يحتفل العالم ومعه الشعب الفلسطيني والمغربي وكل قوى التحرر و داعمي القضية الفلسطينية بالذكرى السنوية ليوم الأرض التي تصادف 30 مارس من كل سنة، والتي ستبقى خالدة في وجدان الشعب المغربي بصفة عامة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وشبيبته بصفة خاصة، باستشهاد المناضل محمد كرينة، يوم 24 أبريل .1979
وتحل الذكرى 41 ليوم الأرض في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و في ظل التغيرات العالمية.
و تم الاحتفاء بيوم الأرض إثر قرار إسرائيل بمصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة والمشاعة في مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية، وإعلان حظر التجول على قرى فلسطين ابتداء من مساء يوم 29 مارس 1976، فعم إضراب عام ومسيرات ومظاهرات واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط شهداء واعتقال المئات من الفلسطينيين.
وأصبحت القوى الديمقراطية والحداثية ترتبط بيوم الأرض، وهو يوم استشهاد الرمز الاتحادي الشهيد محمد كرينة والذي يصادف يوم 24 أبريل من كل سنة، وهي ذكرى مقرونة بالقضية القومية الأولى، وقضيتنا الوطنية بامتياز، ويتعلق الأمر بتحرير فلسطين، لهذا استجاب الشهيد كرينة لنداء التشبث بالأرض، غير أن القمع ومنتهكي الديمقراطية ، صادروا الحق في التعبير، فكان الشهيد في صدر قائمة الذين أدوا ضريبة الالتزام والصمود والنضال وسلطت آلة القمع السياط وكل أنواع التعذيب الذي مورس على جسد شاب فأسلم روحه شهيدا للديمقراطية وفلسطين، وتؤثث صوره اليوم رفوف العديد من مناضلي الحركة الاتحادية والمقرات والجرائد الحزبية .
بوفاة محمد كرينة ستفقد الشبيبة الاتحادية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مناضلا صمودا ومعطاء ومثابرا، مناضلا شابا يحمل آمالا وأحلاما، مثابرا في الدراسة ولا يتهاون في تأدية رسالة النضال.
محمد كرينة الشاب المتيقظ والمتقد، السابق لعصره في ذكائه وتفكيره والمسؤول في أسرته وحزبه، المرتبط بهموم الشعب المغربي، والمساند والمنغمس في القضية الوطنية حين دعا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل لإنجاح اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة ليوم الأرض، ليتناول الكلمة باسم الشبيبة الاتحادية في التجمع العام المنعقد بالمقر الإقليمي للحزب بأكادير بمناسبة يوم الأرض 30 مارس 1979، غير أن أصحاب الحال لم يهدأ لهم بال، فخططوا للاختطاف والاعتقال، هاجموا ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء لينفذوا الاختطاف منتهكين حرمة المؤسسة يوم 17 أبريل 1979 ليؤدي الضريبة الإضافية للنضال مرة أخرى لإيمانه ككل شباب اليسار المغربي بعدالة القضية وعشقه للحرية وإيمانه بالديمقراطية.
عرض محمد كرينة أمام المحكمة يوم الاثنين 23 أبريل 1979 ، جيء به محمولا على أكتاف بعض رفاقه مما دفع هيئة الدفاع : نذكر البعض منهم (الطيب الساسي، عبد الحق السوسي ،حسن وهبي، محمد المتوكل ،احمد بوبريك ،عبداللطيف اوعمو، اليوسفي) إلى التماس إحالته بشكل استعجالي على إحدى المستشفيات وإجراء خبرة طبية،غير أن المحكمة رفضت ذلك وأصرت على إحالته على طبيب السجن فقط، مع إرجاء موضوع الخبرة وضم البت فيها إلى يوم النظر في الجوهر يوم 30 أبريل 1979 . ورغم معاينة وكيل الملك لآثار الانتهاك والتعذيب وعجز المعتقل ووضعه الصحي المتدهور إلا أن كل ذلك لم يشفع له، فتمت إحالته على السجن، وبعد أن ازدادت حالته الصحية سوءا، اضطر مدير السجن، بعد إذن وكيل الملك، لإحالة محمد كرينة على المستشفى، وذلك يوم الثلاثاء 24 أبريل 1979 لكن بعد فوات الأوان، حيث سيلفظ أنفاسه الأخيرة مساء ذلك اليوم نفسه عند الساعة التاسعة وخمس دقائق.