لا غبار عليه!