بصرف النظر عن مشاعرنا بعد وفاة طفلة تتنغير الجميلة إيديا و بصرف النظر عن الجهة التي تتحمل مسؤولية ما وقع ، ذكرتني هذه الواقعة الأليمة بالفيلم المصري ” ثرثرة فوق النيل ” للرائعة ميرفت أمين التي قبلت خلاله تمثال رمسيس بكل الرمزية التي يحملها ثم راحت بعد ذلك تدهس برفقة أصدقاء السوء فلاحة مصرية  لتهرب حيث يمكن لها التعامل مع القضية بطريقتها الخاصة.
الرابط بين الواقعة الأليمة و الفيلم المصري هو كوننا لا نختلف في غالبيتنا كثيرا عن أبطال هذا الأخير. جيلنا يتحدث عن حبه لهذا البلد و عن رغبته في أن يحتل المكانة التي تليق به بين  باقي دول العالم. لكن ماذا نعمل حتى نصل إلى ما نحلم به ؟ لا شئ.
الأبطال في الفيلم لجؤوا إلى مخدر الحشيش و غالبيتنا تلجأ إلى مخدرات الخزعبلات و المظاهر الكاذبة و التناقضات الصارخة.  نحتفل بالمناسبات الوطنية ، و ذلك ضروري و مهم ، و نحضر في كل مناسبة مجموعة من الأغاني الوطنية لكننا ننسى ما تحمله من معاني قبل انتهاء المطربة أو المطرب من أدائها.
يتحدث غالبيتنا طوال الوقت عن الأخلاق و الدين و الله سبحانه و تعالى بينما تصرفاتنا و تعاملاتنا بين بعضنا البعض هي أبعد ما تكون  عن أي أخلاق و لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي دين. أما فيما يخص بالله الواحد الأحد الذي نتحدث عنه طوال الوقت بدون أن نعرفه حقا ، فمن المؤكد أنه لو كان يريد ما يحدث الآن من طرف البعض منا باسم الدين ما كان ليخلقنا أصلا و ما كان ليبعث لنا أي دين من أساسه.
واقعة إيديا الأليمة تؤكد أن غالبيتنا تحب هذا البلد بالكلام فقط. فلنحب بلدنا بطريقة صحيحة ، نحبها بالتفاني في العمل و العلم و التعليم و الفن و الحرية و نجنب بذلك و بكل تأكيد مآل إيديا لآلاف الأطفال الأبرياء من مغربنا الرائع الذي يستحق منا كل خير …
الاثنين 17 ابريل 2017.
 

‫شاهد أيضًا‬

البراءة التامة من كل ما نسب إلينا * مصطفى المتوكل الساحلي

الحمد لله والشكر الكبير لهيئة الدفاع … البراءة التامة من كل ما نسب إلينا أشارككم وأح…