أعادت المملكة المغربية اليوم، علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية كوبا، وتم توقيع بلاغ مشترك بين البعثات الدائمة للبلدين لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك يهم-على الخصوص- إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.
ويتضح من سياق الخطوة المغربية، المبادرة، أن المتحكم فيها-بشكل عام- هو ما سماه البيان الرسمي بدبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة«.
وهو ما يعني أن الخطوة مفكر فيها جيدا وتستحضر البلد المعني بها ، بشكل عام وليس معزولا، وبفكرة تهم «جغرافيا» شاملة وليس استثنائية.
فكوبا، البلد الاشتراكي الذي شكل قلعة من قلاع الحرب الباردة، ظلت في الوقت نفسه إحدى قلاع الدبلوماسية المناهضة لحقوق المغرب وراعية رسمية -في كثير من الأحيان- للأطروحة الانفصالية. وبفتح الصفحة الدبلوماسية معها، يسعى المغرب إلى رفع الطابع «الحصري والاستثنائي الذي ظلت تتمتع بهذه الأطروحة المعادية له في كوبا بكل رمزيتها.
كما أن القرار المغربي، لا يمكن عزله عن الاندفاعة الديبلوماسية التي نهجها المغرب منذ سنوات، في التواصل مع دول، ظلت تعتبر احتياطا حصريا لخصومه. وبهذا المعنى، فكوبا امتداد لأثيوبيا ورواندا وكل العواصم في شرق القارة الإفريقية والتي ظلت حديقة خلفية لمساندي الانفصال، بل امتداد للدبلوماسية الفعالة داخل الاتحاد الافريقي الذي ظل ،استمراره لمنظمة الوحدة الافريقية، وطيلة مدة تأسيسه، حصنا للانفصال وصولته الوهمية.
ودوليا، تغيرت مواقف العالم من كوبا، كما تغيرت نظرة كوبا لمحيطها، وانفتحت بدورها على عواصم ظلت تناصبها العداء..
هناك تحولات لا يمكن للمغرب أن يتفادى التعامل معها دوليا وقاريا، كما أن كوبا، في تشابه الجغرافيا قد تكون مدخلا للقارة الأمريكولاتينية، والتي للمغرب فيها مواطئ قدم، لكن ما زالت تستحق المزيد من العمل والانفتاح والدبلوماسية المبادرة والهجومية.