الرابط : http://www.ahdath.info/268640

 

على مدار 14 ساعة من العروض والمناقشات الساخنة، اختلى الاتحاديون في لجنة المقرر التوجيهي داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمركب الدولي ببوزنيقة في عمليات تشريح للفكر الاتحادي على مدار السنوات الماضية، تناولت التوجه الفكري والسياسي للاتحاد منذ التأسيس، مرورا بمحطات المؤتمر الاستثنائي لسنة 1975 ‪مرورا بالوثائق التنظيمية اللاحقة.

في الجلسة الأولى، تم تقديم ثلاثة عروض تناولت بالتحليل حالة الاشتراكية الديمقراطية في زمن العولمة، والحزبي والكوني أية متغيرات، وما معنى أن تكون يساريا في عالم اليوم، فيما تناولت الجلسة الثانية مسألة الهوية وتعقدها، والاشتراكية الديمقراطية ومستلزمات التجديد، قراءة في بعض التجارب الدولية، والاتحاد الاشتراكي ومعالم المستقبل، لتختتم بعرض حول قراءة في المسألة الدينية.

هيمنة الروح النقدية في مختلف العروض، وحضور الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر فتحت مجاري التدوال حول واقع الحزب على مستويات المرجعية الفكرية والسياسية، وعلاقاتها بالمتغيرات التي عاشها المغرب طيلة عقود، وحدود قدرة هذه المنظومة على توفير الأجوبة المناسبة للواقع المغربي على الصعيد السياسي والمسألة الاجتماعية وتعقيدات بناء الهوية.

وعلى مدار ساعات النقاش حضر الثيمات المواكبة لعملية التشريح بدءا من الحزب، إلى الدولة، إلى المجتمع، فالهوية، ومفهوم الاشتراكية، والديمقراطية، وحضرت الحمولة الفكرية المؤطرة بدءا من ويلي برندت، طوني بلير، فيليبي غونثاليث، عمر بنجلون، عبد الرحيم بوعبيد،مرورا بتجارب تسائل حاضر الاشتراكية من سيريزا، بوديموس، لتتداخل مع إشكاليات تسائل الواقع المغربي ومحيطه في الدين، السياسة، الدعوة، والدستور، واستخراج آليات المعالجة من أدوات المراجعات وإعادة البناء لمعالجة واقع يطرح تحديات المواجهة، وأزمات الهشاشة، والزبونية، والتمثيلية، واختبار الواقع من حلبات النخبة، والشعب والطبقات وأزمة القيم.

طيلة ساعات النقاش، بدا أن الاتحاديين يطرحون بجرأة واقع حزبهم، حامت كل الأفكار بدءا من الإحساس بأن الاتحاد ما زال قادرا على تقديم الأجوبة، إلى استحضار الخوف من موت الاتحاد، لكن القاسم المشترك، كان هو الإيمان بضرورة تجديد فكر الاتحاد، وهو صلب العمل الذي تنكب عليه لجنة المقرر التوجيهي.

الاشتراكية الديمقراطية التي ظلت محتشمة في مقررات الاتحاد، طغت على مختلف المداخلات وتم استحضار مختلف تجارب المراجعات الدولية سواء بأوربا أو بأمريكا اللاتنية ومختلف الإشكالات الراهنة التي يعيشها الفكر الاسشتراكي بأوروبا، واستحضرت مختلف الاختيارات الناجحة، وقياس نجاعتها على مستوي الواقع المغربي، وتم النبش في مختلف الفقرات التي استحضرات الدعوة للتجديد داخل الفكر الاتحادي منذ المؤتمر الخامس للاتحاد مرورا بوثيقة سنة 1984.

المسألة الدينية بالمغرب كانت حاضرة في العروض والنقاشات، حيث حضر مطلب التجديد في الرؤية بناء على متغيرات الواقع المغربي، وتنوعت المداخلات بين الدعوة لتجديد نفس الإسلام المتنور والعقلاني، وبين اعتبار القضية الدينية جزءا من المعركة السياسية لدمقرطة المجتمع والنهوض بأوضاعه الاجتماعية والثقافية، وتدعيم مواقف الحزب في إسلام متحرر من قيود التزمت، واستقدام النماذج المتخلفة، والعمل على توسيع عمليات تفكيك الفكر المتطرف، واستحضار طبيعة المرجعية الدينية في المغرب.

القضية النسائية خضعت لمبضع التشريح والنقد، واتسمت العروض والمداخلات بجرعات قوية من النقد الذاتي، سواء على صعيد إيمان الحزب بالقضية فكرا وممارسة، أو على صعيد التنظيم الخاص بهذا القطاع الحيوي، واستحضار الأشكال الممكنة لجعل قضية النساء في الحزب عقيدة مشتركة بين الجنسين عوض ركنها في خصوصية الهم الأحادي ومعالجتها بجرعات الكوطا المعطلة لمطلب المساواة، وتمكين النساء من وضع طبيعي في التدافع الداخلي.

 

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…