من المؤسف حقا إقحام القضية الوطنية لكل المغاربة في تكتيك سياسي لحظي… لا يمكن لمن لا يعرف عمق الأشياء أن يعطي الآراء و الانطباعات و المواقف عنها …
الأممية الاشتراكية ليست ناديا يجمع بعض الأحزاب الاشتراكية في العالم ، كما أنها ليست ترفا تنظيميا … الأممية الاشتراكية هي ثاني أقوى تنظيم غير حكومي في العالم ، يجمع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في العالم باختلافاتها و تفاوت تقديرها للعديد من الأمور… و الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو جزء من هاته الهندسة و فاعل تاريخي حقيقي داخلها .
نضال الاتحاد داخل الأممية هو نضال وطني مبدئي كان و سيزال ، و هو نضال نابع من الفؤاد ، نقي ، كما قال الزعيم عبد الرحيم بوعبيد أياما قبل وفاته …. نضال لا ننتظر منه نياشين الوطنية من أحد أو حفل شاي احتفاءا بانتصار أو بتقدم في موقع معين .
ما راج مؤخرا حول وضعية البوليساريو التنظيمية ذاخل المنظمة تم استعماله بخبث لإرضاء نزوة مرضية داخلية يجهل أصحابها فعلا بأنهم يسدون خدمات جليلة لأعداء وحدتنا الترابية ….
اليوم الاتحاد يقاوم يوميا داخل بنيات هذا المنتظم اي نزوح إلى اختيارات خارج المنطق ، و هو الاتحاد نفسه الذي فرض قناعة الحل السياسي في إطار الأمم المتحدة بعد سنوات من الإيمان الراسخ باطروحة ” تقرير المصير ” … و هو الاتحاد الذي حظي بثقة الاشتراكيين في العالم بعضوية مجلس الرئاسة مع الكتاب الأولين السي عبد الرحمان اليوسفي و السي محمد اليازغي و الاستاذ إدريس لشكر …. و حظي برئاسة الأممية الاشتراكية للنساء في شخص الأخت وفاء حجي …
وجودنا داخل المنتظم ليس “ماذونية ” دولية لتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة ، بل جبهة من جبهات الدفاع المبدئي عن الوطن و قضاياه المصيرية …
فقط تخيلوا للحظة عدم وجودنا داخل الأممية الاشتراكية … فقط للحظة كونوا منصفين و بعد ذلك اصنعوا ما شئتم.