هل نستبق التطورات بعد أن إنفتح فصل جديد من المشاورات الرامية إلى تشكيل الحكومة مع تكليف السيد سعدالدين العثماني بهذه المهمة .
وما هو الموقف الذي ينبغي على الاتحاد أن يتخذه وهو أمر بالطبع يهم أجهزته التقريرية في حين فإننا نعبر عن موقف شخصي لا نهدف من وراءه التأثير على أحد فموقفنا لا يسمح بذلك .
منذ البداية نقرر أن موقفنا هو ما تضمنه العنوان أعلاه غير أننا لا نخفي كوننا مع المشاركة بمبرر واحد على الأقل يتمثل في كوّن الاتحاد جزء من عملية الإصلاح الذي رفعه كشعار حزب العدالة والتنمية .
لا نريد أن ندخل في التفاصيل منذ أن تم تعيين السيد بن كيران رئيسا للحكومة وسنكتفي بالقول أن ما أصطلح عليه بالبلوكاج سببه الرئيسي كثرة الايادي التي تدخلت في هذا المسلسل و أفسدته ، وهي وضعية تعكس محورية المؤسسة الحكومية لذى النخبة السياسية والاقتصادية ولا ينبغي إن نغيب هنا دور قوى خارجية لها حساباتها ( نشير هنا إلى الاهتمام الذي يعطيه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لاستمرار حرب العدالة والتنمية في الحكم والدعم الذي يتلقاه ، كما نشير إلى التحول في استراتيجية الغرب بعد فسل الاخوان في مصر ).
إن ما سمي بالاستثناء المغربي كان يفترض تحكما أكثر للوطنية في السلوك السياسي للفاعلين لاستمرار نجاح هذا الاستثناء وتدعيمه بقوة الانخراط الكلي في المشروع الديمقراطي وثقافته . إن النسق السياسي المغربي يحتاج إلى جرعات قوية تخرجه من البلوكاج الكبير الذي يعني الانتقال الديمقراطي الكامل .
ولذلك فنحن لا نرى ضرورة تحميل السيد بن كيران مسؤولية التعثر لوحده ليس تعاطفا معه وذلك لأن الحقيقة في مكان آخر La vérité est ailleurs .
أوضاع المغرب يا سادة لا تسمح بأن يستمر هذا التنافر بين مؤسساته السياسية والاقتصادية. والاجتماعية ، اذلك من المفيد أن نقرأ دراسات تضمنها كتاب حول المجتمعات المقيدة والمجتمعات المفتوحة ( لنا عودة له).
بعد هذا التقديم الذي مرّٓرنا فيه رسائل إلى من يهمهم الامر نعود لموضوعنا حول إعلان الاتحاد عدم مشاركته في الحكومة .
نؤسس موقفنا على ما يلي :
-1- معركة الاتحاد مع الاستبداد هي أكبر معركة في تاريخ المغرب ، سنذكر الجميع بهذا المعطى سنة 1975 في لقاء مع الشهيد عمر بنجلون وكنا في الشبيبة الاتحادية قد طلبنا منه لقاء معنا ليوضح لنا منهجية التقرير الايديولوجي ، كان الاستاذ الحلوي هو من تكلف بهذا اللقاءات الخاتمة عمر بنجلون ضرب على كبده قائلا ” من لم ليس له غيرة على هذا الحزب فليذهب ” ذلك أمر تم سنة 1975.
-2- القضية الثانية وعلى الجميع أن لا ينسوها وهي الموقف التاريخي للزعيم عبدالرحيم بوعبيد الذي كان له موقف قوي مع المخزن ، لا يهمنا الامر ما يهمنا أنه ظل صامدا وأدى الثمن .
-3- تجربة عبدالرحمن اليوسفي الذي أسبقيةً للوطن تجاوزا للحسابات السياسية الصغيرة ونح معرف كل التطورات التي وقعت من بعد .
ثلاث محطات كبرى في تاريخ الاتحاد ورموزه ومواقفه ذكرناها بإختصار : من سيخلص لتاريخ الاتحاد.؟