ليست السياسة وانتخابات الدول الغربية
من ترامب إلى ماكرون
هي وحدها ما تجعلنا عرضة لعواطف عابرة للقارات..
هناك الكرة:
ويكفي أن تتابع المباريات الكبرى
في القارات
وفي الإقصائيات، لكي تشعر أن جزءا من الخزان الانفعالي، يتم تصديره، عبر الشاعرية الكبرى التي تتفتق عنها الأقدام الكروية..
من قارات أخرى..
من أمريكا اللاتينية ومن أوروبا
نشعر فعلا أن الغضب، والتماهي والعلاقة مع المنافس، تتم كما لو أننا في مرجل واحد مع المعنيين منهم:نحتاج إلى منافس لكي نجد معنى للفرجة وللعلاقة بالرياضة..
وأحيانا للتحرر من الإكراه الوطني على متابعة الرداءة، وعلى التخلي الطوعي، مع جرعات عالية من الحماس عن كل ما يذكرنا بمستوياتنا الصعبة!
في السياسة تكون المراهنات أصعب:
فقد يكون سلوك سياسي للزعيم التركي الطيب أردوغان كافيا لكي يضع كل الذين يدافعون عن المشروع السياسي للإسلام السياسي في ورطة،
دوش باردة قد تضعف مقاومة المشروع في الداخل..
ليست تخاطرا، بل هو هذا الهبوب الدائم، الذي يجعل العاطفة في أنقرة تحدد ألا فرق بين المدن الكبرى وبين القرى الصغيرة في هذا المناخ العام الذي ينطلق من مدينة بعيدة ويصل إلى الناس هنا..
مع حماس وموقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تحللت النخبة من تأويلها الذاتي
وفي مقاهينا
ومساجدنا ربما..
طبعا، قد يكون من المختصر المفيد أن نطلق على هذا اسم العولمة، ونعرف بمفهوم صار مألوفا وضعا جد متقلب وجد مزاجي
وجد متفاعل، بعيدا عن أية قدرة على تقدير تأثيراته..
ومدى توجيهه للمناخ العام في بلاد ما، بدون القياس والتمحيص والاستطلاع الكمي والكيفي..
لقد سبق أن كانت أجيال تتفاعل مع مواقف الفاعلين المحليين في السياسة
جيل مع فتح
وجيل يسبقه أو يليه مع الجبهة
وجيل آخر يسير على هتافات حماس..
وفي السياق العام، تتحدد درجات الحرارة في المسافة التي يصنعها القرار السياسي في غزة، بين الحلم وبين الواقع الذي يتحرك فيه الحالم..
يستطيع الحالم أن يظل حالما، عندما لا يسعفه القرار على صدمة الواقع..
وتتغير في الوقت ذاته مكنونات العاطفة
والمزاج
والقناعات
ودرجة الإيمان بالمشروع برمته..
كما أن الانتخابات في باريس قد تسعف الحالم على حلم مغاير له..قد يعفيه من تشظي الواقع ، كما قد يعفيه من عسر التأقلم مع المتغير فيه..
ما بين الكرة
والدين
والسياسة
يتحدد مزاج وطني عام للنخبة والجمهور، يصعب قياسه بأدوات التحليل المحلية..لكنه يؤثر، ولا شك، على درجات الاندماج مع العروض الوطنية سواء كانت في الكرة أو في السياسة
أو في القداسة التي تسبغ على هذا الموقف أو ذاك.…

 

الاربعاء 10 ماي 2017.

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…