خٓلّفت المادة المنشورة يوم الجمعة الأخير في هذا الركن، ردود فعل متباينة، وهذا أمر طبيعي، بل ومطلوب، لأن غايته هو إثارة النقاش والجدل، وكلما نجح في ذلك، فإنه يكون قد حقّقَ جزءًا أساسياً من أهدافه، غير أن ما حصل مع هذا العمود، يستدعي بعض التعليق، لتوضيح عدد من الأمور، تبدو ضرورية.
وصف ركن ب»الفصيح»، بالافتتاحية، من طرف بعض الزملاء، خاطئ، لأن ما تعلمناه في دراستنا للأجناس الصحافية، هو أن الافتتاحية تُعٓبٍرُ عن وجهة النظر الرسمية للجريدة، ولذلك يخصص لها مكان في صدر المنشور، وتتعرض للقضايا الكبرى، وتعتبر مُلْزِمٓةً، لمالكيه ولهيئة تحريره.

أما العمود الصحفي، فهو جنس يتأثر بموقف كاتبه، الذي يكون عادة، صحافياً متمرساً أو كاتباً معروفاً، وينحو نحو الاختصار والاختزال، والتفاعل مع الأحداث والقضايا الجارية، يمزج بين السخرية والتركيز في الأفكار والتحليل والإيحاء للنفاذ للمعاني…

هناك من يخلط بين الجنسين، عن حسن نية، وهو الغالب، لكن هناك من يقوم بهذا الخلط، عن سبق إصرار، هدفه هو القيام بعملية تلفيقية، للوصول إلى غاية سياسية، حيث تجاوز هذا التلفيق، الشكل، لِيٓنْصٓبّ على المضمون أيضاً، حيث اعتبر أن المقصود بالنقد الموجه لمن سماهم العمود، ب»غُلاة» العدالة والتنمية، هو رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني.

بينما كان العمود يٓرُدّ على بعض الجهات، من هذا الحزب، التي لم يٓسْلٓم العثماني، نفسه، من تهجماتها، وهي التي تستعمل الخطاب الناري، لدواعي مختلفة، منها الشخصي ومنها الإيديولوجي، منتقدة التجربة الحكومية، الجديدة، قبل أن تبدأ.

هذه الجهات، هي نفسها، التي مازالت تضع الاتحاد الاشتراكي، أيضا، في مرمى نيرانها، ولا تدخر وسعاً في سبيل ذلك، بشكل مباشر، أو بالوكالة، عن طريق صحافة ورقية ورقمية. ولقطع الشك باليقين، أكد الكاتب الأول لهذا الحزب، إدريس لشكر، في تدخله يوم السبت، في اجتماع حزبي، أن هناك فرقا بين مساندة حكومة العثماني، والسكوت عن الذين يهاجمون حزبه، كيفما كانت صفتهم أو موقعهم.

لذلك، ففي هذه المهمة، ليس هناك فرق في المضمون، بين الافتتاحية والعمود، غير أن هذا لا يمنع من التمييز بين الجنسين الصحافيين، احتراما للمهنة.

 

الاثنين 10 ابريل 2017.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…