جالست يوم الجمعة بعض أصدقائي في حزب الطليعة وصادف الأمر أن أحد الشباب تابع نقاشنا حول الوضع السياسي في المغرب، انحرف بنا النقاش حول الأسباب التاريخية لتعطل الديمقراطية في هذا البلد، تعددت التفسيرات وأنا شخصيا لا أحب أن أبحث عن الأصول في الماضي، أنا من أولئك الذين يعتبرون أن مستقبلا قويا سيساهم في تجاوز ذلك التعطل. تحدثنا عن العلاقة بين الذاتي والموضوعي وهي لازمة لم يع أصحابها أن أصلها هيكل وتطور النقاش، وكان لا بد من جانبي أن أوضح أمرا اكتسبته بالتجربة قد يكون الذاتي أقوى حين يستوعب نضج الموضوعي تلك حصيلة تجربة لينين، ومخاطبي لم يقرأ أحسن كتاب له وعنوانه: تطور الرأسمالية في روسيا. كان الشهيد عمر بن جلون قد أوصاني بقراءته وكان الهدف هو القول بأن الذاتي الذي هو كما سميناها نخبة أو حزب، حين يكون متحكما معرفيا بتطور الموضوعي الذي يعني الواقع الاقتصادي والاجتماعي فإنه سيكون قادرا على ممارسة الصراع الاجتماعي.
يؤكد ذلك أن المغرب منذ انطلاق حركة 20 فبراير وتطور الحركات الاحتجاجية والاجتماعية لم يجد قيادة سياسية قديرة، يتعلق الأمر بإنهاك قوي تعرضت له القيادات اليسارية بمختلف الوسائل. ووقع اختلاف سياسي كبير في تقييم المرحلة بين اتجاهين.
الأول: اعتبر أن الدولة طرف في التغيير.
الثاني: بقي على مواقفه القديمة لكن بدون تحليل.
سألخص مضمون العنوان أعلاه، الشاب الذي جالسنا، اعتبر أن المهدي بن بركة قاتل رغم أنه هو المقتول تتكرر حكاية عباس المسعدي ومحاولة نسبها إلى المهدي رغم أن معطيات متعددة من مقاومين، أبعدت الرجل عن هذه التهمة وآخرها شهادة المقاوم التهامي رحماني في جريدة الاتحاد الاشتراكي.
السؤال: لماذا يستمر قتل هذا الرجل؟ وفي سنة 2017 ليس هناك حقيقة ممكن انتظارها على المستوى القريب أو البعيد
ما يمكن قوله وهذا يعني السيد البشير بن بركة، أن الأمر يتعلق بمرحلة الستينات ورجالاتها ولا يمكن للسيد عبد الرحمان اليوسفي أن لا يقوم بشيء في الموضوع ومن الأحسن أن ننسى الموضوع لأننا غير مستعدين لسماع إساءات أكثر للشهيد.