تشكل القارة الإفريقية مساحة استثمارية مفتوحة ، في مختلف المجالات، إذ تتوفر القارة السمراء ، على موارد مائية كبيرة وتنتشر فيها غابات كثيفة ، وموارد طبيعية كالبترول والغاز والفوسفات والحديد والطاقة الشمسية ومختلف المعادن الأخرى النفيسة كالذهب والفضة والنحاس، لكن القارة تتوفر على إمكانيات هامة، وهي العنصر البشري ، حيث تتميز القارة بنسبة شباب أكثر من باقي العالم، وهي على عكس أوروبا التي أضحت تنعت بالقارة العجوز .

لذلك، فالرهان المغربي على إفريقيا، والرهان الافريقي على المغرب، يجد راهنيته وجدواه في البعد الاقتصادي، لأن القارة تريد أن تتقدم، وتلبي حاجياتها، وتطور بنياتها، من طرق وموانئ، وصناعة، وفلاحة، وغيرها، خدمة للإنسان الافريقي الذي يستحق حياة أفضل ، إذ نمو إفريقيا، ارتبط بالاستعمار العالمي، الذي شلّ القارة لعشرات السنين، ونهب خيراتها وإمكانياتها ، ودخلت إفريقيا في حروب أهلية وطائفية، زادت من تعميق أزماتها وتخلفها .

إفريقيا ، والمغرب الإفريقي اليوم، مطالبان بدفع عجلة التنمية والتطور لأقصى مدى، والرهان على العنصر البشري الذي وحده يشكل ثروة ورأسمالا كبيرا،السياسة المغربية الجديدة المنفتحة على افريقيا واعتبارها بيتنا الطبيعي، كانت بانفتاح تام وبلا شروط ولا رغبة في الهيمنة ، فالمواطن الإفريقي يسعى إلى التحرر والانعتاق والتقدم ، والمغرب عبر عمليا عن حسن نيته في التعامل باحترام للشعوب الإفريقية، وهو ما حدا بزعماء افريقيا إلى رد التحية عالية في القمة28 بما يعني أن القارة ترى مستقبلها أمامها من خلال التعاون، وتسهيل حرية التجول والعمل، وفتح سياسة إفريقية عمومية مندمجة ومتكاملة، مركز عملها وصلب سياستها، هو الإنسان الإفريقي.

الجمعة 03 فبراير 2017.

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…