هناك أفكار خاطئة تروجها بعض الجهات، من حزب العدالة والتنمية، مفادها أن حزبهم لم يتمكن من التحكم في مقاليد الحكومة، كما يريد، بل اعتبر غُلاة هذا التوجه أن التشكيلة التي تم الإعلان عنها، نكبة حقيقية، إلى غير ذلك من المواقف التي عٓبّرٓتْ عن نفسها، تحت شعارات من قبيل أن خسران معركة لا تعني خسران الحرب، أو القول بأن الهزيمة، هي مجرد واقع ظرفي، يمكن تغييره…
ورغم أن قادة هذا الإتجاه يعرفون أن ما يُرٓددونه، هو مجرد ضغط، في إطار المساومات السياسية، إلا أن هدفهم، أيضا، هو تجنيد الأنصار وتأليب الرأي العام، في إطار نفس المنهج الذي استعملوه منذ سابع أكتوبر، أي الخلط المقصود بين الحصول على المرتبة الأولى في الانتخابات والحصول على الأغلبية، أي أسلوب تغليط الناس، وهو الذي عرقل تشكيل الحكومة، لمدة تقارب نصف عام.
الآن، وبعد أن تشكلت الحكومة، سيكون عليها تقديم برنامجها، وهو ليس برنامج حزب العدالة والتنمية، بل هو برنامج ائتلاف حكومي، مُشٓكّلٍ من ستة أحزاب، وليس من حزب واحد، يتوفر على أغلبية مريحة، تُتيح له إمكانية فرض وجهة نظره، سواء في تشكيل
الأغلبية الحكومية، أو في البرنامج الذي سيطبق، لذلك على هذا الحزب، وخاصة غُلاته، التواضع والإقرار بنسبية موقعهم في الأغلبية، والرضوخ للمنطق الموضوعي والواقعي، الذي جعل منهم رقما عادياً، لا يختلف كثيرا عن الأرقام الأخرى.
غير هذا، يجب الرمي به مع تركة رئيس الحكومة، السابق، عبد الإله بنكيران، الذي كان وراء الأزمة التي تٓسببت في المأزق الذي كان يبدو بلا نهاية، لولا المبادرة الدستورية، التي أقدم عليها الملك محمد السادس، والتي أنقذت البلاد من الوضع السيء الذي كانت تزرح تحته، غير أن أصحاب منطق الهيمنة سيواصلون دعايتهم، لدواعي شخصية وإيديولوجية، بهدف الضغط على مكونات الحكومة.
وسيستمر هذا النهج السياسي، الذي لن يرضى أبدا عن أية حكومة، سوى تلك التي يهيمنون عليها بالمطلق، ويفرضون عليها توجههم الرجعي، ورؤيتهم المتخلفة مشروعهم المجتمعي، الظلامي، رغم كل مواد التجميل التي يلجأون إليها، لكنها لاتزيدهم إلا قبحا، مثل تلك العجوز المتصابية.