بعد أكثر من ثمانية وثلاثين سنة من الغياب ،تقرر تسعة وثلاثون دولة التصويت لعودة المغرب لهذا المنتظم الذي كان من مؤسسيه ،هذه العودة التي استبشر بها القادة الأفارقة وعبروا عن سعادتهم من خلال تصريحات واضحة وواقعية ،أغضبت الخصوم ،لقد أكد الجميع أن المغرب أصبح يلعب دورا كبيرا في التنمية ،وأن المغرب يعتبر جسرا ليس فقط بين أروبا وإفريقيا بل بين إفريقيا وباقي دول العالم التي ترى في القارة سوق واعدة لتسويق منتجاتها ،الصين ،الدول الأسيوية ،روسيا وشمال أمريكا .
رحلات الملك المتعددة للقارة ،ومشاريع الإتفاقيات التي أبرمها في زيارته جعلت العديد من الدول التي كانت إلى الأمس القريب تعاكس المغرب في وحدة ترابه تغير موقفها وتصوت لصالح عودة المغرب للإتحاد الإفريقي العديد من المحللين يعتبرون خروج المغرب وترك الكرسي فارغ للخصوص خطأ ،ويعتبرون عودته مهمة لتصحيح الخطأ والدفاع عن مشروع الحكم الذاتي لإنهاء الصراع في المنطقة بطرق سلمية ،إذا مكان المغرب في إفريقيا مهم ليس فقط لأوربا وباقي الدول التي أشرت إليها وإنما لباقي دول العالم الإسلامي لأنه انخرط منذ سنوات لمحاربة ظاهرة التطرّف والإرهاب من خلال تكوين الأئمة والدعاة لنشر المذهب المالكي والإسلام الوسطي ،وكذا للدورالجد المهم الذي أصبح يلعبه في إخماد الحروب الأهلية ليس فقط في القارة الإفريقية ولكن في الشرق الأوسط ودوّل البلقان بحيث أن المغرب دائما في طليعة الدول التي تجعل تجربتها العسكرية رهن إشارة الأمم المتحدة للمساهمة في استتباب الأمن في العديد من المناطق ،المغرب بفضل حكمة جلالة الملك لعب دورا مهما م في نزع فتيل الصراع بين الأزواد والحكومة المالية ،المغرب حاضر في ساحل العاج وإفريقيا الوسطى ،والمغرب دخل مشروع مهم مع نجيريا لنقل الغاز عبر العديد من دول الغرب الإفريقي والتي بدون شك ستستفيد من هذا الغاز في التنمية .
إذا المغرب يسير بخطى ثابتة لإحداث تغيير استراتيجي في إفريقيا ،وإذا كنّا قد عانينا لسنوات من الغياب على جميع الأصعدة في إفريقيا ،فإن عودتنا ،تسير في الإتجاه الصحيح لتصحيح ما أفسدته الأنظمة المناوئة للمغرب ليس فقط فيما يخص قضية الصحراء بل ،نظرة الجيران لنا وللسياسة الحكيمة التي ينهجها الملك ،والإنفتاح المغربي على جميع الشعوب الإفريقية ،قد تشعل فتيل الصراع بين فريق الشر وفريق الخير ولكن نحن متأكدون أن الفريق الساعي إلى أمن ونماء إفريقيا سيكسب ثقة الجميع .