من حين لآخر نتابع أنشطة تقوم بها منظمات المجتمع المدني في العديد من دول الإقامة .
غالبية الأنشطة تكون بدون أهداف وموجهة بالأساس لمغاربة العالم إذا كانت جمعيات المجتمع المدني تشتغل بدون استراتيجية ولا أهداف مسطرة وفِي غياب التنسيق مع الدبلوماسية الرسمية فإن مصير أنشطتها الفشل ،بالإضافة إلى هدر المال إذا كان النشاط مدعما ماديا من جهات داخل المغرب سيقول البعض أن أسلوب الإنتقاد لن يفيد في شيئ،بل سيدفع الفاشل في تحقيق الأهداف للوقوع في المزيد من الأخطاء في المستقبل في تقييمي للخيمة السوداء التي كانت في ساحة بلدية كوبنهاكن بالأمس والتي شبهها البعض بالخيام التي تحمل علم داعش والخشبة التي استغلتها فرقة موسيقية دنماركية وسنغالي ،لم تجسد الثقافة المغربية ،الذي تحمله الجمعية المنظمة ،بالإضافة إلى أن المنظمين حاولوا استغلال الموسيقى في جًلب أكبر عدد من المارة ،لكنهم فشلوا في تسويق صورة المغرب في غياب الوثائق المتعلقة بالتنوع الثقافي ولا بملف الصحراء الشائك الكلمات التي ألقيت والأشخاص الذين تناوبوا على الكلام ، ارتكبوا أخطاء ،لأن إثارة مفهوم التطرف والغلو مكانه الندوات وليس التظاهرات في الشوارع ،والخطاب الذي يجب أن يلقى يجب أن يكون سياسيا وليس أكاديميا ،ثم ماسمعته بالأمس من رئيس المجلس المغربي الإسكندنافي أخجلني لأن خطابه تغير 180درجة ،وأطرح تساؤلا هل بالأمس كان موظفا رسميا مقيدا ولا يستطيع التعبير واليوم بعد الإقالة أصبح أكثر تحررا ،في نظري والله أعلم أن العالم الجليل لا يجب أن يخاف لومة لائم في قول كلمة الحق في كل مرة أتيحت له الفرصة في تمرير الخطاب الديني السليم المبني على الوسطية والإعتدال إن محاربة ظاهرة التطرف والغلو لا يجب أن تكون وسيلة للتقرب من السياسيين الدنماركيين مفهوم التعايش والتسامح يتبناه المغاربة ومقتنعون به منذ مائتا السنين ،وإبراز الثقافة المغربية كذلك لا يجب أن تكون بفرق موسيقية دنماركية أو إِفريقية ،فالتراث المغربي غني بتنوعه جذاب يصل القلوب والعقول ،وبالتالي كان من الأجدر أن يكون تحضيرا مركزا قبل العرض الباهت الذي لم يقنع الجميع والذي لم يستغل في تمرير الخطاب الذي نريد للرأي العام الدنماركي ثم لابد من الإشارة كذلك إلى الإجتماع الذي عقده ما يسمى بالمنتدى ،والذي أصبح تسوق له بعض المواقع ،والخطاب الذي تناوب عليه بعض الوجوه التي ساهمت مع كل أسف في تشتيت النسيج الجمعوي في الدنمارك وتتحمل مسؤولية كبرى في الصراع القائم والذي انتقل إلى المؤسسات الدينية إن الخطاب يجب أن يوجه للرأي العام الدنماركي والطبقة السياسية ولمنظمات المجتمع المدني الدنماركية وليس للمغرب، لغرض في نفس يعقوب ،في اعتقادي أن أزمة التسيير التي يعرفها المنتدى الذي فشل في إقناع واستقطاب الوجوه القادرة على التدبير الهادف لقضية الصحراء الذي يعرف إكراهات كبرى على مستوى الدول الإسكندنافية ،خصوصا على مستوى الأحزاب اليسارية إن الخطاب الذي سمعناه هو موجه بالخصوص للرأي العام المغربي ،في الوقت الذي عجز فيه هؤلاء في مخاطبة الطبقة السياسية الدنماركية .
إن العديد من الوجوه التي ظهرت في الصور لا تحمل لا ثقافة سياسية ولا هم يحزنون وبالتالي ،يجب أن يفهم من يدعون أنهم أولى بتدبير ملف الصحراء على مستوى هذا المنتدى الذي فقد إجماع مغاربة الدنمارك ،إن هذا الملف يجب أن يكون في يد أمينة قادرة على تحقيق الأهداف بالتنسيق الكامل مع الدبلوماسية الرسمية والكلام لم ينته…
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك