قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) سورة النساء
هل يستوي الذين يفهمون والذين لايفهمون …في التعامل مع الشؤون العامة..؟
وهل يتكافأ الذين يعلمون كيفية ادارة امور الناس والذين يجهلون..؟
وهل مثل من يمشي سويا على هدى العقل والحكمة مثل من يمشي مكبا على وجهه ..؟
وهل يقارن من يبني مواقفه وسياساته واعماله بعد امتلاء قلبه حقدا ونفاقا وكراهية في تعاطيه مع شؤون الناس العامة والخاصة .. مع من ينتهج احسن الكلام والمنطق ويدفع بالتي هي احسن للوصول الى النتائج المتوخاة في احترام وتقدير للتنوع والاختلاف وتباين القدرات والعطاءات …؟
هل نريد حكومة او مؤسسات وهيئات تسعى وتعمل للتجاوب والتكامل الايجابي مع مطالب الانسان وفقا لبرامج احزابها الانتخابية المدبجة والمجملة لاستقطاب اصوات من بقي محافظا على حقه في التصويت ..؟ ام حكومة “متحـولة “تصبح بعد تقلدها لمهامها تناقض نواياها ووعودها “العرقوبية “وتتفنن بسياساتها المطبقة في الاجهاز والمساس بمصالح الشعب بتوسيع دوائر الفقر و البطالة و”تنمية” الياس والتشاؤم والتطرف ..تحت مسميات الاصلاحات التي تبرم منها و تخوف من نتائجها المباشرة وغير المباشرة العديد ممن يعنيهم الامر من العامة والخاصة ممن تقلد او يتقلد او يهيئ نفسه لمرحلة مقبلة ..؟
و هل استوى عند البعض من الناس تشكيل الحكومة من عدمه ..كما استوى بقاؤها برحيلها ؟….
ان الصورة التي رسمت بعشوائية تضليلية “اعلاموية” للمشهد السياسي والمقدمة بطرق سيئة للجماهير بالتجاء البعض الى فنون قلب الحقائق والتجريح والتشكيك والمساومة والابتزاز والتي تسعى الى تصوير المجتمع – السياسي والمدني – وكانه غابـة بكل حيواناتها الاكلة للحوم والمهددة لاستمرار اجناس وفصائل اخرى …
ان ما يهم الشعب هو ان يسترجع ثقته في النخب السياسية من خلال من “يتناوبون” على تحمل مسؤوليات ادارة العمل الحكومي والمؤسساتي تنفيديا وتشريعيا وترابيا …تلك الثقة التي تضررت بشكل واضح واصبحث تثير قلق حتى المبالغين في التفاؤل الذين بتشبثون ب”قاعدة” ان التفكير والعمل لدخول الجنة يمر عبر الصبر والرضى و تحمل كل اخطاء اولي الامر /الحكومة ونتائج ممارساتهم وقراراتهم وخاصة السلبية …
ان ما يهم الشعب هو ان لايضيع زمان ثمين لابنائه وبناته ويتضرر معه املهم وتفاؤلهم ..ليحل محله شك وعدم ثقة وغضب او عدمية وسخط قد يترجم عند من يضعف امله وطموحه بافعال ومواقف ترى في العديد من الامكنة ولا يتم التعامل معها كهزات انذارية يمكن ان تعقبها هزات ارتدادية وقد تخلف اضرارا وضحايا يسيرون على الارض تائهين ومنهارين نفسيا يبحثون عن اي حل ولو كان من نسج خيال لايمكن تنزيله في الواقع .. فيسعى البعض من المتربصين الى تصيد من بلغ عنده السيل الزبى لشحنه ضد الدولة والمجتمع .. احيانا باسم السماء ومرات باسم “زعامات” وهمية تتفنن في اخراج الارواح وتحريرها من سجن اجسادها بارسالها الى الجنة او الى النار وفق توصيفهم لكل حالة بما في ذلك تمزيق الاوطان باراقة الدماء وسبي النساء وجعل ممتلكات وثروات الشعب والدولة غنائم تحل لهم تحت غطاء ان ذلك مما يتقرب به الى الله ويدخل الفردوس الاعلى …
ان الحديث عن الجودة والانسجام والعطاء والتنمية الشاملة المستدامة والحد من الفوارق الطبقية والنهوض الرصين بقطاعات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والتشغيل ..وتنزيل القرارات والسياسات في تكامل مع المنظومة الحقوقية والانسانية بما يضمن ويحقق ويحمي كل مكونات المجتمع ذكورا واناثا بمختلف الاعمار …الخ ليس حكايات ماقبل النوم او ابتهالات ما بعد الاستيقاظ …انه الضرورة التي لا تحتمل تاجيلا او تسويفا او تلفيقا.. انه الواجب الذي لايمكن التعامل معه كانه مستحب او مباح من اجل ارجاع الامور الى نصابها وتثـبيها على اسس صلبة وقوية لاتؤثر فيها محن ولا ازمات ..باعطاء كل ذي حق حقه ..وخدمة مصالح الناس ..والحد من كل مظاهر البؤس والفقر والهشاشة والعزلة ..وذلك بالانتصار للمستضعفين والمحتاجين والمرضى والمظلومين والمعطلين والعاطلين وكل المغلوبين على امورهم …
سيفوز برضى الامة بكل مكوناتها كل من استطاع ان يشكل ويخضع وعيه وضميره وعمله لهذه القواعد بعيدا عن كل اوجه الاستغلال الانتهازي لثقة وامل و بساطة و أميـة الناس المتعددة الاوجه وفقرهم وخوفهم من المجهول والتزامهم وانضباطهم محبة لوطنهم ..اما من كان نقيض ذلك فامره الى الله والى ضمير الامة …
تارودانت 05 ابريل 2017.