كان من الضروري أن ألجأ إلى توضيح الواضحات، بعد أن قـبِلت المشاركة، في برنامج «قفص الاتهام»، الذي تبثه محطة «ميد راديو»، ذلك أن موقع «كيفاش»، المرتبط بها، قدم تغطية مغلوطة لوقائع البرنامج، مدعيا أني صرحت بأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يتوفر على الأغلبية، موحيا بأن الأمر يتعلق بأغلبية «حكومية».

وقد تناقلت هذا «الخطأ»، بعض المواقع الإلكترونية، دون تكليف نفسها عناء التأكد من حقيقة التصريح، في التسجيل الذي بُثّ لهذا البرنامج، حيث أن ما صرحتُ به هو أن حزبنا تمكن من الظفر برئاسة مجلس النواب، لأنه حصل على دعم من أغلبية نيابية، ورغم إصرار الزميل رضوان الرمضاني، الذي يدير هذا البرنامج، على استدراجي، للقول أننا جزء من الأغلبية الحكومية، أكدت له بكل وضوح أنني أتحدث عن أغلبية بمجلس النواب.

وبعد اتصالي بالزميل، نبهته إلى أن التغطية، التي نشرها موقع كيفاش، وقفت عند «وَيْل للمصلين»، لأنها ذكرت أني قلت أننا نتوفر على أغلبية… دون أن تكمل الجملة، التي أكدت فيها أن الأمر يتعلق بأغلبية بمجلس النواب، وليس الحكومة. قام الموقع بإصلاح «الخطإ»، في النص، دون تغيير العنوان، الذي ظل مُضٓللا.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل لقد تناسل الخطأ بشكل مضحك، فهناك من بنى عليه «تحاليل» في العلوم السياسية وهناك من رٓكّبٓ عليه تفاهات دستورية، دون البحث عن النص الأصلي أو التسجيل الواضح، وهذه هي خطورة التعامل الأعمى، مع الفضاء الأزرق، الذي تغذيه بعض المواقع والتدوينات، بأخطاء مضللة، تساهم في تغليط الرأي العام، مما يسيء كثيرا إلى الحياة السياسية، وإلى الحق في الخبر الصحيح، الذي ينبغي أن يتلقاه الجمهور، ليُكٓوِنٓ وجهة نظره، استنادا إلى معطيات حقيقية، غير مغلوطة.

وكيفما كان الموقف الذي يتبناه الشخص، والصف الذي اختاره لنفسه، فإن الحد الأدنى من الأخلاقيات ضروري في الإعلام والسياسية، لأن التضليل كان دائما رديفا للتوجهات الاستبدادية والفاشية، التي تخاف من الحقيقة، لذلك تلجأ للكذب والتلفيق والتدليس، لنشر الجهل بين الناس، حيث تخصص لهذه المهمة آلة ضخمة دورها تعميم التضليل والتعتيم.

 

الاثنين 13 فبراير 2017.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…