طبعا لم تعد سياسة أمريكا مثالا يحتدى به في مجال تطبيق الديمقراطية ، فالحديث لا يكاد يتوقف حول التزوير الانتخابي وشرعية فوز الرئيس الحالي .. هذا الذي سيجد أساتذة العلوم السياسية صعوبة كي يشرحوا لطلاب الجامعات تصرفاته وهو يقود انقلابا حقيقيا على كل ما قام به أسلافه وبصفة خاصة الرئيس السابق أوباما خلال ولايتين متتابعة .

إن أمريكا اليوم لم تعد تنتخب رؤساء شباب أو رجالا يتمتعون بشعبية كبيرة تجعل منهم أيقونة في أعين ساسة العالم الدين ظلوا مؤمنين بقدرة هدا البلد على إنجاب قادة بإمكانهم التأتير في العلاقات الدولية لعقود طويلة .

أمريكا اليوم ضاقت بأهلها و لم تعد بلدا للتعايش بين الأقليات ، فالرئيس الأمريكي الجديد يتوعد الأقليات بمزيد من القمع و التضييق .. بما فيهم نشطاء البيئة و حقوق الإنسان ؟

أمريكا اليوم ترسم ملامح سياسة الانعزال و النفور من الآخر بدل الإنفتاح على تقافة الغير ، دلك أن دونالد وقع مراسيم تعمل على تشديد إجراءات طلبات تأشيرة الدخول و بناء معتقلات على طول الحدود لتسهيل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين .. وكلها مستجدات تدفع في إتجاه اعادة النظر في إقامة الأجانب. و إنها سياسة ترامب و التي تدعو كل من يحاول الإقتراب من أرض الأحلام إلى التفكير أكتر من مرة ، قبل أن يورط نفسه في حب العم سام .. بل إن الرئيس الجديد اعتبر كل الأجانب متهمين إلى أن يتبت العكس ، فهو يصرح علانية بأنه سيلف الولايات المتحدة الأمريكية بجدار من الحديد و الإسمنت المسلح . و لعل الخوف كل الخوف من أن يحدو حدوه ممتلي اليمين الأروبي في حال فوزهم بالانتخابات المقبلة ، فضلا عن كل ساسة العالم الثالث ..فلا يقيم أيا منهم للديمقراطية اعتبارا ، طالما قد تم ذبحها على يد السكان الجدد في البيت الأبيض .

طبيعي ان تتوحد أمريكا ضد إدارة الرئيس الجديد و يخرج في مسيرات إحتجاجية كل المتضررين من قراراته الغنجرية .. وليس غريبا أن ينخرط فيها المتقاعدين و الرامل بل ودوي الإحتياجات الخاصة . إن ما شنه هدا الرجل من هجوم عنيف على مكتسبات الفئات الهشة من الشعب الأمركي عجل بوضع يافطة كبيرة في مقابل هدا البيت تدعو إلى مقاومة سياسة السيد دونالد ترامب … الدي أعلن الحرب على الجميع دونما مراعاة لروح مقتضيات الدستور الأمريكي .

 

الدار البيضاء :  الجمعة 27 يناير 2017 .

‫شاهد أيضًا‬

اليسار بين الممكن العالمي والحاجة المغربية * لحسن العسبي

أعادت نتائج الانتخابات البرلمانية الإنجليزية والفرنسية هذه الأيام (التي سجلت عودة قوية للت…