أفادنا الموقع الإليكتروني “زنقة 20″، مشكورا، بموقف حسن طارق من إعفاء عبد الإله بنكيران من تشكيل الحكومة؛ وذلك، استنادا إلى تدوينة في حساب المعني بالأمر على الفيسبوك. وما كنا لنهتم بهذا الموقف، لولا الصفة التي قُدِّم بها، حيث جاء في الموقع: “الاتحادي حسن طارق: بنكيران دافع عن كبرياء الشعب ومن فرح لإعفائه من رئاسة الحكومة شامتون صغار”.
وقبل التعليق على تدوينة حسن طارق، أود، رفعا لكل لبس وإنصافا للأوفياء للاتحاد الاشتراكي، فكرا وممارسة، أن أؤكد أن الملتحي الجديد لم تعد تربطه بالاتحاد أية علاقة، لا تنظيميا ولا فكريا.
صحيح أنه قضى ولاية تشريعية كاملة باسم الاتحاد في البرلمان. لكن انتسابه للفريق البرلماني الاتحادي كان شكليا. ولم يحافظ على هذا الانتساب إلا لضمان عائده المادي (الانتهازية وما تدير !!! ).
لقد استفاد طارق من موقعه داخل الحزب، فانتهز فرصة كوطا الشباب للظفر بمقعد برلماني؛ وذلك خلال الولاية التشريعية السابقة (2011- 2016). لكن وجوده بالبرلمان، كان كعدمه، خاصة بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب.
ويطول شرح ذلك. وعلى العموم، فقد اختار وجهته الجديدة، وإن كنت لا أعتقد اقتناعا، بل طمعا للطبيعة الانتهازية للشخص. ونبرة تدوينته تكفي لمعرفة انتمائه الجديد؛ وحتى إن لم يكن تنظيميا فمصلحيا، أو على الأقل وجدانيا.
وإذا كان، من حيث المبدأ، من حق طارق أن يغير قناعاته، ومن حقه أن يدافع عن بنكيران أو أن يتغزل فيه وفي حزبه؛ وإذا كان من حقه أن يغير جلده، كما يفعل كل الانتهازيين، فإنه، وباسم نفس المبدأ، ليس له الحق في أن يسيء إلى من لا يشاطره الرأي أو أن يستكثر على الناس حفهم في التعبير عن فرحهم أو ترحيبهم أو استيائهم…
لقد وصلت به حماسته في الدفاع عن بنكيران إلى اعتبار من فرح لإعفائه من رئاسة الحكومة “شامتين صغارا”. وبهذا، أعطى الدليل على أنه، بالفعل، أصغر من الصَّغار. وقد أبان، في تدوينته- بفعل غلوه في مدح بنكيران الذي يعتبره الكثير، وأنا منهم، مجرد مهرج يفتقد إلى صفات ومواصفات رجل الدولة – عن مستوى في التفكير وفي التحليل وفي الانبطاح لا يليق بمستواه الأكاديمي والاجتماعي.
وحين نعلم أن المتكلم أستاذ جامعي ويدرِّس القانون الدستوري، يزداد الاستغراب من لغته البعيدة كل البعد عن الموضوعية وعن الواقع وعن نص وروح الدستور. فأن يجعل من فشل بنكيران دفاعا “عن كبرياء الشعب”، لهو حقا هذيان لا يختلف عن هذيان بنكيران. وأن يعتبر هذا الأخير “زعيما وطنيا كبيرا”، لهو افتراء ما بعده افتراء على التاريخ، خاصة وأنه يعلم من صنع بنكيران ولأية أهداف؛ وفي هذا الادعاء تنقيص من حق الزعماء الوطنيين الحقيقيين.
وهو في هذا الجانب لا يختلف كثيرا عن بوعشين ومن لف لفه في الكذب والبهتان وتزوير الحقائق.
لذلك، لا أملك سوى أن أتحسر على تفشي قيم الخلط والتضليل والتدليس وما يرتبط بها من سلوك عنوانه الوقاحة والخسة والدناءة والنذالة…وهي كلها أعطاب تصيب الضمير والفكر والسلوك، ومبعثها الأساسي الانتهازية.
الاحد19 مارس 2017.