اجرت “نشرة المحرر” حوارا مع الاخ بنعبد القادر عضو اللجنة الادارية للاتحاد الاشتراكي وعضو رسمي ضمن وفد الاتحاد الى مؤتمر منظمة الاممية التقدمية ..ندرجه في صفحة موقع نشرة المحرر .
س) *في أي سياق انعقد مؤتمر منظمة الأممية التقدمية التي كنت ضمن الوفد الاتحادي الذي شارك فيه؟
ج) لتدقيق السياق العام لمؤتمر برلين ينبغي العودة الى المؤتمر الرابع والعشرين للأممية الاشتراكية الذي انعقد قي غشت 2012 بالكيب تاون بجنوب افريقيا، هذا المؤتمر تميز أساسا بالتصدع الذي حصل في هذه المنظمة التاريخية العتيدة، والذي نتج عنه تقاطب حاد بين الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية وبين خليط من التنظيمات السياسية والقومية من افريقيا وأمريكا اللاتينية ، وكان هذا المؤتمر قد أنهى أشغاله على وقع أزمة بنيوية تداخل فيها السياسي والايديولوجي والتنظيمي، وترتب عنها منذ ذك الحين نزيف حاد خلخل توازنها وأفقدها كثيرا من مواردها المادية و السياسية، حيث لجأت بعض الأحزاب المستاءة من الوضع العام للأممية الاشتراكية الىالالتفاف على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لإطلاق مبادرة جديدة للتفكير والتأمل في سؤال التعاون الدولي للحركة التقدمية العالمية .
س)* وماذا كان موقف الاتحاد الاشتراكي بخصوص هذه المبادرة؟
ج ) بطبيعة الحال كنا حاضرين في صلبها لعدة اعتبارات أهمها ضرورة تفعيل مبدأ الدبلوماسية الاستباقية الذي يؤطر عملنا في مجال العلاقات الخارجية وخاصة بالنسبة للقضية الوطنية وثانيا هناك العلاقات التقليدية التيتجمعنا مع الأحزاب الداعية الى الانخراط في شبكة تقدمية عالمية للتشاور والتفكير في صيغ جديدة للعمل الاممي التقدمي ثم هنا اقتناعنا بأهمية المبادرة ورهاناتها المستقبلية
وفي هذا السياق توصلنا قبل أربع سنوات بدعوة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني للمشاركة في احتفالات الذكرى المائة والخمسين لتأسيسه وعلى هامش هذه الاحتفالات شاركنا في اجتماع سياسي انعقد بمدينة لايبزيغ الألمانية بحضور عدد من الزعماء والقادة الاشتراكيين والتقدميين من مختلف القارات، وتوافقنا هناك على ميثاق تأسيسي للتحالف التقدمي الذي كان بمثابة صيغة جنينية للأممية التقدمية التي خرجت الى الوجود في مؤتمر برلين خلال هذا الاسبوع
س) * وهل هذا يعني أن مؤتمر برلين كان مؤتمر للقطيعة المعلنة بين المنظمتين؟
ج ) في الحقيقة شكل مؤتمر الأممية التقدمية المنعقد ببرلين يومي 12 و13مارس الجري، محطة سياسييه وتنظيمية حاسمة في مسار هذه المبادرة التي أطلقتها بعض الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية قبل أربع سنوات على إيقاع الازمة التي صارت تتخبط فيها الأممية الاشتراكية ، حيث فضلت بعض الأحزاب التاريخية المؤسسة للأممية الاشتراكية أن تتوجه الى بناء بديل جديد للتعاون الدولي بين القوى الاشتراكية الديمقراطية والتقدمية ، يكون أكثر انفتاخ وحداثة وفعالية في الساحة الدولية .
وكما كان الاتحاد الاشتراكي حاضرا ومشاركا في اطلاق هذه المبادرة في المؤتمر التأسيسي بمدينة لايبزيغ الألمانية، حيث تشرفت شخصيا بالتوقيع باسم الاتحاد الاشتراكي على الميثاق التأسيسي للتحالف العالمي، الى جانب أحزاب اشتراكية وتقدمية من مختلف الدول والقارات.
وبعد أربع سنوات من العمل المشتراك والندوات الفكرية والمبادرات السياسية ومع استفحال الازمة البنيوية في الأممية الاشتراكية قررت هذه الامميةالتقدمية الانتقال من صيغة المنتدى الى صيغة المنظمة المهيكلة .
س)*وهل كا ن للاتحاد الاشتراكي نصيبه من التمثيلية في الأجهزة القيادية للأممية التقدمية؟
ج) عموما انكب المؤتمر الذي انعقد نهابة هذا الأسبوع على مناقشة واعتماد الوثائق التأسيسية والنصوص القانونية للمنظمة إضافة الى استراتيجية وبرنامج العمل، وعقدت اللجنة الإدارية للأممية التقدمية جلسة خاصة لانتخاب الهيئة القيادية ، وشاركت في اجتماع هذه اللجنة بصفتي مندوبا عن الاتحاد الاشتراكي كحزب مؤسس لهذه المنظمة، حيث تم انتخاب بالاقتراع السري 35 عضوا في مجلس الرئاسة من بينهم حبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس النواب، إضافة الى عدد من الوزراء الاولين والامناء العامين للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية .
س)* وماهي القضايا التي ناقشها المؤتمر؟
ج ) المؤتمر كان مناسبة لمناقشة عدد من القضايا الدولية كإشكالية العولمة وصعود تيارات اليمين المتطرف والعصبيات القومية والشعبوية وتعزيز الديمقراطيات والانتصار لقيم التسامح والتضامن بين الشعوب،وتميز المؤتمر بالخطاب الرئيسي الذي ألقاه مارتين شولز رئيس البرلمان الأوروبي سابقا ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني للرئاسيات الألمانية المقبلة، حيث اعتبر التحالف التفدمي فاعلا أساسيا في الساحة الدولية وحركة مناضلة من أجل مستقبل أفضل للإنسانية، وتطرق شولز لعدد من بؤر الصراع في العالم وعدد من القضايا العادلة التي تستدعي التضامن والمساندة وبطبيعة فلم يتناول أي متدخل طيلة أشغال المؤتمر قضية الوحدة الترابية المغربية كما هي العادة في المحافل الدولية اليسارية .
الثلاثاء 14 مارس 2017.