بعد اجتماع السبت للمجلس الوطني للعدالة والتنمية ،والنقاش الذي دار فيه وتسرب للمواقع ،والبيان الذي صدر ،والذي كبل منذ البداية رئيس الحكومة المعين من طرف الملك لتشكيل الحكومة ،يبدو لي أن بوادر الأمل ،لن تلوح بسبب الشروط التي رفعها أعضاء حزب العدالة والتنمية ،يبدو لي ،أن إزاحة عبد الإله بن كيران قد خلقت احتقانا داخل الحزب ضد الدولة وضد الأحزاب التي اتهموها بالبلوكاج .
أعتقد أن الخطأ الذي ارتكبه عبد الإله بن كيران ،وقع فيه سعد الدين العثماني كذلك ، المندهش بهذا التعيين .ويبدو لي من خلال البيان الختامي الصادر أن الرئيس المعين من طرف الملك قد شرع منذ البداية بتطبيق التعليمات التي يقررها حزب العدالة والتنمية ،
ونطرح التساؤل التالي ،ماذا ننتظر من رئيس حكومة معين لتشكيل الحكومة ،يطبق أوامر مجلسه الوطني ،في الوقت الذي كان عليه أن يبدأ بمشاورات تهم البرنامج الذي سيكون موضوع نقاش مع الأحزاب السياسية الأخرى ،وعندما يخضع السيد سعد العثماني لخارطة الطريق التي يرسمها حزب العدالة والتنمية لكل المغاربة وكأنهم جميعهم صوتوا بأغلبية ساحقة لهذا الحزب ،فإن بوادر الفشل في هذه المهمة قد بدأت علاماتها منذ البداية ..
متى يدرك المجتمعون يوم السبت في المجلس الوطني أن حزب العدالة ليس عليه إجماع ،؟وإلى متى سيستمرون في ارتكاب المزيد من الأخطاء القاتلة والتي ستؤثر لامحالة في الوضع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي ؟،
بعد البيان الصادر مباشرة من طرف المجلس الوطني للعدالة والتنمية ،صدرت تصريحات من حزب التقدم والإشتراكية سبع مقاعد في البرلمان يدعو لتسريع تشكيل الحكومة ولا أدري الدوافع التي جعلته يخرج بهذا البيان عوض أن يفكر في إعادة بناء حزبه الذي تعرض لنكسة كبيرة شأنه شأن كل الأحزاب التي تراجعت في الإنتخابات الأخيرة ، ثم صرت لا أفهم التحامل الكبير الذي أبداه المجلس الوطني للعدالة والتنمية على الإتحاد الإشتراكي والذي اعتبره خطا أحمر لزعيمهم الجديد لتشكيل الحكومة ،وهم يعلمون أن السواد الأعظم في زمن مضى في حزب الاتحاد كانوا ومازالوا يعارضون حتى التواصل مع حزب العدالة والتنمية ، عندما يبدي الكاتب الأول ،استعداد الحزب للحوار مع الرئيس المعين ويخرج المجلس الوطني بقرار يعارض هذه المشاركة ، فمسؤولية البلوكاج يتحملها الرئيس المعين والحزب الأول ،وبالتالي فإن من الآن يمكن القول أن سعدالدين العثماني سيفشل في مهمته ،وأن على الإتحاد أن يبحث في خيارات وتحالفات جديدة من خلال وجهات النظر التي يطرحها حكماء الحزب لم ينته الكلام.