كان اسامة بن لادن يتحدث عن عالم منقسم بين فسطاطين: احدهما خير وهو زعيمه بينما الآخر شرير يحشر فيه كل من لا يشاطره العقيدة والموقف من البشر على اختلاف دياناتهم وأممهم.

والحرب بمختلف أنواعها هي وحدها العلاقة الممكنة بين الفسطاطين بما في ذلك الارهاب الصريح الذي يتحول بقدرة قادر الى الجهاد في سبيل الله وما هو بجهاد لأن الارهاب ارهاب مهما حاول التستر وراء الدين او الحضارة او غيرهما.

ونسمع اليوم بالمغرب، بمناسبة عدم التوصل الى تشكيل حكومة جديدة بعد أربعة اشهر من الانتخابات التشريعية، ان الخلاف والتباين هو بين معسكرين احدهما:

المعسكر الوطني الديمقراطي المتشبث بتفعيل اختيار الشعب وعلى رأسه زعيم العدالة والتنمية الاستاذ عبد الاله بن كيران والسيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال،

والآخر، معسكر التنكر للديمقراطية الراغب في تحقيق الانقلاب عليها من خلال الانقلاب على نتائج الانتخابات الديمقراطية وفِي قيادته المعلنة السيد عزيز اخنوش زعيم حزب التجمع الوطني ومن معه من الاحزاب، كما من هو وراء حجاب ويقصد به الاصالة والمعاصرة.

والحال ان الأمر لا يحتاج الى كل مثل هذه الترهات السياسية لأن قراءة الواقع في البرلمان، كما هو فعلا وليس توهما توضح ببساطة ان خريطته لا تسمح بالذهاب هذا المذهب غير المنطقي وغير الموضوعي خاصة ان لا احد من الاحزاب قد تنكر للمنهجية الديمقراطية او وراء اي خط انقلابي مزعوم.

الا ان منطق الثنائيات المدمر يؤدي، في الأغلب الاعم، الى قلب الحقائق في مجال التصنيفات العقائدية والدينية كما في حديث الفسطاطين في الاسلام السياسي سابقا وكما في حديث المعسكرين في الحياة السياسية المغربية التي تستوحي مفردات الاسلام السياسي، ولو في طبعة اخرى حاليا، بمناسبة أزمة او تعثر مساعي تشكيل الحكومة.

الخميس 09 فبراير2017.

‫شاهد أيضًا‬

باب ما جاء في أن بوحمارة كان عميلا لفرنسا الإستعمارية..* لحسن العسبي

يحتاج التاريخ دوما لإعادة تحيين، كونه مادة لإنتاج المعنى انطلاقا من “الواقعة التاريخ…